الأقباط متحدون - الجبالي : ظاهرة الإرهاب والتطرف أصبحت مستفحلة في الوطن العربي والإسلامي لأسباب لا علاقة لها بالدين الإسلامي
أخر تحديث ٠٠:١١ | الثلاثاء ١٢ يناير ٢٠١٦ | ٣ طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٠٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الجبالي : ظاهرة الإرهاب والتطرف أصبحت مستفحلة في الوطن العربي والإسلامي لأسباب لا علاقة لها بالدين الإسلامي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

اكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اشرف الجبالى ان الإرهاب هو ترويع الآمنين وتخويفهم بالسلاح بهدف التخلص منهم أو بث الرعب فى نفوسهم بهدف التحكم فيهم او السيطرة عليهم او تنفيذ طلبات من النظام او الدولة ، والارهاب هو الاعمال التى من طبيعتها ان تثير لدى شخص الاحساس بالخوف من خطر ما بأى صورة والارهاب عمل بربرى واضاف ان  الإرهاب ظاهرة تاريخية فى كل الأديان والحضارات وان اختلفت منطقاته الفكرية ودوافعه ففى الإسلام توجد الجماعات الجهادية التى تدعوا لقتال الكافرين والمنافقين الذين يعطلون تطبيق شرع الله وفى المسيحية ظهرت الجماعات الصليبية التي تريد اعلاء كلمة الصليب في مجتمعاتها ومحاربة ظواهر الإلحاد والعلمانية وقد انتشر ذلك فى القرن ال17 والقرن ال18 وفى الشيوعية وجدت ما يسمى بالألوية الحمراء التى تنتهى بالقتل وسفك الدماء ضد اعداء الشيوعية وفى الرأسمالية ظهرت الماكرثية لإضطهاد المعارضين ضد النظام الليبرالى فى امريكا وهكذا ، والاساس الفكرى لكل جماعات الإرهاب ينطلق من حقيقة واحدة وهى الفرقة الناجية ولن يتم اقامة الحق إلا بإزهاق الباطل

واشار الجبالى ان  الباحثين  فى اصل عمليات الارهاب فى مصر والعالم العربى فقد ارجعها البعض الى ظهور جماعة الاخوان المسلمين 1928 بالإسماعيلية باعتبار ان أفكار حسن البنا هى التى أسست نظرية الفسطاطين فسطاط الكفر وفسطاط الإسلام وطالما وضعنا المعادلة بنفس الطريقة اصبح من السهل النظر للآخر بوصفه كافر طالما انه ليس من ديار الإسلام ويرى آخرون ان الارهاب بدء مع سيد قطب فى الستينيات فى كتابه معالم على الطريق حيث اعتبره كثير من الباحثين انه منظر الجماعات الجهادية والتى ترى ان القتل هو احد الوسائل الضرورية لمواجهة اعداء الله وهو رأى يستند شرعا الى ابو الاعلى المودودى وابن تيمية وقد بدأت احداث العنف الدينى تظهر على الساحة فى الأربعينيات فتأسس الجهاز السرى او الجهاز الخاص على يد عبد الرحمن السندى وتمت على اثر ذلك عدة اغتيالات مثل النقراشى والخازندار ثم كانت الموجة الثانية مع اغتيال جماعة التكفير والهجرة للشيخ الذهبى 1979 واغتيال السادات 1981 ثم بدأت الموجة الثالثة فى التسعينيان حيث دخلت الدولة المصرية مع الجماعات الإسلامية موجة عنف متبادل اشهرها حادث الأقصر 1997 على الصعيد العربى كان الموضوع اكثر صعوبة ودموية فظهرت طالبان فى افغانستان كامتداد طبيعي لصراع المجاهدين الأفغان ثم تنظيم القاعدة بقيادة اسامه بن لادن ثم تنظيم الدولة الاسلامية داعش الذى يمكن ان نقول عنه حدث ولاحرج

مضيفا  ان  ظاهرة الإرهاب والتطرف  أصبحت مستفحلة في الوطن العربي والإسلامي لأسباب لا علاقة لها بالدين الإسلامي بل بالتطرف الفكري الذي يدمر المنطقة.  وعلى الأزهر ان يضطلع بدوره  في نشر وسطية الإسلام، وخدمة المسلمين وغير المسلمين من خلال نشر ثقافة الإسلام والتأكيد على قيم المواطنة والتعايش السلمي ورفض التمييز والعنف. وتوضيح حقيقة ان الإرهاب لا دين له
 
واشار الجبالى الى ان موضوع التطرف هو موضوع  الساعة، يطل علينا في الإعلام والثقافة والمجتمع بوجهه القبيح، ويخلف حالة من التجريف الإنساني في المجتمعات التي يطأ بقدمه فيها، فمن أي مورد أتى هذا التطرف وهؤلاء المتطرفون؟ ولماذا يعاد إنتاج مقولات عتيقة وآراء فاسدة تسوغ للكراهية والقتل؟ فالإسلام براء منهم ومن تطرفهم ولا نوافق أبدًا أن يحمل هؤلاء أسمه أو ينتسبون إليه

 وعليه وجب علينا  أن نحمل لواء الدفاع عن الدين الحنيف، فلم يكن المسلمون في محنة طيلة تاريخهم مثلما هم عليه الآن، وهي معركة كل العرب، مسلمين ومسيحيين، للدفاع عن أوطاننا ضد التطرف والإرهاب  فالتطرف هو  غلوً في الدين أو الفكر أو المذهب، ومجاوزة الاعتدال في الأمر، رفضه المسلمون الأوائل، وعلماؤنا منذ قرون يرون في القول المخالف للشرع والفعل المخالف للشرع تطرفًا، لأنه يعبر عن فهم للنصوص الشرعية بعيد جدًا عن مقصود الشرع وروح الإسلام وعاد ليؤكد الجبالى إن  الفكر لا يحارب إلا بالفكر، وأنه لا مجال لأحادية الرأي والمذهب والفكر، فهي وقود التطرف والغلو، وهو ما يتعارض أيضًا مع النسيج الثقافي والاجتماعي في المجتمعات العربية التي تقوم على قاعدة التنوع والتعددية، وأن الخطاب الديني المعاصر يجب أن يكون له صفات خاصة، من أهم عناصرها الابتعاد عن الترهيب والانتقال إلى الترغيب والتبشير.

وحول اسباب التطرف  في المنطقة العربية ارجعها الكاتب الصحفى والحلل السياسى اشرف الجبالى الى   سوء الفهم، ومغالاة وجهل بالدين الحنيف وأصول الفقه الإسلامي، فإن هناك أسبابًا عدة اهمها تراجع  منسوب الحريات العامة وتفشي الشمولية وانخفاض جودة التعليم والجهل والفقر والتهميش والتدخل الخارجي في شئون الأقطار العربية مع ضرورة الانفتاح الثقافي ومواجهة فكر العزلة التي يود أن يحشرنا فيه البعض، بهدف أن يكون تواصلنا مع العالم الخارجي تجاريًا فقط، في حين أن لدينا المنتجات والإبداع والتأثير الثقافي.

 وأن صناعة التطرف لها أربعة أعمدة؛ وهي حلم الوحدة، حلم الكرامة، حلم الصفاء وحلم الخلاص. ولفت إلى أن تحليل خطابات داعش يبين هذه الأفكار التي يعتنقونها؛ فهم يرون أن تدينهم يتميز بالصفاء عكس تدين الآخرين، وأنهم هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة.

و أن المعركة الأساسية التي ينبغي التركيز عليها في محاربة أفكار التطرف هي معركة "النص"، فيجب تنسيق الجهود لوضع النص في سياقاته الصحيحة لمنع التأويل الذي لا يضع اعتبار للمآل. وأكد على أهمية تحرير المصطلحات والمفاهيم حتى لا تستخدم من قبل أي جهة لأغراض معينة، وأيضًا الاعتماد على القياس، والحكم على الأمور بثمارها ونتائجها.

كما ان المتطرفين هم أبناء الوطن العربي ولم يأتوا من الخارج، ومن هنا يجب أن نفهم أسباب ما آلت إليه الأمور. وأن لم  يكن لدينا خطاب متوازن قادر على طرح الأسئلة الواقعية الحقيقية سيكون مصيرنا أن نحترق بأيدي أبنائنا.
 
وان  الإعلام منذ ظهوره قد قام بدور كبير، ليس فقط في إبراز الاتجاهات الدينية والسياسية والاقتصادية بل في صنع هذه الاتجاهات. وأضاف أن الإعلام هو منبر تنويري يصل صوته لملايين البشر، ولذلك يجب أن يكون محور رئيسي في المواجهة الفكرية للتطرف لما له من تأثير.

وكذلك فإن المؤسسة الإعلامية لها دور كبير في رسم ملامح المجتمعات، وقدرة هائلة للوصول بشكل أسرع وأكثر جاذبية، وهناك من استغل هذا التأثير بشكل إيجابي وهناك من استغله بشكل سلبي للتأثير على اتجاهات الأجيال الجديدة وتخريب المجتمع.

وقال إن حركات التطرف، خاصة الديني، نبتت في مجتمعاتنا كالفطر في محاولات لفرض قواعد غريبة عن الأديان، فنحن نتواجه مع حالة فكرية احتكارية للحقيقة تستخدم الإرهاب أداة لها. وشدد على أهمية العمل على تجفيف مصادر الإرهاب ماليًا بنفس المثابرة على تجفيف مصادره الثقافية والتربوية والفكرية
واخيرا  أن الفكر لا يحارب إلا بالفكر، وأن التاريخ يشهد أن الرأي هو الذي يتغير بالكلمة. أما الفكرة الثانية فهي التأكيد على أهمية التسلح بالعلم في مواجهة التطرف والفكر الظلامي، ولصناعة التقدم وتحقيق التنمية.

مع ضرورة الفهم المعاصر للدين، وضرورة الرجوع إلى كتابات رواد الفكر الإسلامي الإصلاحي واستعمال المنهج المتجدد من خلال أدوات البحث المعاصر والانفتاح على الآخر.  وأن مواجهة التطرف غير منفصلة عن تحديث المجتمع ككل، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، مشددًا على أهمية محاربة التهميش والاهتمام بجواب الحكم الرشيد والمواطنة والعدالة الاجتماعية.

وقال إن الفكرة الخامسة هي أن مواجهة التطرف ليس قضية عابرة أو موسمية لكنها حية وممتدة، أما الفكرة السادسة فهي أهمية الاهتمام بالبحوث الاجتماعية في فهم ظاهرة التطرف التي تواجه مجتمعانا وتهدده جاءت هذه الندوة فى اطار السياسة التثقيفية التى تتبناها الهيئة العامة للإستعلامات وتحديدا مركز الجمرك للإعلام يقيادة الاعلامية عواطف بهلول مدير المركز وادار الندوة الاعلامية شوقية عتريس والاعلامية ايمان حلمى.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter