الثلاثاء ٥ يناير ٢٠١٦ -
١٨:
٠٨ ص +02:00 EET
صدر حديثاً عن مجموعة النيل العربية كتاب "النفس البشرية.. كيف تستريح؟ " للكاتب عمار عبد الغني
"نحن وللاسف نقنع أنفسنا بأن حياتنا ستصبح أفضل بعد أن نتزوج .. و نستقبل الطفل الأول أو طفلاً أخر بعده , ومن ثم نصاب بالإحباط لأن أطفالنا مازالوا صغاراً ، ونؤمن بأن الأمور ستكون على ما يرام بمجرد تقدم الأطفال بالسن . ومن ثم نحبط مرة أخرى لأن أطفالنا قد وصلوا فترة المراهقة الآن ، ونبدأ بالإعتقاد بأننا سوف نرتاح فور إنتهاء هذه الفترة من حياتهم ، ومن ثم نخبر أنفسنا بأننا سوف نكون في حال أفضل عندما نحصل على سيارة جديدة ، ورحلة سفر وأخيراً أن نتقاعد.
الحقيقة أنه لا يوجد وقت للعيش بسعادة أفضل من الآن , فإن لم يكن الآن ، فمتى إذن ؟"
ذلك اللغز الذي ما زعم زاعم أنه سبر أغوارها واجتاز بحارها وخاض غمارها، وأنه على دراية بأهوائها وطبائعها وحظوظها وما تكتنف من آفات وعِلَل. إذ يكتشف ـ شيئًا فشيئًا ـ أنه كلما تعمّق تاه، وكلما أوغل تعب في الوصول إلى منتهاه وبلوغ مبتغاه؛ لما في النفس البشرية من عِلَل وأغلال، ولما فيها من تناقض واعوجاج وتلوُّن واضطراب يتعذر استيعابه.
إن معرفة الإنسان لنفسه تساعده على ضبط أهوائها، ووقايتها من الغواية، والابتعاد بها عن الانحراف، ومن ثم تتكون لديه الشخصية المتكاملة.
ويتصف صاحب الشخصية المتكاملة بقدرته على إقامة علاقات إيجابية بنّاءة في المجتمع، وقدرته على السلوك السوي الخالي من التناقضات، وقدرته على احتمال الشدائد والصعاب ومواجهتها، وثبات انفعالاته واعتدالها، وعدم إحساسه بالتوتر والقلق، وقدرته على الإنتاج، والإحساس المستمر بالرضا والسعادة.