د. مينا ملاك عازر

الرئيس التونسي السابق والخاسر في الانتخابات الرئاسية التونسية الأخيرة، والذي كان رئيساً مؤقتاً، والمضبوط بطائرته الخاصة بعد خروجه من قصر الحكم ملايين الدولارات على سبيل الرشوة من البلد لتي كان قادماً منها وهي قطر، يقول للرئيس السيسي أنه ديكتاتور مستبد ويحاصر أهله بغزة، انتقاد المرزوقي لاذع للرئيس السيسي لكنه تصريح يستحق التحية عليه، فاسمحوا لي أن أشكر المرزوقي على ما قاله.

لا تندهش عزيزي القارئ على شكري لهذا الرجل لأنه أثلج صدري بقوله هذا، طمأنني على أن ما يجري بسيناء يكاد يأتي بثماره رغم التفجيرات الأخيرة وتواتر الأنباء بسقوط قتلى في صفوف المصريين لكن تصريحات المرزوقي تطمئنني أنه أخيراً صدرت منهم آهة كتموها طويلاً لألا يفصحوا عن أن الضربات المصرية المسددة لأذنابهم بسيناء ضربات مؤثرة، فلتت منهم تلك الآهة بتصريح المرزوقي الذي يستحق مني كل شكر.

الرئيس المرزوقي ناهيك عن شكري له يستحق أيضاً التحية، لأنه رغم كذبه في ما يُقال عن أن الرئيس السيسي يحاصر أهلنا بغزة وهم يستحقون هذا بسبب أفعالهم الدنيئة في حقنا إلا أنه استطاع أن يكون أد المسؤولية ويشرف على انتخابات نزيهة تثمر عن فوز حزب مستقبل تونس على حزب الإخوان في الانتخابات النيابية ويشرف على انتخابات أخرى تسفر عن خسارته هو شخصياً أمام الرئيس الحالي في خطوة لم يجرؤ عليها أشد الرجال في بلاد أخرى حين رضخوا لضغوط الإخوان وسلموا أوطانهم وسدة الحكم به وكراسي المسؤولية للإخوان واستسلموا لضغوطهم ولولا موقف متشدد من الشعب المصري لصرنا ولاية إخوانية تباع أرضها لمن يدفع أكثر.

لن أتحدث عن كونه شريب خمر، ولا كونه مرتشي، فهذا قام به الإعلامي المصري محمد الغيطي ولن أشتمه كما قال له الإعلامي الرائع يوسف الحسيني لكنني أحييه وأشكره، فهو يستحق الشكر والتحية ليس فقط لما تقدم من أفعال لكنه أيضاً لأنه وجهه مكشوف ليس ككثيرين لدينا يقولون أنهم ضد الإخوان لكنهم سرعان ما يعقبون عباراتهم هذه بقول مؤسف لكنهم يحترمونهم، ولا أعرف على أي شيء يحترمون هؤلاء بائعي الأوطان!؟.

آخر القول، تحية للرئيس السيسي الذي ضيق الخناق الذي فتحه مبارك على مصراعيه لمن أسقطوه وكادوا يسقطون بلاده لولا الشعب المصري الواعي، وتحية للرئيس السيسي الجاد في حربه على الإرهاب الذي رد عنه المرزوقي اتهامات معارضيه بادعائهم أنهم اختاروه بخلفية عسكرية للحرب على الإرهاب فلم يروا تحسناً في الأمن، فها هو المرزوقي يدافع عن السيسي بتصريحاته سالفة الذكر مؤكداً أن الرئيس السيسي نجح في خنقهم ويكادوا يموتون خنقاً.

المختصر المفيد خير لك أن يشهد لك عدوك من أن يشهد لك صديقك.