بقلم القمص اثناسيوس جورج
تعتمد الكنيسة الأرثوذكسية على كي٠يصوغ التسليم والإجماع القديم للكنيسة الØياة اليومية الخاصة للشخص؛ لا على أهواء الأÙراد الشخصية؛ لكن ÙˆÙقًا لرؤية عموم الآباء وخبرتهم الØياتية التي عاشوها منذ أيام كنيسة الرسل الأولى؛ مرورًا بقديسي المسيØية الكلاسيكية القديمة؛ ÙÙŠ سيرتهم وسلوكهم وكتاباتهم وعظاتهم وأقوالهم .
Ùكل أرثوذكسي لا يدرس ويختبر عظمة وعمق أعمال الآباء أغناطيوس وإيريناؤس وديديموس وأثناسيوس وكيرلس وأمبرسيوس وباسيليوس وغريغوريوس النزينزﻱ والنيصي وذهبي الÙÙ… وكبريانوس وهيلارﻱ ومثيوديوس وأوغسطينوس ومارأÙرام والسروجي؛ يكون أمّÙيًّا.
عندما نجلس عند أقدام هؤلاء الآباء والكÙتّاب المسيØيين القدامى؛ نكتش٠الجمال الأرثوذكسي المعاش وخبرة التقوى الØية والثروة المشتركة، ÙˆØينئذ٠نكتش٠هويتنا وأننا أولادهم ونسير على خطاهم... Ùبدون الخبرة والتذوق واقتÙاء آثار الأولين، سنتوه ÙÙŠ ظنوننا، أما إذا عزمنا على أن نتعمق ونرى جاذبية كنيستنا؛ Ùلا بÙد أن ندخل إلى عمق تÙسيراتهم وشروØاتهم وعظاتهم؛ ونقرأ أقوالهم وميامرهم؛ ونتأمل خبرة Øياتهم ودلائل إيمانهم الأقدس. عندئذ٠سنجد هذه النصوص والسÙيَر تÙسرنا وتدلنا على الطريق؛ وتعÙينا عن أن نسأل ØÙزمة من الأسئلة والمعضلات؛ بل وكل سؤال نظن أنه جديد ومتعلق بالتطور الإنساني والاجتماعي؛ سنجد أنه قد Ø£Ùجيب عنه، وأنهم يأخذوننا بأعمالهم وقدوتهم وبكلمات منÙعتهم الذهبية إلى عتبة الدخول ÙÙŠ Øكمة أجيال كنيسة الإيمان الأصلية؛ والتي ستصير لنا واقعًا Øيًا ومعاشًا، الآن وهنا؛ لو أردنا وتجاوبنا واهتدينا واقتدينا.
كنيستنا قائمة منذ البدايات؛ منذ زيارة العائلة المقدسة إلى كورة مصر؛ بل ومنذ نبوات العهد القديم؛ ثم كرازة الكاروز مرقس الرسول الإنجيلي والشاهد لآلام الرب يسوع.. Ùهي لم تبدأ بنا؛ لكنها ÙÙŠ نمو متزايد من جيل إلى جيل، بدون ابتداع أو اختزال...
وها Ù†ØÙ† الآن نقرأ قراءات الكنيسة عينها ÙÙŠ الزمن الليتورچي، ونØيا الصيامات والعبادة بروØانية تقواها المصدرية، ونصلي قداساتها التي وضعها الرسل والآباء الرسوليون والقديسون باسيليوس وكيرلس وذهبي الÙÙ…ØŒ ونكون ÙÙŠ عÙشرة الملائكة والقديسين ÙˆÙ†Ø³Ø¨Ø Ù…Ø¹Ù‡Ù… ذكصولوجيا Δοξολογία تسبØØ© التقديسات والتسبØØ© الشاروبيمية وتسبØØ© الغلبة والخلاص؛ وتسبØØ© عبور البØر الأØمر وتسبØØ© الÙتية ÙÙŠ أتون النار، ÙÙŠ روعة وجمال كالقيام ÙÙŠ السماء.. ونتبع مسيØنا بكل قلوبنا ونخاÙÙ‡ ونطلب وجهه، مع الأولين ومع كنيسة الأجيال كلها.. ناظرين أمواج Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù…Ø¶ÙŠØ¦Ø© التي تنبع من لغة الكنيسة اللاهوتية وبÙعدها الطقسي النابع من عمق خبرة روØية سرائرية ومستيكية.. بخبرة اللمس والسمع والرؤية والشم والÙكر والذهن والسجود لكل معرÙØ© كنسية على مر الأزمنة، والتي تتجدد دائمًا ولا تÙرغ أبدًا .. ممجدين الله ذكصولوجيًا؛ لأنه أظهر لنا ذاته ÙÙŠ بهاء وجمال الØب والØÙ‚ ... وجعلنا أهلاً لمعاينة إشعاعات شمس الثالوث، بإمتلاكنا لمعرÙته المعاشة ÙÙŠ كنيسته؛ طبقًا لوسائل العقل الإنساني المتعددة بواسطة الكلمات المرنمة ÙÙŠ القراءات والملØنة ÙÙŠ الألØان والمرسومة ÙÙŠ الأيقونات.
إننا نلمس ونستمع تÙسير الآباء ديديموس وكيرلس وأثناسيوس وباسيليوس وجيروم وذهبي الÙÙ… وأوغسطينوس وأمبرسيوس، عندما نقرأ ÙÙŠ مجموعة آباء نيقية وما بعد نيقية Nicene and post Nicene Fathers ØŒ آباؤنا كانوا صÙنّاعًا Øقيقيين للرسالة، ومعلمين بالØياة والتعليم ØŒ Øتى بلغوا قلوبنا سريعًا ØŒ وكأنّ رسالتهم الواقعية Øديد مطروق.. تناولوا ورقًا وقلمًا ÙˆÙÙرشاة؛ ÙألّÙوا سيمÙونيات Ø§Ù„ØªØ³Ø¨ÙŠØ Ø§Ù„Ù„Ø°ÙŠØ°Ø© ورسموا الÙÙ† المعمارﻱ واللØني والأيقوني المعبّÙر عن زخم وزاد الأرثوذكسية.
كذلك أخذوا الزهرة من البستان وصنعوا منها بخورًا ذكيًا طيبًا، وأنتجوا الشمع من خلايا النØÙ„ ليكون نورًا Ù‚Ùدسيًا، ثم أخذوا الخيوط والأقمشة ونسجوا منها اللÙائ٠والملابس والستور Ùجعلوا الكنيسة كونًا مقدسًا.. ومنهم تعرÙنا على Øياة وتاريخ كنيستنا؛ وعلى قوانينها ودايدكياتها وليتورجياتها وأØكامها الرعوية، ليس Ùقط كإعلانات عقيدية وأمانة اعترا٠لاهوتي، واردة ÙÙŠ المجامع المسكونية والمكانية التي صبت بالنهاية ÙÙŠ المجامع المسكونية العامة للØقبة الأولى من المسيØية ØŒ والتي صارت ملكًا خصوصيًا لنا بالØقيقة؛ لكن كسيرة Øياة الكنيسة عبر الزمان والمكان.
إن كل من يسأل ÙŠÙعطىَ ومن يطلب يجد ومن يقرع ÙŠÙÙØªØ Ù„Ù‡ØŒ والأعماق تنادﻱ أعماقًا؛ والغمر يتجاوب مع الغمر، ويالعظمة ودهشة روØانيتنا الأرثوذكسية ذات الصبغة الاستعلانية للخلاص الداعية إلى عمق التقديس الدائم؛ Øسب وديعة الإيمان والتقليد المقدس الØÙŠØŒ الذﻱ هو ليس آثارًا متØÙية أو Øجرية ميتة؛ لكن خبرة معاشة أنتجت قديسين وشهداء ومعلمين، ÙÙŠ كنيسة إنجيلية رسولية سرائرية ونسكية Øاملة للوديعة؛ Øارسة وموصلة لها، تستمد منها Øياتها اليومية على مدى تاريخها (٢١ قرنًا) ليكون دستور نظامها وخدمتها وترتيبها وهيرارخيتها ومعاملاتها؛ هي خبزها وزادها الذﻱ تقارن به الروØيات بالروØيات، مصبوغة بتعليم ÙˆÙكر الآباء؛ ومشÙوعة بإختباراتهم العاملة بالكلمة والمتمسكة بصورة الكلام والتعليم الصØÙŠØØŒ Ù…Ùصلين لكلمة الØÙ‚ بإستقامة؛ تدوينًا ÙˆØياة جنبًا إلى جنب؛ Øتى أتت إلينا وصارت لنا Ù†ØÙ† العائشين ÙÙŠ القرن الØادﻱ والعشرين.
ليت الأجيال الصاعدة على وجه الخصوص؛ يجتهدوا بغيرة على ميراثهم الأرثوذكسي الرسولي الذﻱ ورثوه على مدي كل هذه القرون؛ وينهلوا من الروØانية المتأصلة ÙÙŠ كنيستنا الأولى؛ Ùيقتنوا بركة ÙˆØلاوة صلوات الأجبية والابصلمودية والدÙنار والخولاجي، ويدرسوا علوم البيعة وأقوال آبائهم العظام، ويدركوا بÙهم تاريخها الرسولي الممتد وجمال التسبØØ© والعبادة وعشرة القديسين، ليدخلوا إلى مدلولات ومÙاهيم الطقوس وعيشها عن Ùهم وقناعة عقلية، ÙÙŠ شركة جمال الأيقونة ومعنى لاهوت الكنيسة ومبناها؛ مختبرين جاذبية كنيستنا وغناها.