.. وتدعو لاطلاق سراحهم فورا وضمان سلامة الصحفيين في سياق الصراع الدائر
تعرب المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن عميق إدانتها لاختطاف طاقم قناة الجزيرة في مدينة تعز في جنوب غربي البلاد، والذي يضم كل من المراسل "حمدي البكاري" والمصور "عبد العزيز الصبري" والسائق "منير السباعي".
تم اختطاف الثلاثة في المساء المتأخر من يوم 18 يناير./كانون ثان الجاري خلال ممارستهم لمهام عملهم في تغطية الواقع المفزعة الذي تعيشه مدينة تعز ذات الثلاثة ونصف مليون نسمة، والمحاصرة منذ نحو عشرة شهور بواسطة ميليشيات الرئيس المخلوع "علي عبد الله صالح" وحلفائه من ميليشيات الحوثي.
ورغم أن المعلومات المتاحة عن هذه الواقعة الخطيرة لا ترجح هوية الخاطفين وأهدافهم، إلا أن الصحفيين العاملين في اليمن قد تعرضوا للعشرات من الحوادث المؤسفة، والتي جاء أغلبها على يد ميليشيات "الحوثي – صالح" بهدف تكميم الأفواه.
وقد شملت هذه الانتهاكات الجسيمة تقويض بنية العديد من المؤسسات الإعلامية العامة والمستقلة، والاستيلاء على أجهزتها ونقلها لمعاقل سيطرة الانقلابيين على الحكومة الانتقالية، والاحتجاز التعسفي المصحوب بالتعذيب ذا الطبيعة المنهجية، والتهديد بالقتل خارج نطاق القانون أو قتل الأقارب بهدف إجبار الصحفيين على العمل لصالح الانقلابيين.
وتورد المصادر الميدانية معلومات متكررة حول تعمد ميليشيات "الحوثي – صالح" احتجاز الصحفيين في المواقع العسكرية الرئيسية والتي تستهدفها طائرات التحالف بهدف إثارة الالتباسات حول ظروف قتلهم.
ويفاقم من قلق المنظمة استغلال التنظيمات الإرهابية لسياق الصراع المسلح الجاري لتوسيع مناطق نفوذها وهيمنتها على مساحات أوسع من الأراضي على جانبي مناطق التماس العسكري، لا سيما في مناطق جنوب البلاد، الأمر الذي بات يهدد مستقبل المسار السياسي في البلاد مع إطالة أمد القتال دون تسوية سلمية.
وتشجب المنظمة بشدة قيام وسائل الإعلام التابعة لانقلاب "صالح - الحوثي" بحرف تقاريرها ومواقفها عن الأوضاع في اليمن خلال تغطياتها الملتوية.
ويأتي اختطاف طاقم الجزيرة بعد يوم واحد على مقتل الاعلامي "المقداد مجلي" في غارة جوية شنتها قوات التحالف على مناطق في صنعاء، ما يرفع اعداد القتلى من الصحفيين في اليمن إلى 11 صحفيا قتلوا خلال النزاع المسلح الجاري.
يذكر أن نحو 8500 قد سقطوا خلال النزاع الجاري منذ نهاية مارس/آذار الماضي، بينهم نحو 6 آلاف مدني، سقطت غالبيتهم على يد ميليشيات "الحوثي - صالح"، وبينهم نحو 500 خلال غارات التحالف العربي.
وللشهر التاسع على التوالي، تجدد المنظمة مطلبها للأطراف المحاربة بوقف دائم وغير مشروط للقتال، والعودة إلى مائدة التفاوض تحت إشراف الأمم المتحدة واستئناف ما تبقى من الفترة الانتقالية وطرح مسودة الدستور للنقاش العام والاستفتاء، ويعقبها إجراء انتخابات رئاسية لتأمين حد أدنى من الاستقرار.