شاهين يطالب الكاتبة بالاعتذار.. وخالد يوسف: البرلمان لابد أن يعدل القوانين
كتب - نعيم يوسف
قضت محكمة جنح الخليفة بالحبس لمدة ثلاثة سنوات، مع غرامة قدرها 20 ألف جنية، على الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، بتهمة ازدراء الأديان، والسخرية من شعيرة إسلامية وهى "الأضحية"، من خلال تدوينه لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، على الرغم من توضيح الكاتبة أن هدفها لم يكن ازدراء الدين، وأكدت أن ذبح الأضحية يعد نوعًا من الأذى الذي يحمل "استعارة مكنية"، وأن ذلك كان على سبيل الدعابة.
"ناعوت" لن تعتذر
الحكم أثار جدلًا واسعًا، وقد قالت الكاتبة في تصريحات صحفية، "استقبلت الحكم بدهشة شديدة"، موضحة أنه "في الجلسة الماضية القاضي طلبني وسمع أقوالي، ولكن القاضي الجديد لم يراني ولم يسمع مني".
وأضافت في تصريحات لبرنامج "مساء القاهرة"، المذاع على شاشة قناة "TEN" الفضائية أنها لن تعتذر قائلة: "لن أعتذر وعلاقتي بالله علاقة متينة وقوية، وواثقة بأن علاقتي بالإسلام والقرآن الكريم أشد من خصمي الذي رفع علي الدعوى"، موضحة أنها "حققت معظم أحلامي في الحياة، وبالتالي فإني على استعداد لدخول السجن".
وتابعت: "لم يزعجني السجن، ولكن أزعجني ضياع تسعة قرون من التنوير، منذ عصر ابن رشد وحتى الآن
وعندما أدخلت المذيعة معها على الخط أحد الشيوخ السلفيين، أنهت الكاتبة الصحفية الحوار، وأغلقت الهاتف في وجهها".
عيسى: "مشي مرشد واحد جالنا 30 مرشد"
يقول الإعلامي إبراهيم عيسى، إن مصر تحتفل بافتتاح معرض الكتاب بسجن كاتبة، وليس هناك تناقض أكثر من ذلك، إحنا في حالة "انفصام" لحد يهدد الدولة المصرية نفسها، لافتا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يقول دائما عن التجديد الديني، ولكن أكبر عدد من بلاغات ازدراء الأديان، وحبس الكتاب أكثر من عهد الرئيس الإخواني محمد مرسي، مضيفا، أن "المشهد بائس للغاية".
وخاطب وزير الثقافة الكاتب حلمي النمنم، الذي يحتفل بمعرض الكتاب الدولي، "فكر إية وكتاب إية؟؟ .. ومنارة إية اللي مصر عايزة تكونها.. دي تكون منارة للتطرف والغلو"، متسائلا أن ثورة الثلاثين من يونيو لم تكن على جماعة الإخوان في حد ذاتها، ولكنها كانت على الحكم الديني بصفة عامة، و"مشي مرشد واحد جالنا 30 مرشد"، والأزهر يحول نفسه إلى "كهنوت".
خالد يوسف يؤكد على تعديل القوانين
يؤكد النائب البرلماني خالد يوسف، أن "البرلمان لابد أن يعدل القوانين التي بها شوائب غير دستورية، ولابد أن هذا الدستور يُفعل، والتصادم بين القانون والدستور لابد من حله، وهذا مهم جدا، وبعد تعديل القانون فمن حق أي متهم الاستفادة من القانون، موضحا أن المثقفين "اللي فاكر إن الدور مش جاي عليه يبقى واهم.. ومفيش أمة تقدمت بالحجر على حرية الرأي والتعبير، والدستور ينص على أن حرية العقيدة مطلقة".
لطفي: يضر بصورة مصر الخارجية
ويشير الكاتب الصحفي وائل لطفي، إلى أن الحكم "له أثار مضرة جدا على صورة البلد الخارجية"، ويشير إلى أن السياسة غائبة عن البلد لحد كبير، والسياسة هي التي تستطيع فض الاشتباك بين القوى المختلفة، لافتا إلى أن هناك بعض الأشياء "الغائبة"، فمثلا كان يُمكن حل الأمر بطريقة ودية، وإقناع مقدم البلاغ بسحبه، والسلطة التي تحكم لها دور في ذلك، خاصة أنها اعتذرت.
"شاهين" سخرت من شعيرة إسلامية
في سياق متصل طالب الشيخ مظهر شاهين، خطيب مسجد عمر مكرم، قال في تصريحات لبرنامج "مساء القاهرة"، الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، بالاعتذار وعدم المكابرة، و"نتمنى من الجميع ألا يقتربوا أبدا من العقائد الإسلامية أو المسيحية"، مضيفا، "من العيب أن تأخذ الموضوع في غير موضعه الحقيقي.. وهي تقريبا سخرت من شعيرة إسلامية .. وهذا جريمة".
آمنة نصير: المتربصون كٌثر
أما الدكتورة آمنة نصير، أستاذة الفلسفة والعقيدة الإسلامية في جامعة الأزهر، فقد أكدت في اتصال هاتفي مع برنامج "حضرة المواطن"، على قناة العاصمة، الفضائية، أنها تشعر بمرارة شديدة منذ سماعها الخبر، معربة عن اعتذارها للكاتبة الصحفية، لافتة إلى أن الأدباء والشعراء والفلاسفة لديهم جمل مجازية، ويجب مراعاة ذلك، موضحة أن "المتربصون في زماننا كُثر"، وابن رشد نفسه سجن عدة مرات بسبب التربص، مطالبة من أسمتهم "مثيرو الفتنة" بالتوقف عن التربص بجمل الأدباء والكتاب والمفكرين.