الأقباط متحدون | إعدام الفتنة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٥١ | السبت ١٦ اكتوبر ٢٠١٠ | ٦ بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٧٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس قرأنا لك
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٢٧ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

إعدام الفتنة

السبت ١٦ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: جرجس بشرى
الكتاب الذي نتناوله بالعرض اليوم عبارة عن رواية بعنوان "إعدام الفتنة" للكاتب والروائي المصري "جمال برزي". ولأهميتها، قام بالتقديم لها "فضيلة الشيخ "فوزي الزفزاف"- الرئيس السابق للجنة الأزهر للحوار بين الأديان وعضو مجمع البحوث الإسلامية- كما قدَّم لها أيضًا الناشط الحقوقي المصري "نجيب جبرائيل"- رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان.
وفى الحقيقة، إن الرواية تمثل صرخة إنسانية ليستفيق الشعب المصري من داء التطرف والتعصب والجهل الأعمي الذى يقود الأمة المصرية الواحدة إلى الفرقة والصراعات الدينية والمذهبية التي  تتهدد أمنها ومستقبلها ومستقبل أجيالها القادمة؛ فوجود  الرواية في هذا التوقيت الذي بدأت تطل فيه الفتنة والطائفية البغيضة بشدة على مصرنا لتأكل الأخضر واليابس تحت ستار التدين، تسلط الضوء على نموذج حي للتعايش الطبيعي والمحبة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين في "مصر"، وبالتالي تقدِّم نموذجًا حيًا يجب الإقتداء به درءًا للفتنة، وحفاظًا على الوطن. وكأن الكاتب يريد أن يؤكِّد أن "مصر" ستعود قوية بمسلميها ومسيحييها متى ظل هذا النموذج موجودًا، فهو كفيل بدحر الفتنة في مهدها..

ومن يقرأ الرواية يدرك تمامًا إنها لابد أن تترجم إلى واقع ملموس عبر فيلم سينمائي أو عمل درامي، يحذِّر المصريين من خطورة التعصب الديني ويوحدِّهم على حب الوطن وحب بعضهم، ويجمعهم على المساحة المشتركة بين كافة الأديان السماوية.

** أحداث الرواية:
تدور أحداث الرواية في إحدى مناطق "القاهرة" وتحديدًا في حي "شبرا"، ويوجد بالحي منزل مكوَّن من ثلاثة طوابق، وكل طابق مكوَّن من أربعة حجرات، وكل حجرة تسكنها أسرة فقيرة. وفي الدور الثالث من المنزل تسكن سيدة مسيحية تُدعى "أم عادل" لها غرفتان منفصلتان، تتوسطهما غرفة لسيدة مسلمة اسمها الست "فايزة"، التى كانت والدتها تسكن في حجرة بالدور الأرضي وهي سيدة عجوز، وتسكن في الغرفة المقابلة لها سيدة مسلمة أخرى تُدعي"أم ليلي". وكانت العلاقة بين سكان المنزل علاقة طيبة للغاية تسودها المودة والمحبة، لدرجة إنهم كانوا يأكلون ويشربون معًا.

ويبرز الكاتب العلاقة الخاصة جدًا بين أم "عادل" المسيحية والست "فايزة" المسلمة، حيث كانت علاقة المحبة بينهما ملفتة للنظر .. محبة قلبية. وكان لأم "عادل" أربع بنات وولد، وكان زوجها محبًا لذاته ويفضلها على زوجته وأولاده، فينفق معظم راتبه على مظهره الذي كان مبالغًا فيه لدرجة أن رفع يده عن نفقات البيت، الأمر الذي جعل الأسرة تعيش حياة متواضعة، وقد حاول إخوة زوجته أن ينصحوه ليهتم بأسرته ولكن دون جدوى.

 أما الست "فايزة" المسلمة، فكان لديها أربع بنات، ولأنها لم تنجب له أولاد تزوج زوجها بغيرها.

ولما وجد إخوة أم "عادل" اختهم في هذه الحياة الصعبة، قرَّروا مساعدتها بمبلغ شهري، إلا أنها رفضت بسبب عزة نفسها، وقرَّرت العمل تصرف على منزلها، ولكن إخوتها عارضوا الفكرة خوفًا عليها. فاقترحت أن تشتري ماكينة خياطة تعمل عليها في المنزل، فوافق إخوتها واشتروا لها الماكينة، وكانت هذه بداية رحلة الكفاح الطويلة بالنسبة لها..

في البداية عانت، ولكنها مع الإصرار والصبر وعلاقاتها الطيبية بجيرانها تخطت المرحلة، كما كانت تقوم بتفصبل الملابس بالمجان للمحتاجين مما زاد من محبة الناس. وهنا بدأت الست أم "عادل" تنفق على نفسها وبيتها.

أما الست "فايزة" المسلمة، فكانت تعيش حياة صعبة، خاصة بعد أن أهملها زوجها وتركها لأنها لم تنجب له الولد، ولكن سلواها الوحيدة وملاذها في ضيقتها كانت جارتها المسيحية، فكانت لا تفارقها طوال الوقت، وانتقلت المحبة إلى الأولاد، وكان أقارب "فايزة" يودون الست أم "عادل"، وأقارب أم "عادل" يودون الست "فايزة" ويسألون عليها، لدرجة أن أم "عادل" عندما كانت تذهب لزيارة إخوتها كانت تصطحب معها الست "فايزة".. لقد فاقت العلاقة بينهما كل تصور وأصبحوا بالفعل أهلاً.

وكان "عادل" يعتبر الست "فايزة" بمثابة أمه الثانية بسبب حنانها وعطفها عليه.. فهي التي أرضعته صغيرًا، وكان يعتبر بنات الست فايزة أخواته، ويذهب مع "وفاء"- بنت الست فايزة- إلى المدرسة، وكانت الست "فايزة" تُعد لهما طعام الإفطار وتوصلهما كل يوم للمدرسة وتدعو لهما.

وكان "عادل" عندما يشتري هدية لأمه، كان يشترى مثلها للست "فايزة"، وفي صيام العذراء كانت الست أم "عادل" تذهب مع الست فايزة وبناتها إلى كنيسة العذراء بـ"مسطرد"، وفي شم النسيم كن يشترين الفسيخ ويقمن بتلوين البيض،  ويحتفلن بالعيد معًا.

وفي شهر رمضان كان الجميع يجتمعون قبل حلوله لتزيين الشارع والمنزل بورق الزينة، وكانت الأنوار تملأ الشوارع والفرحة تعم الجميع، وكانت أم "عادل" تراعي أن يكون موعد الغداء مع موعد الإفطار، وكانت أيام رمضان مبهجة وسعيدة على الجميع.

وحدث أن "جمال" وهو شقيق أم "عادل" اشترى قطعة أرض وبناها وبني شقة لأخته لتسكن فيها وتستريح بعد هذا العناء، وعندما طلب منها أن تذهب لتسكن معه في الشقة رفضت، وتذكرت على الفور الست "فايزة" التي لا تقدر على فراقها. وتحت ضغط شقيقها عليها، قالت له: إنها تريد أن تعطي هذه الشقة لخطيب ابنتها "نادية" الذي يمر بظروف صعبة. ولكي لا يحزن أختها أعطى الشقة لابنتها لتتزوج فيها.
أما زوج أم "عادل" فكان مستمرًا في اهمالها، وهو ما دفع أشقاء أم "عادل" للإجتماع للمرة الثانية لتنقل سكنها من "شبرا"، وقد استقر رأيهم على تشطيب  الشقة المجاورة لــ"نادية". وذهب "جمال" شقيق أم "عادل" ليخبر شقيقته بهذا الخبر السار، إلا أنها رفضت أيضًا وطلبت من إخوتها أن يعطوها فرصة،  وكانت تقول لنفسها: "كيف أعيش بدون فايزة؟.. إنها أصبحت جزء مني".

وكانت أم "عادل" مترددة في أن تفتح الموضوع على الست "فايزة"، وكانت  مشغولة جدًا بهذا الأمر، فلاحظت "فايزة" شرود أم "عادل"، وشعرت إنها تخبئ عنها شيئًا، فقرَّرت أن تعرف سبب حزنها وشرودها، فأخبرتها أم "عادل" بالموضوع، فأدارت "فايزة" وجهها وبكت وقالت لأم "عادل": "إخوتك عندهم حق، ويجب أن ترتاحي بعد هذا التعب". فردت عليها أم "عادل": أنا لا يمكن أن أتصور أن أعيش بعيدة عنك. وكان يوم خروج أم "عادل" من منزلها بشبرا لمنزل أخيها يومًا حزينا جدًا عليهما، وكانت الست "فايزة" تصرخ.

 وحدث بعد ذلك أن الست "فايزة" تركت منزلها بـ"شبرا" واشترى لها زوجها شقة في العاشر من رمضان، ومع بعد المسافات قلت الزيارات بسبب تقدم السن، وذات صباح حدث أن أحد الجيران سمع أن الست "فايزة" ماتت، ولما سمعت الست أم "عادل" وقعت على الأرض مغشيًا عليها، وأصرّت على الذهاب للتعزية في العاشر، وعندما طرقت الباب إذا بــ" فايزة" تفتح لها، ففرحت أم "عادل" جدًا، وأخبرتها "فايزة" أن الموضوع فُهم خطأ، فمن ماتت هي الزوجة الثانية لزوجها.

ويستمر الكاتب في سرده للراوية، ويطرح قضية مهمة وهي قضية التطرف والتعصب الديني الذي انتشر في "مصر" وخطورته، حيث أن "عادل" عندما عمل في احدى الشركات، كان معه في العمل مسلمين متعصبين يرفضون الأكل مع المسيحيين أو المعايدة عليهم في أعيادهم، ولكن كانت هناك شخصيات
مستنيرة في العمل تعمل على تهدئة الأوضاع.

وحدث أن أخت أحد زملاء "عادل" المسيحيين في العمل، قام شاب مسلم يدعي "أحمد" باختطافها ومحاولة الزواج منها، وهو ما سبب مرض لوالدتها وجعل اسرتها تعيش في جحيم، إلا أن الكاتب جعل رد فعل الشاب المسيحي الذي اختطفت شقيقته يقوم بخطف شقيقة زميله المسلم في العمل الذي اختطف أخته، وقد حاول أحد المسلمين المعتدلين في العمل ومعهم "عادل" بذل الجهود لعودة الفتاتين، وتم ذلك بعد أن اقنع "عادل" أحد زملائه المسلمين المتعصبين بأن خطف الفتاة وكراهية الأقباط وتكفيرهم ضد تعاليم الإسلام الصحيحة، وإنه بدلاً من الاختلاف يجب الإتفاق على القيم المشتركة بين الأديان، وتوعية الناس بالفهم الصحيح للدين، لكي يعيش الجميع في محبة وسلام. واصطحبهم "عادل" إلى زيارة لم يفصح لهم عنها، كانت إلى الست "فايزة" المسلمة التي عندما رأته احتضنته وقبلته كأبنها، وأخبرت زملائه المسلمين بمدى المحبة والعلاقة الطيبة التي تربطها بأم "عادل". وبعد أن تمت الزيارة خرج "عادل" وأصدقائه المسلمين في حالة تعجب من أن سيدة مسلمة ومحجبة تفعل معه هذا، وتعامله كابنها، وبناتها يعاملونه كأخ لهم. وكان لهذين الزميلين دور في إقناع الشاب الذي اختطف الفتاة المسيحية بإرجاعها، وكذلك حدث مع الشاب المسيحي.
وفي النهاية اتفق الجميع على أن القوة تكمن في الوحدة، وعدم التعصب، والفهم السليم للدين، والتركيز على القيم المشتركة بين الأديان بعيدًا عن الصراعات .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :