بقلم – أبو النكد السريع
فى شهر نوفمبر من عام 2015 زرت المحروسة وبعد غياب سنوات طوال فى بلاد الكفار . كانت هناك رغبة شديدة فى زيارة مصر المكان والأهل والأحباب ولكن كنت أؤجل تلك الزيارة كلما أفتكر روتين وصعوبة الحياة فى مصر وخاصة الوضع الأمنى فى السنوات الأخيرة ..وأيضا كان أفراد الأسرة - النكديون جميعا - يمنعونى من السفر الى مصر بسبب الوضع الامنى وخلافة ..المهم قمت بالزيارة واستمتعت جدا بالأهل والأصدقاء .
- وحرصا منى على الاستمتاع بالوقت فى مصر تجنبت - بقدر الامكان - التعامل مع الهيئات الحكومية والأفراد والباعة والمطاعم وكل شئ ومن حسن الطالع أن أفراد عائلتى الكبيرة فى مصر وفرت لى كل سبل الاقامة المريحة ولم أحتاج لشئ خارج محل اقامتى الا الخروج بمزاجى . وقد حرص أفراد أسرتى على تخصيص فرد لمساعدتى فى قضاء أى مصلحة أو حتى للخروج معى مجرد الخروج ..والحمداللة قد تم كل شئ على ما يرام بفضل عدم الاحتكاك بأحد فى أى مصلحة - المعاشات ..النقابات ..مجلس المدينة ..البريد ..الشهر العقارى الخ الخ - ولكن كان ذلك يتم بمساعدة أقربائى فهم يعرفون دهاليز قضاء المصالح وكانت باكراميات معقولة جدا وبالنسبة لسيدنا الدولار تعتبر ملاليم ..
- تأهلت نفسيا قبل نزولى مصر للروتين المصرى وقد قابلتة قبل هبوط الطائرة فى مصر..فقد كان هناك نزاع على هبوط الطائرة فى أى مطار ؟ هل المطار القديم أم الجديد ؟ عرفنا ذلك من المضيفة الجوية بأن هناك رسوما اضافية على الطائرة لو هبطت فى المطار الجديد وأن شركة الطيران - الأجنبية - ترفض الدفع لأن هذا خارج نطاق التعاقد ..المهم استقرت الطائرة فى أرض مطار القاهرة لمدة أربعين دقيقة ونحن داخلها لا نعرف أين سوف يكون الخروج من المطار ..هل القديم أم الجديد مع أن تذاكر الحجز تقول فى المطار الجديد وهذا ما أرسلناة لأهلنا المنتظرون وصولنا . المهم بعد مدة الحبس داخل الطائرة أخرجونا من المطار القديم وليس الجديد حسبما تقول التذاكر وبدأنا البحث عن أقربا ئنا وهم أيضا كذلك ولكن الحمداللة لم يطول البحث أكثر من ساعة .
- المطار القديم صغير للغاية وعانينا فية من الحر الشديد وسوء التهوية والزحام وسوء المعاملة وخاصة كانت هناك رحلات أخرى قادمة الى نفس المطار من بلاد أخرى . لا بأس من أن ينالك كتف غير قانونى من شخص بجانبك أو شخص يجرى بجوارك ودون أن يلتفت اليك بعد أن يرقعك بالكتف ..ولا مانع أن يدهس قدمك شخص أخر دون أن ترغب فى ذلك ويستمر فى طريقة غير عابئ بما فعل ..والزحام عند استلام الحقائب لا يوصف ..وافتكرت عنوان فيلم العبقرى يوسف شاهين - رحمة اللة - هى فوضى . بالاضافة أن المطار يبدو وكأنة لم يرى المكنسة من اسبوع على الأقل ..وكعادتى تنتابنى نوبة من الضحك الهيستيرى عندما أتعرض لمثل هذة المواقف وهذا الذى يسهل علينا الأمور بالاضافة الى اشتياقى للأحباب والأهل أنسانى هذة المتاعب .
- عند سفرى من مصر راجعا الى بلاد الكفار مررنا بنفس الحيرة ..هل نسافر من المطار القديم أم الجديد ؟ وقلت لنفسى لا بأس علينا أن نبدأ بالأسوا فهو الأقرب الى المنطق المصرى وقد كان . كان السفر من المطار القديم . لكن أثناء سفرى رأينا العجب وهو لم أراة فى أى مطار فى العالم . رأيت مجموعة من الناس أغلبهم يرتدون الجلاليب أو الجلابيب ويجلسون على الأرض يأكلون ..نعم يفترشون الأرض ويأكلون ..وكان هناك مجموعة كبيرة من الأجانب - أغلبهم هولنديون - ينظرون ويبتسمون بخفاء وكأنهم ينتظرون دعوتهم الى الأكل - هذا ما دار فى ذهنى - الأغرب من ذلك رأيت بعض الموظفين يدخنون فى المطار وهذا لم أراة فى حياتى فى أى مطار بالرغم من المطارات العديدة التى زرتها .. وأهم نقطة من وجهة نظرى أن أغلب العاملين بالمطار - ان لم يكن جميعهم - لا يجيدون أى لغة غير العربية وهذا أغرب شئ . وبناء على ما تقدم أطالب المسئولين أن نكتب على المطار " مطار القاهرة القروى الدولى " ان لم يكن هناك أمل فى الاصلاح وهذا أضعف الإيمان.