الأحد ٢٤ يناير ٢٠١٦ -
٢٨:
٠٩ ص +02:00 EET
كتب : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
"فلان الفلاني" ... واحدة من أطرف وأجمل أغاني ثورة 25 يناير التي أصر الإعلام الحكومي والخاص أن يخفيها بدون سبب هي وأخواتها من إبداعات شباب صاحب رؤية جديدة رائعة ، وعلى عكس ما تعودنا ، فكل مناسبة لدينا لها غنوة أو فيلم يتم عرضها باعتبارها أمارة نعرف أن المناسبة هلت علينا .. أغنية " الربيع " لشم النسيم " وياليلة العيد " للأعياد الدينية " و" ست الحبايب" لعيد الأم " .. وفيلم " الأيدي الناعمة " لعيد العمال " و" رد قلبي " لثورة يوليو ".. وهكذا أما أغاني " ميدان التحرير" ورسومه الجرافيتي والكاريكاتوريه ، فقد تم وأدها بفعل إخواني رذيل ، لأنهم ليس في معارفهم ولا ثقافتهم مايمكن أن يكون له صلة بأي لون من ألوان الإبداع ..
يقول كاتب الأغنية في مطلعها " فلان الفلاني اللي كان يومها جنبي..ساعة لما بدأوا في ضرب الرصاص ..فلان الفلاني اللي مَعرفش اسمه..فـ دايما يقول يا ابن عمي وخلاص .."..
من حكاوي ميادين الثورة الينايرية وأرشيف وأوراق أيامها في حينها ، وبمناسبة حلول ذكراها.. وبعد أن صعد الإخوان لسدة الحكم " قال لي ابن عمي وخلاص إنه سمع فلانة الفلانية الإخوانية اللي كانت واقفة مستغربة في ميدان طلعت حرب من الناس العجيبة ــ في رأيها ــ اللي بيسموا نفسهم "جبهة حماية الإبداع وحرية الرأي" وهمه بيتظاهروا ويصرخوا من قرارات التضييق على حرية الإبداع والتعبير ، فصرخت فيهم قلنا ليكم ميت مرة " الإسلام هو الحل " ، فردت عليها فلانة المبدعة " لكن لحد دلوقتي ما شفناش منكم طبقتم أي حلول علشان يعم الخير والسلام وانعتاق الناس من عبودية فتاوى الخروج عن صحيح الأديان لأنكم أصحاب رؤية بتاعتكم لوحدكم لتعاليم الدين خلت ظهورنا للحائط لإنكم بقناعاتكم اللي بتحاولوا تفرضوها ، خلتونا وكأننا وحاشا لله أن نكون وكأننا بنحارب الدين .."..
وهنا تدخل فلان أخر " نفسي أعرف أي تدين يخليكوا تقولوا مش نازلين 25 يناير ولما تلاقوها نجحت تنزلوا وتقولوا إحنا الثورة والثورة إحنا ؟ " .. أما فلان الثالث فبادرهم مغتاظاً " مش انتم اللي خليتوا الثورة مسلم ومسيحي بعد ما كانت البنت المسيحية بتصب الماء على إيدين أخوها المسلم في الميدان لما كان محتاج الوضوء للصلاة " ، وهنا تدخلت فلانة الأولانية المبدعة " من ساعة صاحبكم البشري ما شكل لجنة وضع الدستور اللي أجهزت على الثورة وكل أحلامها " وهنا تسأل الإخوانية بسخرية " إزاي إن شاء الله ؟ " فيرد فلان الرابع " كفاية حكاية البرلمان قبل الدستور واستفتاء موقعة الصناديق و.. " وهنا يقاطع فلان الفلاني الجميع " الكارثة الأعظم الموافقة على إنشاء أحزاب بمرجعية دينية لإن دي رأس الحربة اللي أجهزت على كل شئ نبيل ووطني في الثورة ودعمت وأججت لعبة مسلم ومسيحي لدرجة تزوير إرادة المستفتى والناخب ، وإلى حد إنه في نهاية الماراثون الانتخابي كان الكلام على تنافس أحمد شفيق القبطي ومرسي المسلم .." زي ما وصفوهم ، ويقول فلان الفلاني ضاحكا " وإلى الآن رغم وصولكم إلى حكم البلاد والعباد تقولون " مظاهرة أبو حامد المسيحي " وقيادة كبيرة تقول " إن 24 أغسطس مظاهرة قبطية وياريت يكونوا عرفوا حجمهم " !!!"
وتواصل فلانة الإخوانية " أنا مش عارفه لمصلحة مين البكاء على اللبن المسكوب ، وتقعدوا يا حنجورية تعلقوا فشلكم على مفاجأة نجاح الأخرين ، تقدروا تقولولي إيه المظاهرة دي .. خليكم ضيعوا وقت في التنظير وندوات الخيابة ، وابعدوا كمان وكمان يانخبة الندامة عن الناس والشارع .. إحنا قلنا خلاص البلد استقرت واتخلصنا من حكم العسكر ولأول مرة البلد صار ليها رئيس منتخب ، وارجع وافكركم الإسلام هو الحل " ..
وصمت الجميع لأن في الكلام ما يشير بعضه إلى إدانة مستحقة لنخب باتت تائهة ، بينما كان عليها العمل الجاد للم شمل ائتلافات الخيابة والتجهيز لدخول الانتخابات البرلمانية في تحالفات قوية ، ولكن فلانة الليبرالية رأت ضرورة الرد على فلانة الإخوانية " على فكرة إحنا هنا واقفين علشان نساند مصري وطني شريف وبالصدفة اسمه " إسلام " .. ( ملحوظة : مش إسلام بحيري طبعاً ).. تقصد "إسلام عفيفي" رئبس تحرير جريدة " الدستور" ، علشان اللي رافعين شعار (الإسلام هو الحل ) قدموه بدون تحقيات في نقابته أو النيابة لمجرد إنه مارس حقه في التعبير عن رأيه هو وزمايله في جريدة الدستور ، وهو مسلم يعرف أنه لا يجوز الصمت على الإضرار بمصالح البلاد والعباد وفق تعاليم دينه ، بل و تعاليم كل الأديان " ...
كل سنة والجميع بخير ، لو كنتم بتوع يناير أو يونيه أو يولية أو حتى بتوع 1919..