محمد أنور السادات 
المسلمون والأقباط سواسية يعيشون فى وطن واحد فلا فرق بين البشر على أساس من جنس أو لون أو دين. ولا رفعة لمصر فى ظل صراعات ونزاعات تجلب لنا الفرقة والكراهية والإنقسام.
 
تطل علينا ذكرى إحتفالات عيد الميلاد المجيد وهى فرصة عظيمة لأن نتسامح ونجدد حبنا مسلمين وأقباط  لأننا فى النهاية كيان واحد لا ينفصل ولا يجب أن يكون  بيننا مكان لأى نوع من الخلافات.
 
ولابد أن يكون عدونا هو من يحاول أن يفرق بيينا ولا نسمح له بذلك. وعلينا أن نبادر عن حب ويقين وقناعة بإقتلاع جذور الفتنة والتعصب المغروسة منذ سنوات عديدة.
 
نعلم أن الإخوة الأقباط غاضبون من تجاوزات وإخفاقات كثيرة تمت من قبل لكن الأمل ما زال معقوداً وحتماً لابد من تطبيق مبادئ العدالة وسيادة القانون من أجل أن نقبل على عام وميثاق جديد ملئ بمشاعر مختلفة تفيض بالمودة والمحبة والتسامح.
 
كلنا مقبلون على عام وعهد جديد يجب  آلا نجد فيه أى نوع من الإعتداءات على الأقباط أو على حرمة أماكن عبادتهم وممتلكاتهم,أو أى أمر آخر يمثل فى مجمله إنتهاك وإبتزاز لمشاعر المسلمين والأقباط على حد سواء. ولا بأى إساءة أو مضايقة للعقائد والمشاعر وكلنا إيمان كامل بأنه " لا تفرقة بين المصريين على أساس من الأفكار والمعتقدات". ونرفض تماماً الطعن والإساءة والهجوم على الأقباط من قبل أى مؤسسة دينية أو من أى كاتب أومثقف بحجة الإبداع وحرية التعبير.
 
عام وعهد جديد لا نسمح فيه بأى إفتراءات على المسلمين أو على الكنيسة والأقباط أوأى نوع من الأقاويل التى لا تستند لبراهين قاطعة ونعاقب مروجى الفتن والإدعاءات حتى يعتبر بذلك غيرهم.عهد يخلو من أى نوع من التمييز ندافع فيه عن أصحاب الحقوق. ولا نؤيد فيه أى نوع من التواطؤ أو التستر الأمنى والحكومى على أى إعتداء.
 
إن الإلتزام بهذه الأموروبكل ما يدعم محبتنا مسلمين وأقباط جنباً إلى جنب يضعنا أمام مستقبل جديد يمتلئ بالمحبة ويخلو من الكراهية والنزاعات نغرس فيه قيم ومبادئ الأخوة وننأى عن الفتن والمشكلات. ويكن صالح الوطن هو هدفنا الذى نعمل من أجله. فالوقت الذى نعيشه لا مجال فيه لصراعات وخلافات تفرق بين طوائف الشعب والأجدر أن يكون إهتمامنا مشترك بإحتواء مشكلاتنا الأخرى حفاظاً على الأجيال القادمة وإيماناً منا بأن ربنا واحد .وكل عام وأنتم بخير.