الثلاثاء ٥ يناير ٢٠١٦ -
٠٥:
٠٩ م +02:00 EET
بقلم : د.ماجد عزت إسرائيل
المسيحية فى أصولها الأولى تشهد للمسيًا "السيد المسيح" على مدى العهد القديم أى منذ قيام مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا، التى كان ينبغى أن تسعى لتوسيع حدودهما لتشمل البشرية كلها فى ذات الفترة وتوحدهم معا تحت ملك واحد يحكمها بالبر ويجمع العالم تحت لوائه ليسبحه ويخدمه ويصحح مسار البشرية كلها نحو الخير والمحبة والسلام وهذا ما يخص المسيا وحده،وهو ما عرف فى العهد القديم بـ "الوعد" وتحيطه هالة سرية من المهابة والمخافة والمجد ،ترقى إلى الألوهة فى إعجاز يفوق المنطق"ويدعى اسمه عجيبا مشيراً،إلهاً قديراً،أباً أبدياً،رئيس السلام" (إش9:6)،ويظهرالمسيًا فى المزمور الثانى فى كلمات مجازية مثل"أنت ابنى ،وأنا اليوم ولدك"،اسألنى فأعطيك الأمم ميراثاً لك،وأقاصى الأرض ملكاً لك"(مزمور6:2)،وقد تحدد مكان هذا الملكوت فى مدينة أورشليم أو مدينة السلام.
واليوم "يا جميع الأمم صفقوا بأكفكم وهللوا لله بصوت الترنم"(مزمور1:46)، "لأنه ولد لنا ولد، وأُعطينا ابنًا، وتكون الرئاسة فوق منكبه ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا جبارًا أبا الأبد رئيس السلام (أشعياء 6:9) وأيضًا"افرحى معه أيتها السموات،ولتسجد له كل ملائكة الله"(تث 43:32) وهو الذى تم بالحرف الواحد يوم ميلاده،الأمر الذى يشير إليه المزمور"أخبرت السموات بعدله،ورأت جميع الشعوب مجده"(مز7،6،97)،فميلاد يسوع هو البداية الحقيقة للحياة لأنه أعاد البشرية لله " فلنطرح الإنسان العتيق ولنتشح بالجديد"(أفسس22:4)، وأيضًا بالمسيح يولد ويتجدد المصلوبون والمدفونون والأحياء لأنه لا بد لنا من أن نحتمل هذا الانقلاب الخلاصي حتى ينتج الحزن من السرور فينقلب الحال، ونرى السرور من الحزن لأنه "حيث تكثر الخطيئة تزيد النعمة أكثر"(رومية 20:5).
على أية حال،كان ميلاد يسوع مناسبة فرح ومشاركة من الملائكة بميلاده، حيث انشدوا نشيدهم الخالد قائلين:"المجد لله في الأعالي. وعلي الأرض السلام. وفي الناس المسرة"(لو2 8-14) وأيضًا شارك الرعاة وقدم المجوس هداياهم ذهباً ولباناً ومراً)متى2:11)لأنه فرح لجميع الشعب، والسيدة العذراء فرحت. وعائلة زكريا الكاهن فرحت. ومازال العالم يتذكر ميلاده و يفرح إنه فرح ببدء عهد جديد،تظهر فيه مبادئ جديدة وقيم إنسانية سامية يقدمها السيد المسيح للعالم.
كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح،هذا العيد الذي يحتفل به العالم أجمع بغض النظرعن الدين، فميلاد يسوع أصبح البداية الحقيقية للعام الجديد، والبداية الحقيقية للحياة،نسأل الله أن ينشر السلام في أيامنا هذه بمصرنا الحبيبة، فهذه هي رسالة إله السلام للبشرية جمعيا.