بمناسبة عيد الغطاس ، مع تهنئتي الخالصة للإخوة المسيحيين شركاء الوطن ، والحافظين للهوية المصرية ، أذكر هذه الواقعة التاريخية عن موقف مشرف للبابا بطرس الجاولي في عهد محمد علي باشا وللأسف جاء زمن بكائنات تهدم كنائسهم وتهجرهم من بيوتهم !!!!!!!!، اتضامن مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في الاعتذار لهم .
كانت الإمبراطورية الروسية تعد أكبر دولة مسيحية أرثوذكسية ويحكمها قيصر، جاء سفيرها ليعرض على البابا بطرس موضوع حماية قيصر روسيا للأقباط فابتسم البابا بطرس الجاولى فى وجه محدثه وسأله برفق ومودة قائلاً له : هل ملككم قيصر روسيا يموت أم يعيش إلى الأبد ؟ فقال له الزائر : هو يموت طبعاً مثل كل بنى البشر ، ولكن البابا بطرس رفض هذا العرض، ورد على السفير بهذه الجملة الذهبية : نحن في حمى من لا يموت .
ذهب السفير إلى محمد على فسأله عما رأى بمصر فأجابه : لم تدهشني عظمة الأهرام ولا ارتفاع المسلات ولا الكتابة الموجودة عليها , ولم يبهرني كل ما هو موجود في مصر من عجائب , بل أثرت في نفسي فقط زيارتى للرجل التقى بطريرك الأقباط , ثم روى له كل ما جرى بينهما , فطفح السرور على وجه محمد على باشا , ولما ذهب من أمامه السفير الروسي حتى قام وذهب إلى المقر الباباوى , وقدم الشكر الجزيل للبابا بطرس الجاولى على ما أبداه من استقلالية لكنيسته وعلى ما أبداه من وطنية ونبذ التدخل الخارجي
فقال له البابا بطرس الجاولى : لا تشكرني عن واجب قمت به نحو البلاد , فقال له محمد على باشا : لقد رفعت اليوم شأن كنيستك وشأن بلادك فليكن لك مقام محمد على فى مصر ولتكن لك مركبه معده كمركبته .. ومنذ ذلك اليوم ازداد مقام البابا عند محمد على باشا وعظمت ثقته بأبنائه الأقباط وأعطى للأقباط مميزات كثيرة فى تقلد الوظائف الحكومية المختلفة .