الأقباط متحدون - حوّاءالجديدة
أخر تحديث ١٤:٠٧ | الاثنين ٢٥ يناير ٢٠١٦ | ١٦طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨١٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حوّاءالجديدة

زهيردعيم
المساواة كلمة جميلة تحمل في طياتها العدالة والإنصاف والشعور مع الغير ، كلمة أثبتها الله المُحبّ في كتابه المُقدّس ، " فذكرًا وأنثى خلقهما ".

وقد قرأت لحكيم قديم قوله :" من ساواك بنفسه فما ظلمك " . ولعل أعتى إجحاف تجذّر في تربة التاريخ كان ظلم الرجل للمرأة ، والشرقيّ على وجه الخصوص ، فقد نصّب نفسه ولياً عليها ووصيّاً ، تأتمر بأمره وتسير خلفه مسلوبة الإرادة والوجدان .
كانت وما زالت في نظره متاعا يُقتنى يُزيِّن به البيت ويزركش المحضر ، ويُمتِّع الأنظار والحواس ، انها حِكر عليه وحده ،  أما هو فالحرية الحمراء دينه وديدنه ، والقيد ينكسر حالما يصل إلى معصميه . ودارت الأيام وبتنا نسمع في شرقنا هنا وهناك النساء يتغنّين بالحرية والمساواة ، ولا اقل من المساواة ، وهذا حقُّهن يعود بعد قرون ، يعود على رِجل واحدة ، يتأرجح  ، فالمنطق الرجوليّ ما زال عنيدا يأبى أن يعترف بهزيمته . 
 
إننا نرحب بهذه المساواة ، وخاصة بعد أن دخلت المرأة ميدان العمل والصناعة وبزّته في كثير منها ، وأضحت تعود مساءً كما الرجل متعبة مرهقة تحمل في جزدانها راتبًا في أول كل شهر .. ألا تستحق أن يعاونها في الأعمال المنزلية ؟ كيف ومتى هذا سؤال يستدعي البحث والتنقيب . 
 
اننا معها .. ونحن كُثر ولكننا نريد مساواة تلائم تكوينها الجسديّ والنفسيّ والحسيّ ، نريدها مساواة أرادتها الطبيعة لها ، فتكون الرأس الثاني لعائلة مقدسة يعيش في كنفها جيل المستقبل ، لا تحدّياً وعنفواناً أجوف، 
 
وبالقلم العريض ... لا أريدها ان تحكم البيت لوحدها،فقد قيل : " ويل لقن تحكمه دجاجة " .عذرا ما قصدت الانتقاص ولكن الواقع هو كذا ، وأنا لا استسيغ ان أرى امرأة تصارع على حلبة المصارعة ، أو تلاكم ، أو تمارس رياضة كمال الأجسام أو حتى تقود شاحنة ، ألا ترون أنها بذلك تفقد عنصر الأنوثة وتبعدنا نحن الرجال عن انثى خلقها الله جمالا وحسنًا وعونًاً ، وكم ارتاح وأطرب لرقصة الباليه تؤديها حسناء بغنج يشدّ النفس والرُّوح ، أو بالرقص تحت الماء او التزلج على الجليد ، هذه الرياضات تسلب الألباب وتجعل من لا يعرف الحرف شاعرًا . 
 
أريدها كذا تقاسم الرجل المسؤولية ،كلّ المسؤوليّة ، كل في اختصاصه وميله وتركيبته ، حتى يظلّ عُشّ الزوجية سامقاً صامدًا أمام تحديات الزمن ونائبات الأيام !! 
 
أريدها حواء الجديدة 
 
أريدها ركناً وحجر زاوية 
 
وأريدها ايضا ليلى العامرية ، وبلقيس وكيلوباترا وجولييت ، والاهم المرأة الفاضلة .
 
نريدها حواء الجديدة 
 
حواء التي تزرع الآفاق شدوا وجمالا وحنانًا .
 
حواء المعدن النفيس !
 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter