الجمعة ٨ يناير ٢٠١٦ -
١٤:
٠٩ م +03:00 EEST
برامج ثقافية لمحاربة الثأر بمحافظات الصعيد .. والبداية من قنا
قنا -كرستين انطون
تبدأ لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة، خلال أيام فى تنفيذ مبادرة " المناهضة الثقافية للممارسات الثأرية " والذى سينطلق من محافظة قنا، كأولى محافظات الصعيد المستهدفة، وذلك من أجل القضاء على ثقافة الثأر التى تنتشر بالمحافظة، حيث تستهدف المبادرة التى وافقت عليها الدكتورة أمل الصبان أمين المجلس الأعلى للثقافة، بناءً على المقترح المقدم من أحمد سعد جريو عضو لجنة الشباب بالمجلس، شباب القرى ذات الطابع الثأرى، بمحافظات الصعيد، بعدما
أصبحت ثقافة الثأر متوارثة عبر الأجيال والعصور، من خلال تأجيج الصراعات التى يلعب فيها دورا بارزا المنتفعين من تجار السلاح والمخدرات، إلى جانب المرأة التى تعد أكثر الفئات حرصا على توريثها وانتقالها من جيل إلى جيل وهى المحرض والمشجع والدافع للشباب على ممارستها، بينما الشباب هم الضحايا لهذا الموروث الثقافى المتخلف، فهم إما جناة يعاقبون على جرائمهم فى السجون، وإما هاربون من القانون وإما مجنى عليهم مقتولين.
وقال أحمد سعد جريو عضو لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة، وصاحب المقترح، إن البيئة الثأرية ذات طابع ثقافى خاص، وقد أثبتت الدراسات البحثية لهذه البيئات أن هناك حواجز متنوعة وعديدة تحول بين وصول الثقافات التنويرية لهذه القرى، لذلك تنمو ثقافة الثأر بين الشباب أكثر من أى ثقافات أخرى، مؤكدا أن مؤسسات الدولة المختلفة لا تقوم بواجباتها نحو هذه البيئة، إما خوفا من المخاطر التى قد يتعرض لها أبناء هذه المؤسسات، أو لعدم وجود رغبة
حقيقية فى تنمية هذه البيئات لأن المستفيدين من هذه الصراعات كثر، حيث تنمو زراعة المخدرات وتجارة السلاح بها، فضلا عن أن مؤسسات الدولة خاصة الثقافية والتعليمية منها ليس لديها رؤية واضحة لتنمية هذه القرى ثقافيا وتعليميا.
وأكد " جريو " على أهمية تنفيذ البرامج الثقافية لمناهضة قضايا الثأر، خاصة وأن البيئة الثأرية فى ظل عدم الإلتفات لها تصبح هى الملجأ الآمن للإرهابين وهي المصدر الأساسي لكوادره المقاتلة، حيث تجد أن الشاب الذى أعتاد على سفك الدماء يصبح هدف سهل ومتميز لمن يريد زعزعة الأمن، فهو المنفذ
للعمليات الإرهابية وفي نفس الوقت البيئة الثأرية هي مصدر أساسى لتجارة السلاح المستخدم في الإرهاب وتهديد أمن الآمنين، فالشاب في هذه البيئة اعتاد على سفك الدماء وعليه من الأحكام ما يقتله أو يبقيه بقية عمره خلف القضبان وبالتالي فلا شىء لديه يحافظ عليه، فالاهتمام بالبيئة الثأرية ثقافيا هو فى الواقع اهتمام بالأمن والسلامة للوطن والمواطنين، حيث يسعى المقترح إلى تحقيق الوعى الكاف بالثقافة والفنون لشباب القرى، ذات الطابع الثأرى، ليصلوا إلى
المفاهيم الصحيحة من خلال ممارسة الأنشطة الثقافية والفنية، التى تحس على تحريك المشاعر الإنسانية والدينية والوطنية لدى شباب القرى ذات الطابع الثأري للحد من ثقافة الثأر.