الأقباط متحدون - بالفيديو| مثلث ماسبيرو.. صراع المهمشين والمستثمرين على ضفاف النيل
أخر تحديث ١٧:١٠ | الخميس ١٤ يناير ٢٠١٦ | ٥طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٠٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

بالفيديو| "مثلث ماسبيرو".. صراع المهمشين والمستثمرين على ضفاف النيل


على مقربة من نهر النيل وبضعة أمتار من ميدان التحرير، تقع بيوت مر عليها الزمن بكثير من الأحداث والذكريات، فمن إحدى تلك الشرفات كانت العيون تتابع ثورة 25 يناير، ومن أمام أحد المحال مرت حشود حافلة أرادت توديع ناصر، وأيضا، من هنا أكل التاريخ وشرب على أحداث كبيرة وعظيمة عاصرتها بيوت قائمة منذ سنوات بعيدة.. أهلا بكم في بقعة التاريخ، أهلا بكم فيما سمي بعد ذلك بـ"مثلث ماسبيرو".
 
صارت كلمة "مثلث ماسبيرو" تسبب قلقا غير مبرر لجميع الجهات بالدولة، لتعلن الحكومات المتعاقبة نية بعض الجهات العربية الاستثمار على كورنيش النيل بموقع البيوت القديمة ذاتها، ويكون محتم على السكان الذين ولدوا وعاشوا وتزوجوا بالمكان نفسه، ترك بيوتهم والانتقال إلى أماكن أخرى بتعويضات مناسبة، حسب إعلان الحكومة.
 
"هما قالوا لنا هتاخدوا مساكن زي مساكن عثمان في أكتوبر، بس دي مساحتها ضيقة جدا ومصالحنا هنا.. المنطقة كلها عمال وتجار وموظفين"، هكذا بدا أحمد صالح، أحد أبناء المنطقة، حديثه قبل أن يشكو من عدم تكافؤ الخيارات التي عرضتها الحكومة على أصحاب الأرض، "إحنا مولودين هنا ومش طالعين منها حتى لو جابوا لوادر أو طيارات.. برضه مش طالعين".
 
تستطيع أن تخمن الحقبة الزمنية التي أنشأت فيها تلك البيوت، شبابيك زينت بالأرابيسك، وشوارع رصفت بحجارة من رخام كحال معظم أحياء مصر القديمة.. هنا مر الاحتلال الإنجليزي، وهنا أيضا كانت الطرقات تحمل هتافات انتفاضة السبعينات قبل أن يخمد السادات نيرانها.
 
يحكي الرجل الستيني عم مصطفى، كيف تغير الزمان قبل أن تطلب منه الحكومة مغادرة منزله ومحله، "إحنا روحنا هنا في الحته دي، جد الجد هنا فمش معقول هتاخدني ترميني في أي حتة مش هنعرف نعيش.. أحفادي بيحبوا المكان ده".
 
ويشتكي عم مصطفى، الجزار الذي قضى أيامه بين شوارع وحواري تلك المنطقة، من فكرة نقلهم إلى مساكن بمناطق مختلفة، "إزاي ترمونا كده بعد السنين دي كلها، إحنا مش هنخلي المكان ده غير لما يعملونا مساكن، وتكون في نفس الحي اللي عايشين فيه".
 
كانت الحكومة برئاسة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء السابق، أعلنت عودة مشروع تطوير كورنيش النيل مرة أخرى عبر مشروع وحدات سكنيه فاخرة تقام في منطقة مثلث ماسبيرو، الممتد من ميدان عبدالمنعم رياض حتى منطقة وكالة البلح، عبر إسناد المشروع إلى بعض الشركات المصرية والخليجية، مع تعويض ملاك البيوت القديمة بإعطائهم وحدات سكنية جديدة.
 
"هيخصموا قيمة الشقة بتاعتنا من الوحدة الجديدة اللي المفروض نستلمها من الدولة، وهنقسط على 240 شهرا، اللي هي 20 سنة المدة اللي الحكومة قالت عليها"، تحدث الشاب عادل المسؤول عن اتحاد "شباب سكان ماسبيرو"، والذي يحاول جاهدا هو وزملاؤه الدفاع عن البشر والحجارة الموجودين هنا، "التقييم هنا لازم يكون لكل حاجة القيمة الحضارية والتاريخية للمكان نفسه.. نتمنى إن التقييم يكون عادل وبس".
 
في أحد الشوارع الخلفية للمكان، جلست أكثر من سيدة أمام بيوتهن يمارسن أعمالهن اليومية، من غسيل الأواني وتحضير الطعام البسيط لعائلتهن، مع ضمان فسحة هواء للأولاد واللعب بالشارع أمام الأمهات، وما إن علموا بوجود "الوطن" حتى سارعوا بإعطائنا جملا مبتورة لكنها واضحة وصادقة، "مدارسنا هنا وشغلنا هنا.. حرام يعني يسجلونا لأكتوبر)، وأضافت جارتها "إحنا رزقنا هنا وجيرانا كلهم حلوين مع بعض، لكن لو الحكومة رمتنا في أي حتة بعيد ومات واحد في الشقة ماحدش هيحس بيه"، وأكملت ثالثة: "لو هيهدوا يبقوا يجوا يشيلونا من تحت التراب.. حرام كده يا جدعان إحنا بشر ومعانا عيال".
 
"إحنا دلوقتي الحمد لله كويسين في الحتة اللي إحنا فيها ومرتاحين، أنا عندي محل حلاقة بـ20 جنيه في الشهر، وفي ناس ساكنة بـ3 و5 جنيه، هتودي كل الناس دي فين"، هكذا تحدث عم سيد، أشهر حلاق بالمنطقة منذ 15 عاما.
 
وأضاف "المنطقة 84 فدان في مستثمرين وفي شركات كويتية وسعودية داخله في المشروع ده، وعلى عيني وراسي، هما اقترحوا إنهم ياخدوا من المنطقة بتاعت المدرسة الإيطاليه لغاية سينما علي بابا هيعملوها مساكن للناس.. هل الكلام ده مظبوط ولا هنترمي في أي حتة وخلاص".

 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter