الأقباط متحدون - نداء عاجل للسادة الدببة
أخر تحديث ٠٨:٥٦ | الثلاثاء ٥ يناير ٢٠١٦ | ٢٦ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٩٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

نداء عاجل للسادة الدببة

أسامة كمال
أسامة كمال

 تبادل طرد الدبلوماسيين ليس أمرا غريبا فى أوقات الأزمات، ولكن قرار السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وما تلاه من خطوات أخرى كتلك التى اتخذتها البحرين له معان مختلفة هذه المرة، لأن الوضع قابل للخروج عن السيطرة فى أماكن أخرى خارج حدود البلدين، وعلى أراضى بلدان عربية أخرى، مثل سوريا والعراق واليمن والبحرين ولبنان، ولن يبقى الأمر عند حدود الخصومة المبنية على التنافس لقيادة العالم الإسلامى.

 
ولكن كيف حدث كل ذلك والغرب يقف مشاهداً، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية بعلاقاتها التقليدية بالمملكة، وعلاقاتها الجديدة بإيران، دون محاولة للتدخل لجانب أى من الطرفين أو لمنع اشتعال المواقف أكثر؟ أعتقد أن الأمر يصب فى صالح هذا الغرب والكل يسير فى إطار المخطط طويل الأجل لتأجيج الصراع السنى- الشيعى فى المنطقة والعالم، وهذا ليس بأمر خاف ولكنه تأكيد لنظريات سابقة قيل إنها نظريات مؤامرة ونتأكد من واقعها اليوم.
 
بعد إعدام السعودية لـ«النمر» سيزداد الانقسام والحرب بالوكالة والحرب الباردة بين السعودية وإيران لأسباب جيوسياسية تتعلق بالنفوذ والسلطة أكثر منها خلافا مذهبيا دينيا سارعت إيران بتأجيجه بدفع عناصرها السرية لإضرام النار فى السفارة السعودية فى طهران، ليس احتجاجا ولكن انتهازا للفرصة صاحبته لعنات المرشد الإيرانى على خامنئى ودعوته لانتقام إلهى من السعودية.
 
ولكن كل ذلك لن نراه مؤثرا على الأرض إلا فى حلبات صراع كسوريا واليمن، حيث من المفترض علينا نسيان أى حل سياسى فى القريب العاجل.. ولكن ما معنى هذا بالنسبة لنا فى مصر؟ إنه يعنى تحديا كبيرا، وربما فرصة جديدة تلوح فى الأفق. التحدى هو أن شركاء مصر الاقتصاديين وحلفاءها فى حاجة شديدة لدعم سياسى وربما عسكرى فى هذه اللحظة. علينا ألا نضيع فرصة إظهار هذا الدعم، وعلى رأسه المعنوى، فى أقوى صوره ولكن دونما مبالغة ممجوجة.
 
بادرت السعودية، منذ أسبوعين، بإعلان عدم تبنيها وجهات نظر بعض كتابها ممن يهاجمون مصر، كنواف عبيد وجمال خاشقجى، ولم تقابل مصر هذه الإيماءة بإجراء مماثل أو تراجع فى حجم الهجوم على المملكة، فزادت المرارة عند الأشقاء، وتساءلوا: لماذا اتخذنا هذه الخطوة ولم تبادلنا مصر الأمر نفسه؟ هل هى حرية الإعلام فى مصر التى لم تسمح بتراجع وتيرة هجوم بعض الزملاء على كل ما يخص المملكة من فكر وسياسة؟ هل توافق القيادة السياسية وتبارك ما يُقال على الهواء ويُكتب على صفحات الجرائد؟
 
الغصة فى حلق الأشقاء مع تصاعد وتيرة المواجهة مع مصر ستزداد ما لم نتخذ موقفا أكثر حكمة.. فى برنامجى منذ شهور أعلن بعض ضيوفى، ومنهم الصديق العزيز د. سعيد اللاوندى، أن مصلحة مصر فى مد الجسور مع إيران دون الالتفات لما يريده الأشقاء فى الخليج لأنهم يقيمون العلاقات التجارية على الأقل مع إيران على عكسنا.. ولكن هل وجهة النظر هذه مازالت صالحة فى هذه الأيام؟
 
الصراع ليس مذهبياً، رغم أنه يبدو كذلك، وأصابع الغرب واضحة فى التعامل، والسعودية صعّدت لحسابات أو بلا حساب، وإيران انتهزت الفرصة بالتأكيد لحسابات معينة، منها أيضا ما هو داخلى للتغطية على نجاح التيار الإصلاحى داخلها.. كلها أمور يجب أن نضعها نصب أعيننا، وأنا متأكد أن القيادة السياسية تفعل ذلك، ولكن وجب علينا أيضا، كإعلاميين وكمواطنين، أن نتحسس مواطئ أقدامنا حتى لا نخطو خطوات غير محسوبة تضر بمصالح مصر العليا، وأيضا أهدافها القومية.
 
هناك الكثير من الدببة فى حياتنا يقتلون أصحابهم بحسن أو سوء نية، وهنا أتقدم لكل السادة الدببة بنداء أن يرحمونا من مساعدتهم.. كفانا الله شر الدببة وأمثالهم.
نقلا عن المصرى اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع