د. رافت فهيم جندي
في لقاء تلفزيوني لمفيد فوزى مع احمد موسى قال عن ذهاب الرئيس السيسي للكاتدرائية للسنة الثانية منذ توليه الحكم في يوم عيد ميلاد السيد المسيح انه كان بمثابة إعطاء 4 رسائل لجهات مختلفة، وسوف انقلها للقارئ وان كانت بغير الترتيب الذى ذكره مفيد فوزى وأيضا بغير الاسهاب فيه:
الأولى رسالة من السيسى للشعب المصرى كله: اننا جميعا مصريون حتى وان اختلفنا في الديانة والمعتقد وأننا لا بد وان لا ندع اختلافنا يؤثر على حبنا ومودتنا بعضنا لبعض، فالمسلم لا يؤمن بألوهية السيد المسيح وصلبه وقيامته من الأموات والمسيحي لا يؤمن بصحة المعتقدات الإسلامية ولكننا نحب بعضنا البعض، وبالتأكيد فأن الغالبية العظمى من المصريين متمسكون بما ورثوه من ايمان وبدون بحث او تنقيب في خطأ اعتقاد الآخر.
الرسالة الثانية للشعب القبطى: أن الرئيس السيسى لا يهمش الشعب القبطى البالغ تعداده حوالى 20 مليون نسمه مثلما فعل سابقيه،
وان كانت المصادر الكنسية قد أعلنت من قبل أن تعداد الاقباط طبقا للإحصائيات الكنسية من 16-18 مليون نسمة، فأن حسابات الكنيسة الارثوذكسية لم يدخل فيها الاقباط الكاثوليك والبروتوستانت وباقى الطوائف الأخرى. ولقد كان اعتذار السيسي للأقباط اعتذارا تاريخيا حيث ان كل من سبقوه كانوا لا يعيرون مظالم الاقباط اى اهتمام بل يزيدونها ويلمحون بعكسها ويتهمون الاقباط في المهجر بالمغالاة وايضا بالعمالة.
وبالتأكيد فأن السيسي ليس مسؤولا عن التنكيل بالأقباط خلال 1400 سنة، أي منذ الغزو العربي لمصر الذى اطلقوا عليه فتحا، ولقد ذكرت مؤرخة انجليزية ان بقاء الاقباط فى مصر بعد كل ما حاق بهم من نكبات منذ أيام الرومان والحكم العربي الإسلامي اعجوبة تضاف لعجائب العالم السبعة.
الرسالة الثالثة للشعوب المجاورة: فالذين حولنا واسفلنا واعلانا يضطهدون بعضهم البعض فنرى اضطهاد المسيحيين في السودان وليبيا واضطهاد الشيعة في دول الخليج والسعودية واضطهاد السنة في إيران والعلويين في تركيا.... ألخ. ويزيد عليه أيضا اضطهاد العرق المختلف مثل الاكراد واهالى دار فور.
فهل ممكن لهؤلاء أن يفعلوا مثلما فعل السيسي؟ فيذهب ملك السعودية لمسجد شيعى في ذكرى الحسن والحسين ويذهب أيه الله الايرانى لمسجد السنة، وبالتأكيد لن أتكلم عن وحوش الأرض من داعش لأنهم ليسوا ببشر او حتى حيوانات وهم يتاجرون ببنات اليزيديين والمسيحيين وغيرهم ويقتلون من يقتلون ويسبون من يسبون طبقا لمعتقداتهم القديمة التي لم تهذبها تطور البشرية بعد.
الرسالة الرابعة للعالم اجمع: ان مصر تقود المنعطف الحضاري في المنطقة وان مصر هي الضوء الذين ينير في منطقة حالكة الظلام، ولكن لكى يستمر هذا النور المنبعث من مصر فأنه يلزم الضرب بيد من حديد على كل من يرتب خطف فتاة قبطية لأسلمتها او يعقد جلسة عرفية بعد هدم أي كنيسة او يهجر الاقباط من قرية بحجة ضمان سلامتهم بعد الاعتداء عليهم وحرق بيوتهم من قبل الغوغائيين ومسانديهم.
هل يحافظ المسؤولون المصريون على الصورة التي رسمها الرئيس السيسي لمصر؟ أم ان بعض المحافظين او رؤساء الامن سوف يشطبون على هذه الصورة الرائعة لمصر؟
ومرحبا بالرئيس المحبوب السيسى في اعيادنا، وباعتذاره عن تأخر الدولة في بناء كنائسنا.