الأقباط متحدون - هيا نخرب بيتهم.. وبيتنا!!
أخر تحديث ١٣:٠٨ | الخميس ٢٨ يناير ٢٠١٦ | ١٩طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٢١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هيا نخرب بيتهم.. وبيتنا!!

محمد فتحى
محمد فتحى

 لنتفق..

 
حين تشير بإصبع الاتهام إلى أحدهم، فإن باقى الأصابع ترتد مشيرة إليك أنت..
 
(1)
 
إذا اتفقنا على تعريف الأخلاق، سنفض الاشتباك حول ما فعله أحمد مالك وشادى أبوزيد حين أهانا أفراداً من الشرطة وجعلاهم يرفعون واقياً ذكرياً بوصفه بالوناً، احتفالاً بعيد الشرطة. ونشرا الفيديو ساخرين.. حسناً، لنتوقف هنا ونسأل: هل ما حدث عيب أخلاقياً أم لا؟؟. من هنا نبدأ، ومن هنا نكمل أو نتوقف عن الاسترسال.. فللأسف أثبتت ردود الأفعال أن الأخلاق أصبحت نسبية، فما تراه عيباً يراه آخر منطقياً، وما تراه صواباً يراه الآخرون قمة الخطأ، لذلك لو كنت موافقاً على كون ما حدث عيباً يرتقى لقلة الأدب، أشكرك.. أنت من الفئة الناجية، ولكى تكتمل نجاتك عليك أن ترفض كل ما هو عيب وغير أخلاقى ويصل لدرجة الجُرم سواء جاء من أحمد وشادى، أو جاء من الدولة ممثلة فى أى شخص يمثل أجهزتها ووزاراتها، أو جاء من أى كائن حى. أما لو كنت تراه شيئاً عادياً، فهنيئاً لك.. ولتكمل يومك دون أن تكمل المقال.
 
(2)
 
إذا اتفقنا على أن رفض العيب يجب أن يكون كله مش حتة منه، وأن حساب العيال الصغيرة الذى تدعو له حين يخطئون، وقد أخطأوا، يجب أن تدعو معه لحساب العيال الكبيرة، تصبح بالنسبة لى شخصاً متسقاً، وسوياً نفسياً، أدعو الله أن نكون أنا وأنت كذلك.
 
(3)
 
إذا اتفقنا على أن ثقافة الاعتذار هى التى يجب أن تسود، فهل نقبل الاعتذار أم لا نقبله؟؟
 
أحمد مالك اعتذر، وقيل له عبر السوشيال ميديا (اعتذارك غير مقبول)، فيما لم يعتذر غيره عن (جرائم) حقيقية أخلاقية. فإذا دعوت لاعتذار أحدهم يجب أن تتسق مع نفسك وتطلب الاعتذار من جميع من يأتى نفس الفعل، وقد نُشر فى السوشيال ميديا العديد من تجاوزات قديمة لـ(بعض) أفراد الشرطة، بالطبع لا تبرر أن تواجَه بمثلها، لكن كذلك لم يعتذر عنها أحد ولن يعتذر، فلماذا لا تكون ثقافة الاعتذار هى السائدة؟
 
وندعو إعلامياً قليل الأدب انتقد قلة الأدب بقلة أدب لأن يعتذر أو يوقَف عن الظهور، وندعو لحساب قليل الأدب إذا لم يعتذر عن قلة أدبه.. هل اتفقنا؟؟ أم أن ثقافة الاعتذار انتقائية؟؟
 
(4)
 
إذا اتفقنا على أن إهانة مالك وشادى للشرطة إهانة بالغة وتفرّغ الإعلام للحديث عنها، فلماذا لا يشير الإعلام إلى نماذج أخرى كرمت الشرطة؟؟ نعم، كرمتهم، فالعرض المسرحى (عاشقين ترابك) من إنتاج مسرح السلام، يجوب محافظات مصر ليعرض المسرحية على جنود الأمن المركزى فى كل مكان، ليتحدث عن الثورة والشهداء والتطرف والفتنة الطائفية وأحلام الشباب وتطلعاتهم، المسرحية من تأليف ياسر علام وإخراج محمد الشرقاوى وبطولة عدد من الوجوه الشابة مثل وائل مصطفى وأحمد الفقى ومنة الفيومى ونوال العدل وهبة عصام وسيد شحاتة وأمير عز ومحمد سمير وأحمد زكريا، وهى أسماء تستحق الدعم والمعرفة أكثر من آخرين طالما ستتحدث عن دعم الشباب للشرطة، لكن إدارة الإعلام والعلاقات العامة التى ترسل لنا كصحفيين بالعديد من الإيميلات للنشر (يغلب على بعضها التفاهة)، لم تجد فى الأمر ما يستحق للإعلان عنه لوسائل الإعلام، فلماذا لا نتفق إذن على أن الكل مقصّر، وأن الانتقائية هى سمة الجميع؟؟.
 
(5)
 
لنتفق على أن العقاب يجب ألا يتجاوز الحدود، ليس لدرجة أن يتبرأ أب من ابنه مثلما فعل كابتن طيار مالك بيومى مع ابنه أحمد مالك، ولنتفق على أن الغضب لا يواجَه بغضب، بل باحتواء، بشرط ألا يتكرر من الجميع.
 
(6)
 
لنتفق على أنك تخسر قضيتك الثورية العظيمة حين تتعالى على الناس وتصدّر نموذج قلة الأدب لتصفه بالنضال وبرد الفعل الطبيعى على ما تراه قلة أدب أخرى تصل لدرجة الجريمة. أنت لا تخاطب سوى نفسك حتى لو كنت تتكئ على منطق وأحداث، لأنك تتجاهل الناس.. ومن الطبيعى إذن أن يتجاهلوك، وأن يكون كل همك هو السوشيال ميديا واللايك والشير، فيما ينظر الشارع لك على أنك (قليل الأدب).
 
(7)
 
لنتفق.. نحن ازدواجيون فى نظرتنا لكل شىء، ندعى حماية البنت ونتركها للتحرش أو نلوم عليها أو نشارك مع المتحرش.. ندعى الأخلاق ونشتم ليل نهار بذاءة وخناقة أو إعجاباً، ندّعى التربية القويمة وأول ما نعلّم أبناءنا الصغار: «تف على عمو يا حبيبى»، ولنتفق على أن العيب فينا قبل أن يكون فى غيرنا.
نقلا عن الوطن

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع