الأقباط متحدون | التعذيب .... بالصوت
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٥٧ | السبت ١٦ اكتوبر ٢٠١٠ | ٦ بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٧٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

التعذيب .... بالصوت

السبت ١٦ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: إبراهيم جاد الكريم
أشياء غريبه تحدث فى مجتمعنا الان .... نعذب بعضنا بعضا .. عن جهل ... كما كان ذلك واضحا حين أقيم شادر للعزاء فى الشارع من ناحية باب البيت ... البيت .. ولكن شبابيك وبلكونة الشقه من الناحيه المعاكسه ... حيث نظرت ووجدت شادر اخر !! للعزاء .. وبدأ الكهربائى فى الشارع أمام الباب يجرب الميكروفون من الساعة الرابعه بعد الظهر ... بأعلى ما فى الميكروفون و(الساوند سيستم) على أربعة سماعات بطول المترين .. السماعه الواحدة، ولكى يتمم التجارب يعمل بنظام ايكو (صدى الصوت) وهو يتكلم بكلام لا نفهمه .. ولكن قوة وصدى الصوت كان يهز قطع الاثاث وزجاج الشبابيك والبلكون .. مما دفعنا الى قفل كل منافذ الشقه ونحن نصرخ لبعض ... لاننا لا نسمع بعض ونحن نتكلم ... الى ان سكت عن التجارب الذريه !!!!!!!!!

وحاولنا ان نهدىء بعضنا بعضا ودخلنا للنوم بعد الغذاء بعد أن تحولت الشقه الى حمام بخار او حمام تركى ... ولكن الكهربائى بدأ تجاربه ثانية الساعه الخامسه وبنفس الطريقه الى أن اسكته أحدهم أو سكت هو من التعب من ... صوته !! وحاولنا النوم من جديد لان هناك مرضى وكبار سن بالبيت.

 ولكن  وقبل السادسه بدأ الميكروفون بالشارع الخلفى بالتجارب وبنفس الطريقه الغبيه التى لا تفهم منها أى كلمه من كلماته ... ثم بدأ الشيخ فى التلاوة وكانت قرائته سليمه بمخارج الالفاظ وحنجرة جميله ... ولكن بدأ الشيخ الاخر فى الشارع الامامى فى نفس الوقت ... وكان صوته بشعا وحنجرته جهوريه بلا مخارج الفاظ ... وبدأنا نصرخ لبعضنا ونوجه الكلام الى أتجاه الاذن ونحن نتكلم.. والمصيبة حين بدأت المضاربة بين الشيخين والكهربائيين أيضًا، وكأننا فى ميدان حرب والقتلى هم المرضى وكبار السن... وأعصابنا جميعا؛ مما دفعنا الى طلب شرطة النجده وكان سامعا للصوت من التليفون وقلنا: انت سامع ... الاثنين، فقال: نعم وانا أعملك ايه.. أنت عايزنى أسكت القران !!! وقفل السماعه !! ليشعرنا بمدى تخلف بلدنا وتخلف العاملين بالشرطه الذين يفكرون بهذه الطريقه المتخلفه... وصرنا جميعا ندعو على الشرطه وعلى البلد وعلى المرحومين ... وكأنهم لن يدخلا الى الجنه الا بالصوت العالى الرهيب ... وهكذا قضينا ساعات قاتله .. لان فترة سكوت هذا الشيخ والتى هى فترة راحه!! كان الشيخ الاخر يصرخ فيها ... وبالتالى كان العذاب بلا توقف وبلا راحه.

 وبعد أن أنفض الشادرين كنا قد تدمرنا دمارا انسانيا !! ونحاول معالجة كبير سن عنده اضطراب فى نبضات القلب !! وجميعنا يأخذ مسكنات للصداع ... وبالتأكيد كان الدعاء للمرحومين من كل سكان المنطقه .. حوالى كيلومتر طولا وأثنان عرضا ... وكل السكان يدعون عليه وعلى الليله وعلى الشادرين الاثنان وعلى الكهربائية كلهم ... وهم يقولون لماذا لم ينقطع التيار الكهربائى اليوم؟؟؟ !! ولا أعتقد أن دخول الجنه بالصوت
العالى أبدا بل أن الدخول للجنه لا يحتاج أى صوت ... وعلى عكس ما يعتقد السوقه الاميين الذين تصدروا الصفوف الان أمثال ذلك الشاب السنى الذى وقف يخطب على القبر والناس فى حر الظهيرة يلهثون ... فصرخ اليه رجل مسن وقال خفف عن الناس والحر الخانق ده ... فهاج عليه أهل الميت جميعهم، وصرخ اليه أحدهم ... هما شوية القران دول اللى ينفعوا المرحوم !! واللى مش عاجبه يمشى !! .

الرجل قال شوية القران دول .... والشاب السنى كان يخطب وليس قران !! وبعدها قال... ينفعوا المرحوم !!! وكأن المرحوم ... سامع و كأنه لم يسمع القران من قبل !!! (الخطبه على القبر بدعه !!!!!!.)

وذكرنى تفننا فى التعذيب لانفسنا ولبعضنا البعض ونترك الميكروفون بيد كل بائع بالطريق ... حتى بياع البطيخ والروبابيكيا أصبح بميكروفون وهو يقول ما يشاء ووقتما يشاء !! والمصيبه الاكبر أعتقاد كل البائعين الجائلين انه من الممكن ان يكون مطرب ... وخاصة بعد أن غنى الفكهانى وبياع الخيااااار، واللى بيحب الحمار على كل قنوات التليفزيون !!.

وذلك هو ما ذكرنى بمعسكرات الجستابو الالمانى فى الحرب العالمية الثانية .. حيث كان التعذيب بالصوت أحد طرق التعذيب للاسرى حيث كان هناك ناقوس ضخم بحجم الرجل الطويل وكان يتدلى من السقف حسب الطلب وكان أنزاله الى مستوى كتف الاسير كاف للاعتراف بكل شىء بمجرد أن يلمس المحقق الجرس بقلم رصاص فى يده ...ليسبب الاهتزاز للاسير ( كأهتزاز الموبايل) وأحيانا أنفجار طبلة الاذن ....!!!!

ماذا نفعل ببعضنا ؟؟ ولماذا نعذب بعضنا بالصوت ؟؟ وكلنا نرى الناس يسيرون فى الشارع ... ونجد أحيانا سيارة فى ظهر ماشى بالطريق والكلاكس يهز الشارع هزا .. والرجل لا يشعر ويسير بمنتهى الهدوء!! والحل أن يأتى أحدهم ويجره الى جانب الطريق أو ينزل السائق ( ويشيله ) ليضعه على جانب الطريق !!.

والموضوع بهذا الشكل ليس هزليا أو أن الرجل أطرش ( أصنج ) لا يسمع لا .. ولكن... كل مصريين المدن ... تعودوا على الاصوات العاليه حتى أن كلاكس السيارة أو النفير فى ظهره ... لا يهزه !! لانه قد تبلد على الاصوات .... كلها .... كل الاصوات !! ولا حول ولاقوة الا بالله!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :