الاثنين ١٨ يناير ٢٠١٦ -
٥٧:
٠٩ ص +02:00 EET
بقلم منير بشاى
المتأمل ÙÙ‰ Ø£Øوال مصر ÙÙ‰ هذه الايام يتعرض للاØباط. وقد اصابنى شىء من هذا عبرت عنه ÙÙ‰ مقالى الاخير بعنوان "عيب أووووى". لقد راعنى ان لا نزال نتكلم عن شرعية تهنئة المسيØيين بالعيد من عدمه، بينما كان يجب ان نتخطى هذا بزمان ونصل الى التكات٠معا لبناء مصر الجديدة. صدمنى ان ارى رئيس الجمهورية بنÙسه يتكل٠عبء الذهاب الى الازهر ليطلب من الاخوة المسلمين ان يهنئوا المسيØيين بعيدهم. ولم يكن غضبى موجها ضد الرئيس ولكن ضد ما وصلت له الامور التى جعلتنى اØسس بالمهانة للدرجة ان يطلب رئيس الجمهورية نيابة عنا الى شركاء الوطن ليتÙضلوا علينا بتهنئتنا بالعيد. وكان رد الÙعل عندى وعند الكثيرين "بناقص"ØŒ ÙÙ†ØÙ† نرÙض ان نقبل تØية انسان كنوع من التعط٠والتنازل.
ÙÙ‰ مقالى اليوم لن اØاول تغيير كلامى Ùالواقع على الارض لم يتغير. ولكن الذى يجب ان يتغير هو طريقة التعامل مع هذا الواقع. Ùهل ما Ù†Øتاجه ان نكرر مع سعد زغلول مقولته الشهيرة "Ù…Ùيش Ùايدة" ونكتب بايدينا نهايتنا الماسوية؟ ام نتعلق بشعاع الامل لعل الايجابية ØªØµØ¨Ø Ù…Ø«Ù„ العدوى التى تنتشر وتØيى الامل Ùينا من جديد؟
ÙÙ‰ خطابه الاخير ÙÙ‰ الكاتدرائية تØدث الرئيس السيسى عن الامل Ùقال "اØنا المصريين، اØنا بنتكلم كلام بنسطر للعالم دلوقتى وبنÙØªØ Ø·Ø§Ù‚Ø© أمل". طاقة الامل هذه هى البداية لاى Ù†Ø¬Ø§Ø ÙˆØ¨Ø¯ÙˆÙ†Ù‡Ø§ لن يكون هناك Øتى مجرد المØاولة. دعنا نترك المØبطات جانبا ونتعلق بشعاع من طاقة الامل التى ÙتØها لنا الرئيس السيسى ÙÙ‰ زيارته للكاتدرائية منذ ايام.
1- ÙÙ‰ طاقة الامل وجدنا الرئيس يجعل من Ù†Ùسه قدوة. طالب الرئيس جموع المسلمين ان يهنئوا الاقباط بالعيد ولكنه لم يتوق٠عند الكلام. Ùما قاله لهم Ù†Ùذه هو عمليا Ùذهب للاقباط للمرة الثانية ليقوم بالتهنئة ÙÙ‰ سابقة لم يعملها قبله أى رئيس سابق ÙÙ‰ تاريخ مصر. الØرص ÙÙ‰ ان يكون قدوة معناه اننا نتعامل مع انسان مخلص يعمل بما يعظ به وهو شىء يستØÙ‚ عليه التقدير والاØترام مع الثقة.
2- ÙÙ‰ طاقة الامل وجدنا الرئيس يتكلم عن قيمة الاتØاد. قال الرئيس " عاوز اقولكم ان اØنا انشا الله هنبنى بلدنا مع بعض وهنسمع بعض وهنØب بعض وهنØب بعض بجد" ÙالاتØاد الذى تكلم عنه الرئيس ليس مجرد شعارات Ùارغة ولكنه رابطة Øقيقية اساسها التÙاهم والÙهم (هنسمع بعض) وركيزة هذا الاتØاد هى المØبة، ليست المØبة الريائية التى تردد كلمات جوÙاء بينما ما ÙÙ‰ القلب باق ÙÙ‰ القلب، ولكن المØبة الصادقة (هنØب بعض بجد).
