بقلم - سامح جميل
فى مثل هذا اليوم 8 يناير 1973 صدور بيان يوقعه مائة كاتب.. يتصدرهم نجيب محفوظ ..وتوفيق الحكيم.. ينتقد تاجيل المعركة مع اسرائيل..
والسادات غضب من البيان و وصف توفيق الحكيم ب "المخرف"..

"تمضى اﻻيام وتصبح كلمة المعركة مجرد كلمة غامضة ﻻحدود لها ،وﻻ ابعاد لمعناها ،وﻻ تحليل لعناصرها، مجرد كلمة مطلقة تلكوها اﻻفواه..
مجرد لقمة مستهلكة لكثرة مضغها ،ويصبح النايس ويمسون وهذه الكلمة تتردد على جميع النغمات فى اﻻناشيد واﻻغانى والخطب والشعارات حتى فقد بريقها..ولما كان الشباب هو الجزء الحساس فى اﻻمة..وهو الذى يعنيه المستقبل اكثر من غيره ،فهو ﻻيرى امامه اﻻ الغد الكئيب..

اما بقية المواطنيين فيعيشون فى حياة صعبة سيئة الخدمات العامة ..وهذا يقتضى النظر فى تغيير بعض اﻻجراءات التى تسير الدولة عليها اليوم
ومنها حرية الراى والفكر وحرية المناقشة"...هذه مقتطفات نمن بيان لكتاب وادباء صدر فى مثل هذا اليوم ..8 يناير 1973 ..وجاء مع استمرارمظاهرات الطلاب فى الجامعات احتجاجا على عدم الحسم بدخول معركة تحرير اﻻرض المحتلة فى 5يونيو 1967..وكان الرئيس السادات تحدث عما
اسماه عام الحسم "1971"..لكنه تاجل ..وسمى العام عام الضباب..

واثار بيان اﻻدباء والكتاب غضب السادات غضبا شديدا ..وكان اسم توفيق الحكيم الذى حرر البيان بيده هو الحصانة اﻻولى للذين وقعوا..وبالرغم
من البيان لم يكن مخططا نشره اﻻ انه صحفى بجريدة اﻻنوار اللبنانية كان فى القاهرة وسافر الى لبنان مساء ولحق الجريدة فى المطبعة ونشرت الجريدة البيان ..وكان الموقعين خليطا من كتاب مصر فمنهم اليسارى والليبرالى واليمينى فقد وقعه احمد بهاء الدين وثروت اباظة ونجيب محفوظ
ولطفى الخولى..واحتوى البيان على كثير من مطالبات الحركة الطلابية..وتجمعت عوامل غضب السادات وبدات الصحف تنشر تسماء من وقعوا البيان
مع قرارات نقلهم الى مصلحة اﻻستعلامات.... ولكن توفيق الحكيم كان اكثر من غضب السادات عليهم ..حيث شنت عليه حملات صحفية ..ويذكر بهاء الدين ان السادات كان يقول عن توفيق الحكيم ..ووصفه بالشيخ المخرف..!!