د. مينا ملاك عازر
في بلادي يتم المواراة على كل ما يسيء للدولة ويزعج الشعب، ويكدر السلم والأمن العام ويؤذي المشاعر، ويضايق الشعب وينفر الناس من حياتهم، هناك رقيب يعيش لراحة الناس، تؤذيكم تلك الأخبار فلنحجبها عنكم، تضايقكم هذه القوانين فلندلعكم ونرفضها، تحلموا بإيه؟ عايزين تشيلوا القمامة؟ لا دي عايزة تعب من ناس مواطنين زيكم، وأنا وظيفتي ما أضايقشي حد عشان ما يتظاهرشي حد ولا ُيضرب حد ولا أي مشكلة تحصل، عايزين استقرار.
 

كم من الجرائم ترتكب باسم الاستقرار، تزوير انتخابات وصل بها مرسي المعزول للحكم، ممكن تفضح المستور، نحظر النشر فيها، ولا يهم بقى الناس تقول وتعيد والأقاويل تزيد لأن في الظلام كل شيء وارد، والشكوك تتزايد، والأقاويل تتنامى، مش مهم كل هذا الآن المهم وببساطة أن نستر ما نظن أنه يجب عليه الستر.
 

نحظر النشر في قضية قتل المتظاهرين ونمنع نشر شهادات الشهود، وكأن هذا سيمنع أن يتساءل أُناس من قتل المتظاهرين؟ ولماذا نتستر على ما رأى وشهد به الشهود؟ أليس هذا من حق الشعب أن يعرف بحكم الدستور؟ أليس من حقنا أن نفهم من يقول ماذا؟؟؟
 

مسألة تقارير الفساد المتبادلة تزعج الناس وتشغل حيز من تفكيرهم فلنحظر النشر عنها، ونحظر نشرها، ولنترك الأفكار والأقاويل والناس تتبادل الاتهامات في ظلام دامس لا يكشفه ولا يخففه ضوء خافت، والمشكلة أن معظم تلك القضايا التي يحظر النشر فيها لا يكشف اللثام عنها وإن كشف يكون بعد عمر طويل يكون الهياج الجماهيري انطفأ أو أن الناس نسيت.
 

أخيراً، اقترح إزالة الساعة السكانية التي أعلى مبنى الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء فهي مكدرة للسلم العام، وتقلق المواطنين وتزعجهم في مضاجعهم وأقترح حظر النشر عن المباريات التي يخسر فيها النادي الأهلي أو يتعادل فهي تضايق قطاع كبير من الشعب المصري والذين هم جماهيره، وأقترح أيضاً حظر النشر في الجرائم الإرهابية التي وقعت والتي ستقع -لا قدر الله- لأنها تزعج المواطنين وتضايقهم وتخيفهم، وأقترح أيضاً حظر النشر فيما يخص أسعار الدولار وأحوال المليون ونصف فدان المزمع استصلاحهم لأن هناك من يعارضهم، أقترح بشكل عام حظر النشر لأي فكر معارض قد يزعج الناس ويجعلهم يفكرون ويتأملون، المهم راحة الزبون مش  كده ولا إيه.
 

المختصر المفيد داري على مصيبتك تنور.