يصف الشاعر هشام الجخ، في قصيدته الشهيرة، "مشهد رأسي من ميدان التحرير"، حال المتظاهرين في أيام الثورة المصرية بميادين مصر قائلا: "كانتْ تداعبُنـــا الشـــــــوارعُ بالبرودةِ والصقيــــــعِ ولـــــم نفسَّـــرْ وقتَهـــــــا.. كنــا ندفِّــئ بعضَنـــــا في بعضِنــــا ونراكِ تـبـتـسـمـيـــن ننســـى بَـــــرْدَهـــا.. وإذا غضِبنـــا كشَّفــتْ عن وجهِهــا وحيــــاؤُنا يــــأبى يدنِّــــسُ وجهَــهــــــــا".
يطلقون على ثورة الخامس والعشرين من يناير، العديد من الأسماء، وهي: "ثورة 25 يناير أو ثورة الغضب، وتسمى أحيانًا، ثورة الشباب أو ثورة اللوتس أو الثورة البيضاء أو ثورة التحرير أو ثورة الصبار"، وذلك نظرا لإيجابياتها الكثيرة، والتي نعرض في التقرير التالي بعضا من المشاهد التي لا تُنسى في ميدان التحرير.
تضامن الأقباط والمسلمين
لا شك أن ثورة يناير تجلت خلالها أسمى مشاعر المحبة والتضامن بين الأقباط والمسلمين، ويُعد مشهد حماية الأقباط للمسلمين أثناء الصلاة من أروع مشاهدها، ليتوج هذا المشهد بفتح أبواب كنيسة قصر الدوبارة في ميدان التحرير لتكون مستشفى ميداني لعلاج المصابين، الأمر الذي ضرب مثلا رائعا للوحدة الوطنية دون أحاديث زائفة.
سلمية وتصدي للعنف
على الرغم من اتهامها حتى الآن بكونها "مؤامرة"، وتسببت في نشر العنف، وحرق الأقسام وغيرها من الاتهامات، إلا أن أبرز المشاهد التي تعبر عن سلميتها، هو تصدي شاب أعزل لمدرعة شرطة، كانت تسير في طريقها لتفريق المتظاهرين، فوقف هذا الشاب بثبات أمامها، الأمر الذي منع سائقها من التحرك في الوقت الذي أطلق المياه بكثافة منها.
التضامن بين الشعب والجيش
من أبرز مشاهد الثورة المصرية، هو تضامن الشعب والجيش معا، وتجلت هذه المشاهد، في الشعار المعروف "الجيش والشعب إيد واحدة"، والذي تم إطلاقه آنذاك، ومن أروع هذه المشاهد أيضا، قيام سيدة مصرية بسيطة بتوزيع خبز على جنود القوات المسلحة الذين يقفون قي وقت خدمتهم، وقالت لهم ببساطتها: "خلوا بالكم من إخواتكم.. اوعوا الكبار يضحكوا عليكوا ويخلوكوا تضربوا اخواتكوا".
مواجهة موقعة الجمل
في الثاني من فبراير اقتحم عددا من البلطجية يمتطون أحصنة وجمال الميدان، واعتدوا على المتظاهرين، ما خلف عددا من الشهداء، في الحادثة التي عرفت فيما بعد باسم "موقعة الجمل"، وهناك العديد من مقاطع الفيديو للمتظاهرين وهم يتصدون للمعتدين، ويضبطونهم، ولو أرادوا الفتك بهم لفعلوا، ولكنهم لم يفعلوا ذلك. https://www.youtube.com/watch?v=VAqumWL3Vo8
رد الفعل على خطاب مبارك
عقب خطاب الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الأخير، الذي تعهد فيه بعدم الترشح لفترة رئاسية مرة أخرى، وكان خطابا عاطفيا رآه كثيرون، بأنه كان مؤثرا جدا، إلا أن قرار الميدان كان واضحا جدا، وهو عدم فض الاعتصام حتى الرحيل.
رد فعل الميدان على التنحي
تلا اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات الأسبق، خطاب "مبارك"، الذي أعلن خلاله التنحي عن الحكم، لتسود ميدان التحرير فرحة عارمة، كانت من أسعد اللحظات وأروعها، عند تلقي خبر التنحي. https://www.youtube.com/watch?v=hYKCUQk47pI
حملة لتنظيف الميدان
في مشهد حضاري، أطلق المتظاهرون عقب تنحي الرئيس الأسبق، حملة موسعة لتنظيف الميدان، وبالفعل تم تنظيف الميدان والشوارع المؤدية إليه بأيدي الشباب المصري.