بقلم - عبد الرحيم علي | الأحد ١٧ يناير ٢٠١٦ -
٣٣:
٠٧ م +02:00 EET
أرشيفية
ما سأقوله هنا ليس رجمًا بالغيب، لكنها معلومات موثقة لا تقبل الشك أو التأويل، كنت معكم أمينًا طوال الوقت، وسأظل، لأن الخطر القادم لن يهددنى وحدى، ولن يهددك وحدك، بل سيهدد الجميع، فحالة الاستقرار التى سعينا لها منذ 30 يونيو 2013 عندما شاركنا جميعًا فى عزل الرئيس الإخوانى، تتعرض الآن لأكبر مؤامرة سياسية، وقبل أن تهون الأمر على نفسك، وتقول إنه لن يحدث أى شىء فى 25 يناير المقبل، فإننى سأقول لك بوضوح إننى لا أتحدث إطلاقًا عن 25 يناير، بل أتحدث عن 30 يونيو المقبل، الذى يبدو أن هناك من وضعه كساعة صفر لإسقاط النظام فى مصر.
الأمر ليس هينًا، وهو ما يحتاج منا إلى دليل وشهود وشواهد، وهو ما سأفعله هنا، وبهدوء شديد.
عندما تتأمل الصورة ستجد أن هناك أطرافا عديدة انخرطت بالفعل فى التجهيز للمؤامرة، لدينا جماعة الإخوان ومن تبقى منها فى الداخل والخارج، وهم أصحاب مصلحة فى أن ينهار هذا النظام، حتى لو لم يعودوا مرة أخرى إلى السلطة، فلديهم ثأر مع الشعب المصرى كله، ولديهم رغبة عارمة فى الانتقام.. وإلى جوارهم يظهر شباب «6 إبريل»، ومجموعات من 25 يناير الأولى، الذين يعتقدون بحسن نية أو مدفوعين من الخارج بأن ثورتهم سرقت ولا بد من استرجاعها مرة أخرى، بالقرب من هؤلاء يظهر دعاة الفوضى المطلقة من الاشتراكيين الثوريين، الذين يجدون دعمًا كبيرًا من بعض رموز النخبة، والأخيران لديهما ملاحظات محددة حول الديمقراطية، وخلفية الرئيس العسكرية، ويتمسكان بأن الرئيس لا بد أن يكون مدنيا.
الغريب فى الأمر أن هناك عددا من الإعلاميين الذين يمثلون فى النهاية مشروعات خاصة، حاولوا الاقتراب من النظام، ولما أدركوا أنه لن تكون لهم حظوة، ولن ينالوا قربا منه، انقلبوا عليه، وبدأوا مبكرا فى التسخين ضده، وهؤلاء تحديدا هم الأخطر، لأنهم يقلبون الحقائق، ورغم علمهم الكامل بما تم إنجازه على الأرض فإنهم يتجاهلونه تماما، ليظهر النظام فى صورة العاجز المتخبط طوال الوقت.
هذه الأطراف التى وضعت نفسها فى خدمة من يحركها، لم تعدم الجهة التى تشرف على التخطيط للفوضى فى مصر، ولن تتردد فى استخدامهم بالفعل للوصول إلى هدفها الكبير.
لن يكون غريبا على مسامعكم إذا قلت إن الولايات المتحدة الأمريكية التى بذلت الغالى والرخيص من أجل الإبقاء على الرئيس الإخوانى الذى تعهد لها بتنفيذ كل ما تريده من مصر، ليست راضية عما يحدث فى مصر الآن، وليست مستريحة لوجود الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الحكم، ليس لأنه أنهى مشروعها فى مصر والمنطقة فقط، ولكن لأنه تركها وراءه، واتجه إلى معسكر الشرق، فبعد أن كانت الولايات المتحدة تتعامل على أن 100 بالمائة من أوراق اللعبة بيديها، ظهر لها زعيم عربى يقول لها إن هذا ليس صحيحا، بل أقنع حلفاء كثيرين ممن كانت أمريكا تتعامل معهم على أنهم فى جيبها تمامًا بالتعاون مع روسيا.
ولذلك فمن الطبيعى جدًا أن تعمل الولايات المتحدة بكل طاقتها وقوتها على إسقاط الرئيس عبدالفتاح السيسى. الخطة واضحة على محورين
المحور الأول هو تجهيز بديل للسيسى، ولأنها تعرف أن الشعب لن يقبل بالإخوان مرة أخرى، ولن يتعامل مع نخبة يناير بشكل طبيعى، فقد ابتعدت فى التفكير عن هذين البديلين، فى هذا الإطار ترددت أقاويل عن اتصالات بين الأمريكان والفريق أحمد شفيق والفريق سامى عنان، وهو ما أنكراه تمامًا أمامى، وعندما قلت لهما إن هناك من ينقل عنهما نقدا حادا للنظام، إلا أن هذه هى رؤيتهما الخاصة، فلم يريا أى تقدم من أى نوع، لكنهما شددا على أنهما لم يستقبلا أى اتصالات من جهات خارجية، ولا يمكن لهما أن ينصتا إلى مثل تلك الاتصالات.
وأذكر أننى قلت لهما بشكل واضح تماما إن الذين يحاولون إقناعكم بأن تقفوا ضد النظام الذى جاءت به ثورة 30 يونيو، ليسوا إلا أبناء الحقد والغل والكراهية، إنهم يحومون حولكم صيفا وشتاء، وهم مجرد موتورين وموهومين ومفتقرين إلى أبسط قواعد التحليل المنطقى والرؤية السليمة، ونصحتهما بشكل واضح ألا ينصتا لأمثال هؤلاء، لأنهم سيغرقانهما فى النهاية، بل تماديت فى نصحى، متجاوزا مكانتى لديهما، ناصحا باعتزالهما السياسة والتفرغ للعمل الاجتماعى حتى يتم إحراق هذا الكارت وإلى الأبد.
المحور الثانى هو محاولة تسخين المجال العام حول نظام عبدالفتاح السيسى، ولذلك أقول جازما إن يوم 25 يناير سيمر بشكل عادى، وإذا حدثت بعض الخسائر فستكون محدودة للغاية، لأنه ليس إلا بداية التسخين ضد النظام، للوصول إلى ساعة الصفر فى 30 يونيو المقبل، وللأسف الشديد يتم استخدام عدد من الإعلاميين الذين كانوا لوقت قريب محسوبين على النظام فى تنفيذ خطة التسخين، من خلال معالجات إعلامية مغرضة.
هناك محاولات لا لتشويه النظام فقط، ولكن لطمس كل ما يفعله، وتحويله إلى أزمة، فهم لا ينظرون إلى مشكلة الكهرباء التى تم حلها بشكل كامل، ويركزون على ارتفاع الأسعار، وعندما يتدخل الجيش لحل الأزمة يتركون الأسعار التى تنخفض، ويهاجمون تدخل الجيش فى كل شىء، يشعلون النار بما يسمى «الاختفاء القسرى»، ولا يلتفتون إلى أن كثيرين ممن يختفون ينضمون إلى «داعش» والجماعات المتطرفة، وقس على ذلك الكثير، بما يلهب المشاعر لدى المواطنين الذين لا يعلمون أن هناك مؤامرة كاملة على هذا الوطن.
أنا هنا أنبه إلى المؤامرة وإلى أطرافها وإلى من يخططون لها، ومن يعملون على تنفيذها.. فهذا الوطن ملكنا جميعًا، وعلينا أن نعمل على إنقاذه من الآن.. هذه صرخة تحذير أطلقها فى وجه الجميع.. حتى لا نندم بعد فوات الأوان.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.
نقلا عن البوابة نيوز
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع