فى مثل هذا اليوم 23 يناير 1650..
كانت رحلات "فاسكودي جاما" الاستكشافية تمهيدًا لما حصل لاحقًا من احتلال بدأ عام 1507 م بقيادة "فرانسيسكودي ألميدا" ومن ثم الملقب بالعظيم "دي البوكيرك"، ودام الاحتلال لمدة 150 عامًا ، عانى فيها سكان المنطقة الأمرّين من التصرفات الاستعمارية للبرتغاليين
ويذكر أن الملاح العربي من جلفار شهاب الدين أحمـد بن ماجد السعدي (المعروف بابن ماجد) [4] كان قد ساعد "فاسكودي جاما" في اكتشاف طريق تجارة التوابل من الهند وشرق آسيا، وقد اتهمه البعض بأنه كان سببًا في الاحتلال البرتغالي، إلا ان اقوال بعض المؤرخين برّأته من هذه التهمة التي ألصقت به زورًا وبهتانًا؛ وكان الهدف منها رفع مسؤولية الاحتلال وما جرى في حينه عن عاتق البرتغاليين، وإلصاقه بأهل المنطقة، كمـا هي عادة الاستعمار..
قد استمر الاحتلال البرتغالي فترة من الزمن إلى أن استطاع سكان المنطقة وأمراؤها عربًا وفرسًا توحيد قواهم ضد المحتل؛ فكانت أول ثورة شعبية خليجية عام 1522 في هرمز؛ حيث اتفق أحد الأمراء الفرس مع الأميرين العمانيين "محمد بن مهنا الهديفي"، و"عمير بن حمير" على الثورة على الاحتلال، وقاموا بالاتصال بأمير قطيف "مقرن بن أجود الجبري" ، ولكن البرتغاليين تمكنوا من القضاء على هذه الحركة؛ نتيجة ضعف إمكانياتها مقارنة بالأسطول البرتغالي؛ فأعدم الأمير "الهديفي" في صحار، والأمير "مقرن" في الإحساء.
وقد ظهرت في هذه الفترة كذلك دولـة اليعاربة (1624 م) تحت قيادة "ناصر بن مرشد اليعربي" الذي كان أقوى قادة اليعاربة، وتمكن من توحيد قبائل المنطقة تحت لواء واحد، ومن ثَمَّ وجّه ضربته للبرتغاليين، واستطاع استعادة القريات وصور ..
وفي عام 1643 م استولى الأمير اليعربي " ناصر" على مدينة صحار، وبنى فيها حصنه الشهير، وقد تمكن اليعربيون من الحصول على سفن وأسلحة حديثة من بريطانيا إلّا أنهم رفضوا أي تدخل أومساعدة أجنبية في تحرير أرضهم، بعكس ما حدث في هرمز التي استعان أمراؤها بالأسطول البريطاني لتحريرها، ناهيك عن كون البرتغال في تلك الفترة تابعة للسلطة الإسبانية؛ مما جعل الأمور أسهل بكثير مما عاناه اليعربيون وقبائل الخليج العربي . وقد وصل جهاد اليعربيين إلى جلفار التي اقتسمها البرتغاليون والفرس، كل يسيطر على قلعته.
وفي عام 1652 تمكن الأمير اليعربي "سلطان بن سيف" من طرد البرتغاليين من ساحل عمان؛ حيث لم يبق لهم إلّا وكالـة "كنج" على الساحل الشرقي من الخليج، ولم يكتف العمانيون بذلك بل هاجموا السفن البرتغالية في المحيط الهندي وبحر العرب، وامتد نفوذهم إلى زنجبار والساحل الشرقي من أفريقيا.
وقد أدت هذه السيطرة إلى استثارة الفرس الذين كانوا يتطلعون لوراثة البرتغاليين في المنطقة؛ مما دفعهم لطلب العون من الإنجليز والفرنسيين، وعقد التحالفات مع البرتغاليين الطامعين في عودة سطوتهم على المنطقة، في مواجهة القوة اليعربية العربية العمانية.!!