الأقباط متحدون - لم يكن قديساً بل ثعلباً ولكن
أخر تحديث ٠٤:٣٦ | الاثنين ١١ يناير ٢٠١٦ | ٢ طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٠٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لم يكن قديساً بل ثعلباً ولكن

حمادة إمام
حمادة إمام

بقلم - د. مينا ملاك عازر
رحل ثعلب الكرة المصرية الكبير تاركاً وراءه ولدين من صلبه، وأحباء كُثر من أخلاقه وأدبه ولعبه، رحل النجم حمادة إمام ولم يأخذ معه شيء سوى دموع ودعوات محبيه الذين احترموه قبل أن يعشقوه ويعشقون الفانلة التي كان يمثلها ويلعب لها بمحبة وانتماء متناهيين. الثعلب مات لكن أفعاله تحيا تنبض بالحياة، خلقه وحبه واحترامه للجميع ومراضاته للكل أجبر الكل على احترامه، الرجل الأكثر شعبية بحرفنته وخلقه الجم دفع الكل على تقديره ورفع القبعة له حين يتكلم دمه الخفيف يتحدث عنه، مهنيته في التعليق بعد اعتزاله كان أمر مشهود له حتى أنه كان يهتم بألا يكون مبالغاً في مدح ولده الثعلب الصغير حازم إمام أثناء التعليق على مباراة كرة قدم يكون نجله لاعب بأحد الفريقين المتباريين في المباراة.

محمد يحيى الحرية إمام نجل حارس مرمى الزمالك وأبو لؤلؤة الثعلب الصغير رحل وله في قلوب الجميع التوقير والمحبة والقلوب تدمع وتدمى لوعة على فراقه، هل رأيت كيف ذهب الجميع للمنزل ليعزون قبل تشيع الجنازة؟ هل رأيت كيف وصل طارق سليم على كرسي متحرك ليعزي باكياً في من أكاد أظن أنه يبحث عن من يعزيه في رحيله، يجتمع عليه الأهلاوية والزمالكاوية ليس لموهبته فحسب لكن أيضاً لصدق محبته واحترامه للجميع سواً.

لم يكن قديساً كمدعي القداسة والمصبوغين بها بفعل وكالات الإعلانات ودعاية جماعاتهم الإرهابية بل كان ثعلباً ولكن ثعلبته هذه لا تراها إلا في الملعب يتلاعب بالخصم وهو يكاد يعتذر لهم، لا يتلاعب بالحكم لينتزع منه حكماً بركلة جزاء غير مستحقة، ويقم بعدها ويقول أنا قديس قدسوني، كان يقدر التحكيم ويبرع في التلاعب بالخصم وهو يكاد أن يخجل من أنه رقصه وراوغه ومر منه لولا أن مقتضيات اللعب هكذا، كان ثعلباً ولم  يكن - والحمد لله- قديساً فأحبه الجميع، وأجمعوا على حبه دون دعاية تصنع مجد له، ولا وكالات إعلان تصنع بريق مزيف له، دون أن يستند على شعبية لجماعة تعمل تحت الأرض، كان ثعلباً باحترام كان لاعباً بصدق وليس بادعاء الإصابة، لم يضع القيم والأخلاق والروح الرياضية تحت حذاءه ليصل لمجد أو يحقق  بطولة، كان شريفاً بحق، وليس مدعي، فحاذ احترام الجميع لم يلعب الكرة التي أخرجها الخصم لإصابة زميل لهم فيحرز منها هدفا ليحقق بطولة لكنه كان يسرع للاطمئنان على خصمه حال إصابته، لم يدعي لا هو ولا النادي الذي انتمى له بإنهم رعاة الأخلاق والقيم في الوقت الذين كانوا يرشون ويشترون الخصوم لتحقيق البطولات بل كان يعمل على أن يحقق البطولة بالجهد والشرف، فكان نجماً في حياته وفي رحيله.

رحل حمادة إمام بعد عشرات الأعوام من العطاء الجاد غير باحث على مقابل مادي اللهم إلا رضا جماهير مصر جمعاء، وحب واحترام الجميع، وها هو نال كل ما تمنى إذ عمل على ذلك جاداً.

المختصر المفيد الله يرحمك يا كابتن.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter