الأقباط متحدون - البس عن البث
أخر تحديث ٠٥:١٦ | الثلاثاء ١٩ يناير ٢٠١٦ | ١٠طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨١٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

البس عن البث

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. مينا ملاك عازر
الفرق بين البس والبث ليس حرفاً كما يبدو للعين المجردة فرغم أن الفرق يبدو متجلياً في حرفي السين والثاء لكن المعاني أعمق، وعمق المعاني يعمق الفرق بين الكلمتين ما يعني لي أن حضرتك بحاجة أن تصحبني ليس في جولة لغوية نحو الخوض في غمار البحث في الفارق بين الكلمتين فهو بدوره بادي للجميع دون بحث مطول. فيمكنك أن تدرك صديقي القارئ، أن كلمة بس وهي كلمة عامية تعني فقط أو اسكت أو توقف والبث تعني باللغة العربية الفصحة الإذاعة والنشر.

والبس عن البث هنا لا يمكنك أن تبتعد عن الكلمتين في مضمونهما إلا وتجد نفسك تقترب من واقعهما أي واقع البس عن البث أي توقف البث، ولا توقف لبث مهم أهم من بس بث المباشر للبرلمان الوليد الذي به من قليل الخبرة أقل من عديميها، وانعدام الخبرة أقل خطراً من قلتها، فعديم الخبرة وأحياناً قليلها إذا كان متسق مع نفسه يعترف بجهله ويسعى لتنميتها أما قليل الخبرة ففي معظم الأحيان يعول على خبرته التي يراها كبيرة إذا ما قارنها بزميله عديم الخبرة، فتأتي الكارثة، فيحلم صاحب البطة برئاسة البرلمان المصري، ويحلم الشيخ المسن برئاسة لجنة الشباب ويصل فعلاً.

والمهم هنا أن البرلمان في ليلة وضحاها كسر رقماً قياسياً باسم الإخوان حينما أقروا مواد دستورهم الذي حاكوه بليل غطيس حينما استطاع برلماننا عديم الخبرة بشكل عام أن يناقش فيوافق على أكثر من ثلاثمائة قانون سنهم الرئيسين عدلي منصور والسيسي في مدة زمنية مذهلة لا تسعني إلا أن ارفع القبعة وأسأل نفسي كيف لقرابة ستمائة عضو يناقشوا أكثر من ثلاثمائة قانون في سويعات قليلة بل ويتفقوا عليها ومرروها؟ كيف فعلوها هؤلاء الجبابرة؟ كيف استطاعوا أن يسمعوا بعض كلهم؟ لو افترضنا أن كل قانون لم يعلق عليه مناقشاً سوى عضوين أحداهما ضد والآخر مع القانون، وكلاً منهما قال ما قاله في دقيقتان أي أن القانون الواحد استغرق مناقشته أربع دقائق، ودقيقتين تصويت، أي ست دقائق ولو ضربناهم في الثلاثمائة قانون علماً بأنهم أكثر من هذا العدد، يكون الناتج الف وثمانمائة دقيقة أي ثلاثين ساعة في حين أنهم فعلوها في أقل من هذا الوقت، وعلماً بأنني أرى أنهم حتى لو فعلوا هذا في هذه المدة القياسية يكونون سالقي قوانين ومهرولين لإرضاء الرئيسين السابق والحالي، ويبقى حسبي الله ونعم الوكيل خاصةً وأن ثمة قوانين مهمة يلزم المناقشة فيها بجدية كقانون التظاهر والقانون الذي يتيح للرئيس عزل رؤساء بعض الأجهزة الرقابية وهو قانون مكمل للدستور أي يحتاج لتمريره لأكثر من ثلثي الأعضاء، ولدينا أيضاً قانون الخدمة المدنية صاحب اللغط الأشهر والأكثر خطورة، وقوانين أخرى كثيرة كانت تحتاج اهتمام أكثر من البرلمانيين الأشاوس الذين أختاروا مراضاة الرئيس على حساب الشعب.

على كل حال، وقف البث كان سترة للبرلمان وإعلان منه أنه يحتاج أن يتستر ويغطي عورة ما كان يجب أن تظهر حتى وإن كانت عورة تسبب فيها الشعب المصري باختياره لنواب موالين للرئيس أكثر من موالتهم لأنفسهم، ووقف البث وإن كان سترة لهو فضيحة في حد ذاته إذ هو اعتراف ضمني بأنهم غير جديرين بإعلان مواقفهم أمام منتخبيهم، والعار كل العار على من اختيروا لاحترام الدستور والقانون بحسب قسمهم أن تكون أول إجراءاتهم مخالفة للدستور الناص على أن تكون جلساتهم على الهواء وعلناً.

المختصر المفيد حسبي الله ونعم الوكيل في كل من ينتهك الدستور.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter