بقلم : د.دينا أنور | الاثنين ١١ يناير ٢٠١٦ -
٥٢:
٠٤ م +02:00 EET
د.دينا أنور
كعادتنا نحن العرب شعوب الفضيلة والشرف والتدين والتقاليد لم نصدر للعالم عنّا سوى الصورة المزرية لمجموعة من الهمج المتحرشين، الذين لا يخططون لمشاريع نافعة للبشرية أو لخدمات تساهم في رفعة البشر، بل هم بارعون في التخطيط للهجمات الإنتحارية والعمليات الإرهابية والهجوم المسلح على الآمنين، وأيضاً هم متميزون جداً في الحشد لحفلات التحرش الجماعي وتنظيم صفوفهم بشكل إحترافي للإنقضاض على الفتيات والسيدات وتجريدهن من ثيابهن وتعرية أجسادهن.
هؤلاء هم رجالنا الأشاوس الذين يهبون غضباً ضد كل دعاة التحرر ويصرخون بأصواتهم الفظّة وملامحهم القاسية "نحن متدينون ونساؤنا عورة"، هؤلاء هم رجالنا المحافظون الذين يهددون زوجاتهم بالطلاق إذا خرجت لشرفة منزلها بدون حجاب، أو فتحت باب شقتها لحارس العقار أو عامل النظافة أو أي إنسان وهي غير محتشمة، بينما يقضي ليلته على مواقع الجنس لتلهث عينه المريضة خلف أجساد العاريات ويتلذذ عقله الجائع بمشاهد الجنس الذي يعلم جيداً أنه محرّم في دينه، ومع ذلك يستغفر ربه بعد إخراج شهوته المكبوتة وربما يجلس للتسبيح وربما توضأ ليلحق بصلاة الجماعة في المسجد..!!
هذه هي مجتمعاتنا التي يخرج فيها رجال الدين ليلقوا بجام غضبهم ويصبوا لعناتهم على الفتيات المتبرجات ، فعند الشهوات تصبح المرأة كائناً عاقلاً كاملاً يبلغ في سن الحادية عشرة وتصبح مسؤولة عن مفاتن جسدها وغشاء بكارتها، ولكن في الحياة هي ناقصة وعورة ، وفي الميراث ترث نصف الرجل لأنه من له القوامة، وفي الشهادة هي نصف الرجل حتى لو كان جاهلاً أمياً وهي حاصلة على أعلى الدرجات العلمية....!!!!! وفي الزواج هي مأمورة بطاعته وربما السجود له ، وهو تاجها ومالكها وزينتها داخلية له فقط، وله الحق أن يخونها لأن فتنة النساء الناقصات شديدة وتفتك بإحتمال الرجال القوامين الكاملين...!!!!
هل مازال هناك مجعجع مازال يتشدّق بخرافات مجتمعاتنا المحافظة، هل يجرؤ أحدٌ الآن أن يدّعي أننا مجتمعات العادات الشرقية الأصيلة والتقاليد الكريمة النبيلة، هل زادتكم تغطية النساء بالحجاب والخمار والاسدال والنقاب عفةً وطهارة...؟؟!! هل ملصقاتكم عن الصلاة والثعبان الأقرع والحجاب قبل الحساب وفضل الصلاة على الرسول الكريم زادتكم أخلاقاً وسماحة..؟؟!!
لا وألف لا، لم تنجحوا، ربما أقنعتم الناس أن بعدهم عن التدين الظاهري في وقت النكسة كان هو سبب غضب الله والهزيمة العسكرية، ربما نجحتم في تغذية الإحباط لدى الجماهير المغلوبة على أمرها والتي لا تفهم مفاهيم الحروب والتخطيطات العسكرية التي تؤدّي للنصر أو الهزيمة...!!!!ونجحتم في استيراد الثقافات المتطرفة وزرع بذورها المتخلفة على مدار أكثر من أربعين عاماً في عقول البسطاء، ولكنكم جعلتم المجتمع أكثر قبحاً وتخلفاً،جعلتم السيدات كالأشباح والرجال كالوحوش ،لم يزد مع مظاهركم المنافقة في مجتمعاتنا سوى إحصائيات التحرش والعنف والإغتصاب،لم يزد على شوارعنا سوى كميات القمامة ،لم نلمس تغييراً في وجوه الناس سوى إزدياد العبوس والشحوب....!!!!
والآن تكملون همجيتكم ووحشيتكم بالإعتداء على سيدات المانيا اللواتي كفلت لهم بلادهم الحرية والمساواة والحماية، وطبعاً هذه المرة الحافز أقوى وأشد لأنهن كافرات لامتبرجات، لأنهن غير مغلوبات على أمرهن ويتحمّلن الحياة مع رجل خائن أو بخيل أو مدمن أو عديم الشخصية من أجل الأطفال والخوف من لقب مطلقة، لأنهن لا يشعرن بالذنب عندما تخرج منهن خصلة شعر أو تصافح أيديهن الرجال أو يرتدين ملابس تشعرهن بالأنوثة، لأنهن يشربن الخمور ويرتدين الملابس القصيرة والعارية ويقيمن العلاقات الجنسية المفتوحة مع الرجال ويرقصن في الملاهي والبارات لذا فهن مستباحات للنكاح والزنا ، فعرضهن حلال لانهن في بلاد كافرة تحارب ثوابتنا العظيمة، هن ملك يمين لنا لأننا لو كنا في زمن الخلافة العظيمة وكان لنا قائداً عظيماً يقود الجيوش الكاسحة لإقتحام بلاد الكفار واحتلالها تحت مسمى الفتح العظيم ونشر سماحة الدين على أسنة السيوف، لكنا نعمنا بهؤلاء النساء الجميلات وكنا سبينا من شئنا وأرسلنا من شئنا لسوق الجواري، فهنيئاً لكم تدينكم وتقاليدكم المحافظة، فقد فاحت رائحتكم إلى أن إصابت العالم بالغثيان.
أكثروا من أفعالكم الدنيئة لكي تقترب الثورة الأخلاقية، تشدّقوا بدينكم الظاهري المزيّف كي يزيد كره الناس لكم ، لكي يعودوا للمعاملة الحسنة والأخلاق الحميدة التي هي أساس كل الأديان السماوية وغير السماوية، بالغوا في قهر نسائكم لكي يتمردوا ويتخلّصوا منكم ويعرفن لذة الكفاح والحرية في إتخاذ القرار وتحقيق الأهداف بالمجهود الشخصي، فحينها فقط لن تجدوا الجواري اللواتي سيرضين بالذل، ولن تجدوا الجبناء اللواتي يخشين المطالبة بحقوقهن، ولن تجرؤون على لمس فتاة وأنتم تعلمون تماماً أن ضريبة لمستكم لها هي الحرية والكرامة.
أنا سعيدة جداً بإرتفاع منحنى السقوط الأخلاقي لديكم يا مجتمعات الفضيلة حتى في وجودكم في بلاد متحضرة مثل ألمانيا، لأنه ما طار طيرٌ وارتفع. إلا كما طار وقع، سقوطكم قد إقترب، والتغيير قادم، وسيأتي اليوم الذي ستوضع فيه شعاراتكم وملابسكم وملصقاتكم وكتبكم وأفكاركم في متاحف التاريخ لتكون عبرةً للأجيال القادمة ، ثم تُلقى في سلة مهملات العقل والتطوير ومواكبة العصر.
هنيئاً لكم هتك عرض ألمانيا، فهذه شرارة جديدة في الحريق العظيم الذي سيلتهم مشروعكم الإرهابي الكاره للحياة الذي يتحرش بالأطفال ويُثار من الموديلات الخشبية في محلات الملابس..!!
نقلا عن بوابة الفجر الاليكترونية
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع