الطيب والبابا ووحدة الوطن
علي لسان أحد جنودنا الأبطال في حرب أكتوبر المجيدة.. حكي كشاهد عيان رؤيته لمشهد اقدام جماعة مقاتلة ببسالة وبطولة علي تدمير موقع هام للعدو وفور تحقيق الهدف بروعة واقتدار كان رد فعل العدو سريعا وكان استشهاد المجموعة المكونة من خمسة أبطال تم العثور والتعرف علي ثلاثة منهم في موقع. أما حسين وجرجس فقد تعثر التعرف علي هويتهما في موقع آخر فتقدم أحد زملاء الشهداء ورفع قطعة من جثة احدهما ووضعها في صندوق كتب عليه حسين وقطعة أخري وضعها في صندوق آخر كتب عليه جرجس والحدوتة مصرية جدا لها أكثر من دلالة:
* اتخاذ جندي لقرار كتابة الاسم دون معرفة الرفات لمن تحديدا موقف تلقائي يحمل معني ان الشهادة والبطولة هي الهوية الباقية.
* قناعة الجندي الفطرية صاحب ذلك القرار انه عندما يرتفع حجم العطاء إلي حد الفداء بالروح فإنه يري أجساد من استشهدوا وكأن كل الطقوس الدينية مسيحية كانت أو إسلامية قبل الدفن قد أجريت فقد طهرها نبل العطاء السامي للوطن.
* عندما تختلط دماء ورفات الشهداء في معارك الوطن فعلي من يتحدثون عن الهوية الدينية بديلا عن الهوية الوطنية أن يخجلوا ويتواروا بهزلهم.
في حوار أجراه الزميل عماد توماس مع اللواء أركان حرب نصري جرجس أحد ابطال حرب أكتوبر شارك في حرب اليمن وحرب 67 وحرب 73 الذي تخرج في قسم كهرباء هندسة القاهرة والتحق بالقوات المسلحة كضابط مهندس عامل عام 63 بالقوات الجوية ثم الدفاع الجوي بعد انشائه كأحد الافرع الرئيسية بعد 67 واستمر في الخدمة العسكرية حتي عام .1991
ذكر اللواء نصري انه لم يكن هناك أي نوع من التمييز الديني فالكل انصهر في بوتقة واحدة للدفاع عن الوطن فكان قائدا وحدة الرادار والانذار في الجبهة مسيحيين وهي الوحدة المكلفة برصد جميع الطائرات المعادية والتبليغ عنها لجميع الوحدات سواء للوقاية منها وتجنبها أو للتصدي لها بواسطة المقاتلات والصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات بعد عودتنا من بعثة الاتحاد السوفيتي وفي أشد فترات حرب الاستنزاف ضراوة إلي نهاية حرب أكتوبر وقد تم اختياره لما يتمتع به من كفاءة فنية وتخصصية عالية بالاضافة إلي شخصية قوية تتمتع بقدر عال من الأنضباط وقدرة علي قيادة قواته في الظروف الصعبة واضاف يمكنني الحديث عن نفسي كمثال حي لما أقول من قبول طلبي للالتحاق بالقوات المسلحة إلي اختياري ضمن 11 ضابطا لبعثة بالاتحاد السوفيتي إلي التحاقي بكلية القادة والأركان واختياري ضمن 6 ضباط من الدفاع الجوي لحضور دورة بكلية الحرب العليا إلي تكليفي برئاسة لجان لدراسة موضوعات تهم الدفاع الجوي أو تمثل مشاكل يبحث لها عن حلول أو لتخطيط انشطة داخل الدفاع الجوي أو مشتركة مع جهات خارجية مصرية وأجنبية وعضوا في لجان تطوير وتنويع مصادر تسليح الدفاع الجوي وقد حصلت علي جوائز تقييم كأفضل الأبحاث التي تقدم في دورات القادة والأركان وكلية الحرب العليا وتكليفي بادارة مشروع علي درجة عالية من الحساسية كان في طور الإنشاء بواسطة شركة من أكبر الشركات العالمية المتخصصة.
انها أيام أكتوبرية مجيدة.. أيام توحد فيها كل أبناء الوطن فهل نذكر بها كل أصحاب الرؤي الطائفية المقيتة حتي لا يعاودوا الخروج عن الاصطفاف الوطني.. لقد اسعدني صدور تصريح مشترك بتوقيع الدكتور أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر والبابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية حول الأحداث الطائفية الأخيرة خطوة هامة لتحقيق تهدئة وتطييب لخواطر البسطاء علي ضفتي النيل بعد أن نال معتقداتهم ووطنيتهم الكثير من الإساءات عبر اطلاق تصريحات مستفزة تفتقر إلي الحكمة والالتزام بالقيم الدينية السامية.. وان كنت أتمني ألا يتم الاكتفاء باطلاق توصيف تصريح وليس بيانا فالحدث ليس بالهين ولكن كان ينبغي في النهاية التأكيد علي المعني الذي جاء في متن التصريح حتي لو صدر متأخرا.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :