نبيل المقدس
كلمة الشهيد يسمعها الكثير مننا , وفي نفس الوقت يتمناها .. لكن لكي ينالها الشخص عليه أن لا يهتم بنفسه ولا بأسرته .. فالشهادة تحتاج ان يضع حياته في سبيل الوطن الذي يحوي شعبا كاملا . والشهداء علي مر عصور مصر كانوا كثيرين علي يد دول خارجية تحاول الإستيلاء علي مصر لموقعها الممتاز ولمقدراتها الثمينة وخيراتها عالية الجودة وخصوصا الزراعية منها , ومميزاتها السياحية التي تتركز في المدن الواقعة في جنوب البلاد مما تتميز بجو رائع في الشتاء , بالإضافة إلي المدن الساحلية الموجودة في شمال البلاد وجمال طقسها في فترة الصيف .
وقد تم تعريف الشهيد من الزمن القديم فهو الذي يُقتل من اجل الدفاع عن الوطن. لذلك يتم تكريمه منذ العصور الغابرة , والإهتمام بأسرته .. وما زالت بلدان العالم يخصصون يوما في السنة لإحياء ذكري الشهيد .. ويُقام له تمثال متغير علي حسب ثقافة كل بلد .. ويأتي الشعب لوضع اكاليل الورد حول هذا النصب التذكاري تعبيرا عن تقديرهم لهؤلاء الشهداء .. وهذه الإحتفالات بذكري الشهيد موجودة في مصر منذ زمن بعيد .. من أيام ملوك الفراعنة حتي يومنا هذا .. وبالرغم وجود نصب تذكاري "بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس " إلاّ ان مكانه لا يسمح للشعب المصري أن يقوم بواجبه لكي يذهب إلي هذا النصب لوضع اكاليل الورود .. او قراءة الفاتحة عليهم .. لوجوده داخل الأكادمية .. ! وهذا نرفضه .. فنحن نريد تعويد شعب المستقبل المصري ان يقوم بواجبه , والذهاب إلي المنصة لتكريم الشهداء مرة كل سنة .
يتم الإحتفال بيوم عيد الشرطة في 25 يناير من كل سنة .. هذا اليوم صمدت فيه افراد الشرطة امام المدافع البريطانية ايام الإحتلال سنة 1952 فقد تم حجز قسم شرطة الإسماعلية اكثر من 200 شرطي رفضوا إلقاء السلاح وتسليم انفسهم .. فتم نسف مكان القسم حيث تم فقدت مصر50 شهيد واكثر من 80 مصاب . هذا اليوم يوما عظيما .. إهتم به الرئيس السيسي أن يقيم ذكراه قبل الإحتفال بيوم ثورة 25 يناير .. !
تم إقامة الإحتفال لذكري شهداء الشرطة .. الذين تم إستشهادهم ليس يأيادي اجنبية .. بل بأيادي مصرية وعربية .. بأسلحة ارهابية من بلدان لا تريد مصر الرائدة والتقدم و تم تجهيزها خصيصا لقتل افراد الشرطة المصرية .. والتي بدأت تسترد قوتها من بعد انكسارها يوم 28 يناير 2011 . وبدأت تنمو وتتقدم فكريا وتكتيكيا وتسليحا .. وروحا وطنية عالية . وهذا ما يثير الجماعات الإرهابية العصبية متمثلة في المعارك الخسيسة . لكن الحملات الإستبقائية والروح العالية لأفراد الأمن ومعهم رجال القوات المسلحة حدّت الكثير من إرهابهم .
كان الإحتفال بيوم شهداء الشرطة مهيبا .. هز مشاعر الحاضرين من زملاء وعائلات افراد الشرطة الذين اعطوا حياتهم لكي تعيش مصر .. زلزلت كلمات الرئيس السيسي الكثير من احاسيسنا .. مشهد ارامل الشهداء وامهاتهم أثارت فينا تعظيم هؤلاء الشهداء من حب وتقدير ... مشهد ابناء الشهداء وهم في أحضان الرئيس السيسي ما زالت تثير في كل فرد رأه العطف والشفقة علي هؤلاء الأطفال ..
كان بين الحين والحين .. دمعة تقفز من عيون الرئيس بينما يحتضن هؤلاء الأطفال الذين فقدوا أبائهم .. ومع كل دمعة تنهمر من عيون الرئيس كانت دموعي تسيل علي جبيني .. لم أستطع ان امنعها .. وأنا أري بل متأكد أن الكثير من الشعب المصري أدمعت عيونهم ايضا . كلمات الأرامل والأمهات فيه إصرار بأنهم مستمرون في العطاء .. فهن علي إستعداد أن يهبن اولادهن لمصر .. كذلك أعلن الأطفال عزيمتهم بإستكمالهم المشوار وان يثأروا لأبائهم الشهداء.
هذه هي صفات المصري الحقيقية ... اولها أن يعيش في نظام سياسي تعود عليه منذ القدماء المصريين .. لا يخون بلده ويقدم نفسه لها لكي تستمر مصـــر .
شهداؤنا راياتنا ، شهداؤنا مآثرنا ، شهداؤنا أمجادنا ، شهداؤنا نبض قلوبنا ، شهداؤنا عز تاريخنا ، شهداؤنا النور والأمل ، شهداؤنا هم البسمة المرسومة في وجوه كل الأحرار ، شهداؤنا هم وجه ثورتنا الشامخة وهم قناديل السماء المسرجة بالدماء الطاهرة والأنفس الزكية ، شهداؤنا عبق النصر ومسك الحياة ." خلاد ابو زهرة ."