كتب : محرر الاقباط متحدون
قال السفير المصري لدى بكين مجدي عامر، إن زيارة الدولة التى يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ لمصر الأربعاء، تحمل أهمية كبيرة للغاية، إذ إنها تعد أول زيارة لرئيس صيني إلى مصر منذ 12 عاما وتأتي بعد زيارتين متتاليتين للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الصين، وتبرهن على أن العلاقات المصرية- الصينية تسير في منحنى تصاعدي .
وقال السفير مجدي عامر خلال مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء "شينخوا" الصينية، إن زيارة الرئيس شي لمصر ستحقق نتائج ضخمة وستؤتي ثمارا وفيرة في شتي المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الاستثمارية وغيرها، وسيتم خلالها بوجه عام توقيع حزمة من الاتفاقيات والعقود المتعلقة بمشروعات استثمارية ومشروعات بقروض طويلة الأجل.
وأضاف أن هذه المشروعات تأتي في مراحل مختلفة وتشمل قطاعات متعددة منها على سبيل المثال الطاقة، والزراعة، والبنية التحتية مثل المشاركة في بناء العاصمة الإدارية الجديدة، والمجال العلمي ذي الصلة بتكنولوجيا الفضاء، والبيئة مثل مشروعات التخلص من البقايا الزراعية كقش الأرز، والاستثمار مثل المرحلة الثانية من مشروع الألياف الزجاجية )فايبر غلاس( وغيرها من القطاعات.
وأشار السفير إلى وجود اتفاق سياسي بين البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية وأن العلاقات السياسية بين مصر والصين تشهد تطورا ضخما، إذ كانت زيارة الرئيس السيسي للصين في ديسمبر2014 البداية التي دفعت العلاقات نحو مرحلة جديدة حيث تم توقيع بيان الارتقاء بالعلاقات إلى شراكة إستراتيجية شاملة وتوقيع مذكرات تفاهم حول عدة مشروعات تعكف الدولتان على البناء عليها الآن، مضيفا أن التوافق شبه التام بين البلدين يرسى أساسا صلبا للعلاقات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية والعلاقات في المجالات الأخرى.
ولدى حديثه عن أن مصر تعتبر بوابة إفريقيا، قال مجدي عامر إن موقع مصر الإستراتيجي في قلب العام العربي وفي ملتقى قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا يعد ميزة استثنائية يمكن أن توفر للمستثمرين الصينيين في مصر الكثير من الوقت وتكاليف النقل وخاصة مع توافر مختلف طرق النقل الجوي والبحري بين مصر والأسواق في هذه المناطق.
وأضاف أن موقع مصر يجعلها نقطة ارتكاز مهمة في مبادرة "الحزام والطريق" التي أعلنها الرئيس شي في عام 2013، مشيرا إلى أن هذه المبادرة ستفتح الباب أمام المزيد من الصادرات المصرية إلى الصين والاستثمارات والمشروعات الصينية في مصر والمزيد من السياحة الصينية الوافدة إلى مصر، الأمر الذي سيصب في صالح معالجة العجز في الميزان التجاري بين البلدين، ومن ثم فإن المبادرة الصينية مفيدة للغاية للجانبين في شقها الاقتصادي.
وفي إطار حديثه عن الدور الصيني في الشرق الأوسط، ألمح مجدي عامر إلى أنه يتسع ويزداد نشاطا يوما بعد يوم للمساعدة في إحلال السلام والاستقرار بالمنطقة، مستشهدا بالدور الكبير الذي لعبته الصين في التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني وكذا دورها الكبير والقائم منذ زمن في القضية الفلسطينية، علاوة على دورها في إيجاد حل للأزمة السورية والأزمة الليبية وفي الوساطات التي تجرى في جنوب السودان، ودورها السياسي المهم في اليمن.
ولفت السفير إلى أنه في الوقت الذي صار فيه الاحتياج إلى الدور الصيني متزايد، أصبح انخراط الصين الذي هو انخراط سياسي فى الأساس بمنطقة الشرق الأوسط أكبر وأكبر، وهذا هو الدور الذي ينتظره المجتمع الدولي من الصين في المنطقة.
وثمن السفير المصري مساندة الصين الثابتة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحق الشعوب العربية الأخرى في تقرير مصيرها ورفضها للنزاعات العسكرية التي حدث مؤخرا سواء في اليمن أو سوريا أو ليبيا.
وقال إن الدور الصيني لا يقتصر على مساعدات التنمية فحسب، بل يمتد إلى دور الشركات الصينية في إقامة مشروعات في قطاعات متعددة بالشرق الأوسط في إطار حرص الصين على علاقاتها بدول المنطقة واهتمامها بمساعدتها على تحقيق التنمية والتقدم.
واختتم السفير حديثه بإبراز أهمية تنشيط السياحة بين مصر والصين في ضوء ما يذخر به البلدان من معالم سياحية فريدة تحكي تاريخهما الممتد عبر آلاف السنين، لافتا إلى أن مصر لا تعتبر السياحة فقط موردا هاما من موارد الدخل القومي، وإنما أيضا أداة هامة للتبادل الثقافي وتعميق التفاهم بين الشعوب، ومن هنا تأتي أهميته في توثيق عرى الصداقة بين البلدين وفتح آفاق لتحقيق مكاسب وفوز مشتركين.