الأقباط متحدون - طب فساد فساد فساد فساد
أخر تحديث ١٣:٥٠ | الجمعة ١٥ يناير ٢٠١٦ | ٦طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٠٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

"طب فساد فساد فساد فساد"

فساد
فساد
كتب : نعيم يوسف
يبدو أن كلمة "فساد" باتت ترعب من يديرون هذا الفساد في البلاد، ولا يحاربونه كما يزعمون، ولذلك ولأول مرة في تاريخ لجان تقصي الحقائق الفظيعة المريعة نجد لجنة فاجأتنا بعدة مفاجآت دون أن يراعوا قدراتنا على تحمل وامتصاص الصدمات، والمفاجآت الرهيبة والإنجازات الكبيرة، وأولها هو أن تصدر اللجنة تقريرا نهائيأ في 14 يوم فقط.
 
اللجنة ذات القدرات الخرافية لم يكن التقرير النهائي هو عجيبتها الوحيدة، بل رأينا لها عجائب أخرى وأهمها محاسبة ومحاكمة من تحدث عن الفساد، وليس من صنعوا ومارسوا وعاثوا في البلاد فسادا، ليس هذا فقط... بل اللجنة صاحبة القدرات الرهيبة أكدت أن حجم الفساد في مصر ليس 600 مليار كما زعم وادعى وكذب وضلل وزور رئيس أكبر جهاز رقابي في مصر، وهو المستشار هشام جنينة، ولكن حدث سهوا بسيطا على هذه اللجنة ولم تقل لنا كم حجم الفساد في مصر !!!! 
 
واقعة أخرى غريبة وخطيرة وتدعوا لطرح مئات الأسئلة وليس العشرات، وهي أن إحدى الصحف نشرت الشهور الماضية تحقيقا صحفيا عن "7 اقوى من الرئيس" من بينهم كان تحقيقا موسعا عن الفساد، إلا أن هذه الصحيفة تم سحبها من الأسواق، قبل أن تصل هذه المعلومات إلى المواطن العادي، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل وصلنا لمرحلة من الفساد بات فيها الفاسدون والفسدة أقوى من الرئيس والصحافة؟ هل لم يتبق لنا في محاربة هذا الفساد سوى الشعب بكل ما يحمله هذا من خطر؟!؟!؟!
 
لا ندافع هنا عن أحد، ولكننا ندافع عن وطن، الوطن الذي هو ملك لنا وليس لهذه الأجهزة التي تدير الفساد وتتربح منه، وترى أنه في صالحها، وتعيش وتتعايش عليه، ضاربة بكل تصريحات الرئيس التي قالها في وقت سابق عرض الحائط، وأصبحنا الآن في مفترق طرق إما أن نصدق الرئيس الذي قال مرارا وتكرارا إن الفساد ينهش في البلاد، أو كما قال رئيس وزرائه السابق إبراهيم محلب إن الفساد "للركب"، أو أن نصدق نتائج هذه اللجنة بأننا "حلوين وزي الفل".
 
الجميع يعرف جيدا الخصومة بين رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، وأحد الوزراء "السياديين" في الحكومة، ولكن أبشع طريقة يمكن أن تدار بها البلاد هي الطريقة المكارثية وتصفية الحسابات.
 
السؤال هنا: ماذا تريد منا هذه الأجهزة؟؟ هل تريد منا أن نكذب أنفسنا والرئيس ونصدقهم؟؟ هل علينا أن نصدق أن مصر بلا فساد؟؟ هل أصبحت عيوننا لا ترى وأذاننا لا تسمع ويريدون ﻷفواهنا أن لا تتكلم؟؟ هل تزعجهم وتؤرق منامهم وتقض مضاجعهم سماع كلمة فساد ... "طب فساد فساد فساد فساد"، و"غيركم اللي سبقوكم كانوا أشطر".

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter