بقلم : نوار عساسي عبدالحميد
على ضوء القمر..
نتلو معشر الذئاب سيرة أسياد الجبال..
نرتل ترنيمة عتيقة، و نحكي لجرائنا الصغيرة في الليالي الباردة قصة الغابات..
على ضوء القمر..
ترقص الجراء وأنثى الذئب رقصة جنية الوادي، فيتمايل الصفصاف على ايقاع عواء مهيب .. يتموج عبر الأثير و يصدح فوق القرى الجاثمة والحظائر النائمة..
و في كهفنا الدافئ تصغي الجراء لكبير الذئاب..
يقول الحكيم:
يا معشر الذئاب ، للراعي صغار قرب المدفئة، يحكي لهم قصة ذئب الغابة ..و رقصة السناجب على السنديانة العتيقة
و جدول الصخور المترنم على إيقاع حفيف الصفصاف..
لراعي الجبال الملتحف، صغار كصغارنا ..و أسلاف كأسلافنا ، يزوروننا في ليلنا الساكن على أطراف الغابة..
يقول حكيم الذئاب:
يا جرائي، لبني البشر، عواء كعوائنا و أفراح و أعراس مثلنا تماما.. و رقصات جميلة على ضوء قمر ضاحك..
في هذا الليل سأذهب للغابة، لأبيت عند الذئاب الودودة..
سألاعب جرائها وأحكي لها قصص الجداول و سنديان الغابة العتيق..
سأرقص مع أنثى الذئب رقصة الفراش فوق العليق..
و سأنصت لحكيم الذئاب عن ملاحم الأقدمين و سادة الجبال..
في الغد، سيرافقني حكيم الذئاب لحظيرة قريتنا..
ليرى حملاننا الحديثة العهد بالنور ، سيباركها كبير الذئاب.. و يتلو عليها صلاة الغابة
سنقضي معا ليلة قرب المدفئة ... سنتناول الجبن معا و رغيف الميلاد..