3- ÙÙ‰ طاقة الامل أكد الرئيس ان الاختلاÙات بين الناس شىء طبيعي. قال الرئيس "ان الاختلا٠من سنن الØياة. واضا٠"من سنن ربنا سبØانه وتعالى التنوع والاختلاÙ. ربنا خلقنا اشكالا والوانا وديانات ولغات وعادات وتقاليد مختلÙØ©ØŒ ولا يستطيع اØد ان يجعل الناس كلهم شيئا واØدا" الاعتقاد السائد عند البعض هو انه اما ÙŠØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³ جميعا مثلهم او يقاتلوهم ويقتلوهم. هنا وجدنا الرئيس يشجع التعايش المشترك رغم الاختلا٠الذى وصÙÙ‡ بانه تنوع يضي٠ويثرى ويساعد على Ùهم الابعاد التى قد تكون خاÙية.
4- ÙÙ‰ طاقة الامل وجدنا الرئيس يعتذر للاقباط. وهذه سابقة لم نراها ÙÙ‰ رئيس سابق لمصر. كان السيسى قد وعد ببناء ما اØرقه المتشددون بعد Ùض اعتصام رابعة. ومن وقتها تØاول الدولة تنÙيذ ما وعدت به ولكن الامر استغرق اكثر مما كان متوقعا. ÙˆÙÙ‰ هذه الاثناء عانى بعض الاقباط كثيرا Øيث اضطروا الى الصلاة ÙÙ‰ العراء. وجاء اعترا٠الرئيس السيسى بالمشكلة مطمئنا، اما اعتذاره Ùكان يعكس تواضع الرجل وشجاعته واصالة معدنه Ùالاعتذار عمل لا يستطيع القيام به سوى الاقوياء.
5- ÙÙ‰ طاقة الامل وجدنا الرئيس يعتر٠بدور الاقباط ويقدره. قال الرئيس "Ø§ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„ÙƒÙ†Ø§Ø¦Ø³ ليس تÙضلا منا وانما ØÙ‚ لكم". واضا٠"لن ننسى ابدا الموق٠الوطنى المشرّ٠العظيم للبابا تواضروس خلال تلك الÙترة" وكان قداسة البابا قد Ùوت على الجماعة المØظورة مخططهم ÙÙ‰ ان يجروا الكنيسة الى صدام مع الدولة نتيجة الاعتداءات التى اسÙرت عن Øرق اكثر من 80 كنيسة ÙÙ‰ يوم واØد. Ùطن قداسة البابا للمخطط اللئيم وقال قولته المشهورة "وطن بلا كنائس اÙضل من كنائس بلا وطن". ومن ناØيته التزم الشعب القبطى بنÙس الشىء. ÙˆÙÙ‰ بلاد المهجر لم يقم اقباط الخارج بأى اØتجاجات ضد الدولة. بل قاموا بعدة اØتجاجات ضد الØكومات التى تلوم مصر ونشروا الاعلانات المدÙوعة الأجر لتوعية Øكومات وشعوب دول الغرب ÙˆØ´Ø±Ø Ù…Ø§ Øدث ÙÙ‰ مصر على انه ثورة شعبية وليس انقلابا عسكريا، وان دور الجيش كان مجرد تنÙيذ لارادة الشعب.
نعم، الاØوال ÙÙ‰ مصرليست وردية. وبالتأكيد امامنا طريقا طويلا وشاقا لاعادة بناء ما تدهور من اوضاع ÙÙ‰ عهود سابقة كان يطغى عليها الÙساد. ولكن اليأس لن ÙŠÙيدنا بشىء بل سيØطم كل Ùرص العلاج. علينا ان ننظر للأمور بنظرة واقعية Ùنعر٠Øجم المشكلة، ثم علينا ان ننظر للأمور بنظرة ايجابية ونقنع انÙسنا اننا – بقوة الله - قادرون على تغييرها. وخطاب الرئيس قد ÙØªØ Ø§Ù…Ø§Ù…Ù†Ø§ طاقة من الأمل، عندما قال انه "لن تؤذينا الظرو٠الاقتصادية او السياسية طالما لا نعطى الÙرصة لمن يريد ان ÙŠÙرق بيننا". لعل طاقة الأمل هذه تتسع وتتØول الى باب كبير Ù…ÙØªÙˆØ Ù„Ù„Ø¥Ù…Ù„ يؤدى الى مستقبل زاهر.