(الليتورچيات٠الثلاثÙ)
القمص أثناسيوس چورچ.
تصلي الكنيسة قداسات اللقان ÙÙŠ مسيرة خَطّية Ø·Ùولية عبر السنة الطقسية الليتورچية؛ وقد Øددت ثلاث مناسبات لتصلي هذه الليتورچيات (اللقانات):- ÙÙŠ (عيد الغطاس) تذكارًا لمعمودية السيد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙÙŠ نهر الأردن؛ ÙˆÙÙŠ (الخميس السيدي) تذكارًا لغسل الأرجل؛ ÙˆÙÙŠ (عيد الآباء الرسل) تذكارًا لبداية العمل الكرازي؛ على اعتبار أن كل خدمة ÙÙŠ الكنيسة تنبني وتبدأ بالمعمودية؛ ثم تنمو وتنضج بغسل الأرجل.
ÙˆÙÙŠ هذه التذكارات الثلاثة يوضع الماء العذب ÙÙŠ (Ùسقية اللقان المقدسة) والتي عادة تكون عبارة عن Øوض رخامي أو Øجري؛ Øيث نعيش خبرة Øاضرة لأØداث الخلاص كأيام صنعها الرب نعايشها ÙÙŠ ملء الØاضر الليتورچي لأعمال التدبير الإلهي.
ونجتمع ÙÙŠ ليتورچية اللقان ÙÙŠ مناسبات (عيد الغطاس وخميس العهد وعيد الرسل) لنختبر الشركة والعبادة الجماعية ÙÙŠ جو ليتورچي Ùريد البهاء والورع ÙˆÙصØية الخدمة الأرثوذكسية؛ التي بها نستقي اللاهوت ÙÙŠ صلاة الكنيسة المجتمعة وخدمتها الآبائية الØية؛ لأنها لنا ونØÙ† نقدمها... Ùعلاً منا لا Ùعلاً علينا؛ بØيث يكون Øضورنا واختبارنا Øقيقيين دائمين ينيران Øياتنا وينميانها.
Ùبهذا Ùقط تØÙ‚Ùّق الليتورچية معناها ÙˆÙاعليتها؛ على اعتبار أن معيار الصلاة هو معيار العقيدة؛ وأيضًا على اعتبار أن كنيستنا Ù†Ùسها هي ليتورچيا / تØقق الملكوت وتتممه / باستØضار ذاك الذي Ùيه كل الأشياء تنتهي؛ وكل الأشياء تبدأ.
Ùنخاطب الله الØاضر معنا والمØتÙÙŽÙ‰ به؛ ونناديه أيها الرب الإله ضابط الكل/ معطي الرØمة/ الذي يعطي مواهبه ورØمته بغنًى/ الذي جعل السØاب ممشاه/ وجمع المياة بيده العزيزة/ ووزن الجبال وقاسَ السماء بشبره والأرض كلها بقبضته/ الذي جمع المياة إلى مجمع واØد وجعل لها Øدًا/ الذي إلتØ٠بالنور كالثوب/ الذي اشتد بمئزرة وغسل أرجل تلاميذه/ الذي صيَّر الينابيع أنهارًا بإرادته/ الذي خلق الكل من لا شيء/ المعطي الØÙ‚ وعظم الغنَى ومØبة البشر... ثم نصلي إليه صلوات الأواشي التي Ùيها نضع أنÙسنا وكنيستنا وإخوتنا وكَوْننا وعالمنا كله أمامه.
لذلك؛ قداسات اللقان ليست مجرد مناسبات طقسية يكتنÙها الغموض؛ لكنها موضوعة بإلهام آبائي؛ وقد تØددت وجهة سيرها وبوصلتها... وهي Ù…Ùعلَنة منذ البداية؛ كرØلة إلى الملكوت عبر بركات أنوار الغطاس وغسل الأرجل والكرازة الرسولية... لهذا Øضورنا بÙهم ووعي عميق ومشاركة يبلغنا مضمونها الØÙŠ ومقصد إرتكازها... كعمل الكنيسة كلها جسد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„ÙƒÙ„ÙŠ (رأس وجسد)ØŒ اجتماع ÙˆÙعل معايشة لسر Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙˆØ®Ù„Ø§Øµ العالم (إعلان جماعي كنسي) مؤسس على النظرة اللاهوتية للزمن.
من أجل تقديسة وتقديسنا ببر الاتضاع Øيث أتى مسيØنا عاريًا ليكمل كل بر ونزل إلى المياة، ÙˆØيث سلمنا غسل الأرجل Øتى Ù†Ùعل هكذا ونبدأ ونسلك بهذا الÙكر.. وعند مياة اللقان تأتي قوة Ùعل الروØ... تÙÙرّ٠المياة مذعورة؛ وننال الخيرات ونØيا ÙÙŠ سلوك عملي وأخلاق معاشة تتطلبها معموديتنا، ÙتنÙØªØ Ù„Ù†Ø§ السموات ونسمع الآب السماوي وننال نعمة بنوية الابن الØبيب الوØيد الذي سÙرّ به الآب، متمتعين بصولجان البنوة وعمل المصالØØ© بين المنظور وغير المنظور، وتمام Ø´Ùاء الأرض كلها .
ÙˆÙÙŠ قداسات اللقان نجد المعاني السرائرية التي تربط بين الكلمة والسر ÙÙŠ واقعيتها الروØية؛ بإعلان الكلمة الإلهية ÙÙŠ النبوات والقراءات المناسبة لكل Øدث... والتي تدعونا لمعايشة تذكار الØدث بØسب منهجيته؛ عندما نصغي إلى الكلمة الممنوØØ© والتي تثمر Ùينا بالعبادة، بجمال روØÙŠ غير مألو٠وÙØ±Ø ØºÙŠØ± مألوÙØ› كخبرة روØية لخيرات أبدية نقتنيها كما تمتع بها الأولون... Øياة ملأىَ بالØياة، والخليقة كلها رمزًا وسرًا وخبرة Ù„Øضور الله إلهنا (Øياة Øسب الروØ).
الماء ÙÙŠ اللقان يمثل المادة التي هي إشارة إلى العالم ÙˆØضوره؛ على اعتبار أن الماء يشكل المادة الأولى والعنصر الأساسي والأوَّلي للعالم... وهو الرمز الطبيعي للØياة؛ لأنه لا Øياة من دون ماء؛ وهو أيضًا رمز التطهير، لأنه لا نظاÙØ© من دون ماء؛ ÙˆØتى خلق الØياة ÙÙŠ سÙر التكوين أتى بمثابة تØرير للأرض اليابسة؛ وهي عبارة عن إنتهاء اللاموجود (العَدَم) ونهاية للأرض الخربة؛ عندما تØوَّل الماء إلى Øياة.
ذلك الماء الذي قدسه سيدنا وملكنا المسيØØ› عندما إقتبل معمودية يوØنا؛ Ùجعل المياة مياة مصالØØ©Ø› Øالما بسط النعمة وأظهر لاهوته بالتعميد. Ùلما خرج يسوع من المياة Øدث الظهور الإلهي (الثيؤÙانيا) θεοφανια وصارت هذه المياة مياهًا Ù…ÙØيية؛ أبصرت الله ÙÙزعت؛ وارتعدت اللجج وانسØقت التنانين من أجل رÙعدة إله المجد، المياة تطيع خالقها... مياة مختارة Ù…Ùطهَّرة منقاة تنتشلنا وتÙجددنا وتÙطهرنا... مياة ممنوØØ© نعمة الأردن، التي تقدست مجاريها بنزول Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ عليها من السماء... مياة تجدد الطبيعة التي بÙليت بالخطية... مياة تÙغرق الخطية ÙˆØªÙ…Ù†Ø Ø§Ù„Ø°ÙŠÙ† يستعملونها بكل نوع، والذين يلمسونها ويشربون منها أو يغتسلون Ùيها طهرًا وبركة ونقاوة وخلاصًا.
لقد إرتسم Ùعل مباركة الماء ÙÙŠ التراث الليتورچي ÙˆÙÙŠ قانون عبادة الكنيسة، عندما يستعيد الماء المقدس من خلال البركة ورشومات التقديس والأواشي وظيÙته الخاصة... ويÙعتلَن كماء ØÙ‚Ø› وكملء؛ وكمادة بركة ووساطة شركة مع الثالوث القدوس. Øقيقة أن الإلمام بتقوانا الليتورچية يجعلنا نعر٠ونوقن ونعيش Ùكر الكنيسة الرسولي؛ وننال بركات العبادة المÙعطاة لنا بالمجان.
مياه مقدسة طاردة للأمراض Ù…ÙخيÙØ© للشياطين؛ Ù…ÙØ´Ùية للأوجاع؛ مملوءة من القوات مقدّÙسة للبيوت؛ ناÙعة لكل Ùائدة؛ تطهر إنساننا الداخلي بثمرة السر؛ وتÙبطل القوات المضادة المقاتلة لنا؛ وتنتهر Ø§Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø³Ø© والسØر وعبادة الأوثان بÙعل الصلاة والتقديس بشعاع النعمة الإلهية المملوء من Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³Ø› الÙاعل ÙÙŠ هذه المياة المختومة بختم الخلاص؛ وبقوة الله غير المرئية المملوءة من مجد اللاهوت. لذلك كل Ù…ÙŽÙ† يغتسل منها يستØÙ‚ مغÙرة الخطايا وعدم الÙساد والموهبة السمائية ويÙكتب اسمه ÙÙŠ سÙر الØياة مع المختارين.
ويعلمنا الآباء أن نعطي النصوص الليتورچية والقراءات والرموز كل الأهمية؛ وأن Ù†Ùمعن النظر ÙÙŠ صلاتنا بالتأمل والسكون وإنÙØªØ§Ø Ø§Ù„Ù‚Ù„Ø¨Ø› لأن العريس Øاضر معنا؛ وإن كان غير منظور، Ù†Øصر أذهاننا كخيط يل٠Øول Øزمتنا الروØية بإØكام؛ لتكون عبادتنا مسكوبة أمامه ضمن شركة الجموع؛ مغمورة ÙÙŠ Ù„Ùجّة الØب والمراØÙ… الإلهية؛ عندما نطلب الرØمة مئة كيرياليسون ÙÙŠ كل لقان؛ ونØÙ† Ù…Ùطعَّمين ÙÙŠ الله؛ متذكرين أننا Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¥Ø¹ØªÙ…Ø¯Ù†Ø§ عندما كنا أطÙالاً.
وكانت نعمة المعمودية جوابًا إلهيًا لا على طلبنا الشخصي؛ بل على إيمان من قدمنا للمعمودية (الإشبين)Ø› وعلى إيمان الكنيسة التي ضمتنا إليها... Ùكأنها كانت نعمة مشروطة؛ ومÙÙ† الواجب علينا؛ وقد كبÙرنا وغدونا مدركين؛ أن Ù†Ùثبت معموديتنا بإختيارنا إياها اختيارًا ØÙرًا، ولعل قداسات اللقان Ùرص ذهبية متاØØ© لنا Ø¨Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ù„Ù†ØªØرك إلى ما هو قدام إلى الأمام Ù†ØÙˆ الÙخاري الإلهي؛ ليضع يده ويصنع Ù…Ùنَّا أوعيةً جديدة كما ÙŠØسن ÙÙŠ عينيه؛ آنية كرامة لا هوان؛ يشكّÙلنا مرة أخرى على دولابه؛ ويÙعيد صياغتنا لنكون Øسب مجده الأصلي.
ÙˆÙÙŠ هذه القداسات تكون عبادتنا عيدًا شاملاً لكل كياننا وتعبيرًا عن موقÙنا الكلي Ù†ØÙˆ الله؛ عندما ÙŠØضر ÙÙŠ الزمان والمكان ويجعل الكل جديدًا كما ÙÙŠ الأصل؛ Øيث تتجدد الخليقة وتتقدس؛ ويتقاطع التاريخ والزمن مع الأبدية لتØقيق مشروع خطة الله الأزلية للخلاص.
ويقول Ø£Ùلاطون (بداية الØكمة هي أن تشعر بإØساس الدهشة). ÙˆØقًا عظيمة هي أعمال الله التي صنعها بØكمة؛ وقد امتلأت الأرض من غناه (مز Ù¡Ù Ù¤ : ٢٤). وعندما نرى المدلول الكوني الشامل ÙÙŠ تقديس ومباركة المياة... وبلÙغة تصويرية نعاين تطهيرنا وتقديسنا بالماء المقدس الذي جاء السيد الرب ليقدسه لنزوله إليه مع كونه ÙˆØده بلا خطية... ÙÙŠ معمودية Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù„ÙŠØ³Øª المياة هي التي تقدس المسيØØ› بل Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù‡Ùˆ الذي قدسها؛ وهو بهذا ÙŠÙ…Ù†Ø Ø§Ù„ØªÙ‚Ø¯ÙŠØ³ للخليقة المادية كلها؛ ويشÙÙŠ العالم الساقط والمشوَّه؛ Ù…ÙØققًا Øضوره منذ الآن وإلى دهر الدهور.
www.frathanasiusdublin.com