الأقباط متحدون - نعم، مش تفضل منكم
أخر تحديث ٠٤:٠٠ | السبت ٩ يناير ٢٠١٦ | ٣٠ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٠٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

نعم، مش تفضل منكم

السيسي في الكاتدرائية
السيسي في الكاتدرائية

بقلم - د. مينا ملاك عازر
أبرز ما أصبح يميز احتفالات عيد الميلاد بالتوقيت القبطي بالكنيسة الأرثوذوكسية تلك الزيارة التي اعتاد الرئيس السيسي القيام بها للكاتدرائية المرقسية في إبان القداس رغم إرساله وفداً لينوب عنه، قام بها العام الفائت والعام الحالي، وأعتقد أنه سيستمر في القيام بها لأنه لمس كم وكيف هي مؤثرة، وهو الرئيس الذي يهتم بالتأثير في قلوب محبيه، وسيبقى عيد القيامة هو العيد الذي يصعب علي الرئيس المجيء فيه للكاتدرائية، فعيد الميلاد قبل الماضي ورغم سفره أتى من المطار مباشرة للكاتدرائية، وعيد الميلاد الماضي كان في مصر وأتى مباشرة للكاتدرائية لكن عيد القيامة الذي توسطهما لم يأتيه للكاتدرائية وله في ذلك حكم.

أما أبرز ما استوقفني في هذه الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس السيسي ناهيك عن ابتساماته وضحكاته وخوفه من أن يغضب تصفيق الناس له البابا الذي يرفض التصفيق في الكنيسة، وهو ما يعني لي أمرين، حرصه على عدم كسر القواعد التي يرسخها قداسة البابا، وعلمه بأدق التفاصيل كرفض البابا للتصفيق بالكنيسة، إذن هو لا يغيب عنه شيء، فالسؤال هنا، الذي يطرح نفسه إذن، لماذا تغيب عنه تفاصيل صغيرة وكبيرة في بعض الأمور التي يناقشها الناس والإعلام؟ ولماذا لا يرد عليها؟ ولأن هذا ليس موضوعنا فلنرجئها لمقال آخر - بإذن الله- لكن نعود الآن لما استوقفني في زيارة السيسي للكاتدرائية غير المفاجأة المتوقعة والمنتظرة وغير التدافع الذي أحاط به وهو في طريقه للخروج، أنه اعتذر.

نعم الرئيس اعتذر عن تأخر إعادة بناء الكنائس المهدمة بفعل سلميو الإخوان والتيار المتأسلم مدعي التدين والسلام والمحبة، يعتذر الرئيس عن أمر حقاً يستحق الاعتذار، فكل المشروعات نفذت سريعاً خاصةً تلك التي أرادها الرئيس كقناة السويس، أما مأساة كهذه لها قرابة الثلاث سنوات لم تزال آثارها للآن، أكثر من سبعين كنيسة وبيوت كثيرة حرقت وهدمت لم ينتهى بعد من إعادة بناءها أو ترميمها، لن أقل أن ذلك فيه تقصير وإنما أظنه ظروف أمنية أو مواءمات مع سلفيو المكان، ولكن لدينا الآن عهد بمدة زمنية محددة لإنهاء العمل في الكنائس.

أعجبني ما قاله الرئيس عن بناء تلك الكنائس المنهدمة حين قال هذا ليس تفضل منا، نعم حقاً هذا ليس تفضل منكم، ليس لأن البابا كان له دور وطني معكم في الإطاحة بالإخوان من إدارة البلاد وقيادتها نحو الهاوية، كما أشار الرئيس فحسب، وإنما أيضاً لأننا في وطن له جيش يحميه، ودولة تقوده، والمسيحيون مواطنون لهم الحق في أن يحميهم الجيش فكما اقتص لهم من داعش ليبيا حين قتلهم، لهم أيضاً الحق في أن يعيد لهم الجيش الحق في إعادة بناء دور العبادة، فإن لم يكن من المتاح إعادة من قتلوا، فمن الضروري إعادة ما تهدم وما احترق ليس التعويض المادي فقط هو المرجو، وإنما أيضاً التعويض المعنوي، والإحساس بالأمان والطمأنينة والثقة في أنهم بوطنهم، ويعيشون فيه سواء مع الآخر جارهم الذي يختلف معهم في الدين والذي يتفق معهم في حب الوطن.

المختصر المفيد مصر ليست وطن نعيش فيه، وإنما وطن يعيش فينا.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter