قطع العلاقات الدبلوماسية مرتين.. أولهما في 1988 والثانية في 2016
كتب - نعيم يوسف
اللعب بنار الطائفية
قررت المملكة العربية السعودية، أمس، الأحد قطع العلاقات الدبلوماسية، مع إيران، وأمهلت بعثتها الدبلوماسية 48 ساعة، لمغادرة أراضي المملكة، وذلك إثر الاعتداء على سفارتها في العاصمة "طهران"، وقنصليتها في "مشهد"، خلال الاحتجاجات التي نظمها إيرانيون ضد قرار السعودية بإعدام 47 شخصا بينهم القيادي الشيعي "نمر النمر".
العلاقات بين المملكة وإيران، متوترة منذ عشرات السنين، وتعتبر "لعب بالنار في المنطقة"، نظرا لتزعم إيران الدول الشيعية، والسعودية للدول السنية، وتُعد هذه هي المرة الثانية التي تنقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث سبق وانقطعت في عام 1988، وعادت بعدها بسنوات، إلا أن العلاقة بينهما ظلت متوترة، ونرصد في التقرير التالي تاريخ العلاقات بين البلدين.
مواد متفجرة مع الحجاج!!
في العام 1986 اكتشفت السلطات السعودية وصول عددًا من الحجاج الإيرانيين الذين دخلوا أراضيها، وهم يحملون معهم حقائب بها مادة الـ"سي فور"، شديدة الانفجار، حيث تم ضبط 95 حقيبة بها حوالي 51 كيلو جرام من هذه المادة، وتم تسجيل اعترافاتهم وأذاعها التلفزيون السعودي.
مظاهرات في موسم الحج
استغل الحجاج الإيرانيون في العام التالي -1987- القضية الفلسطينية، للتظاهر في المملكة للتنديد بالاحتلال الإسرائيلي والسياسات الأمريكية في المنطقة، ووقعت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، أسفرت عن مقتل 402 شخصا، بينهم 85 رجل أمن سعودي، و42 من جنسيات مختلفة كانوا قد تصدوا للمظاهرات و275 حاجّا إيرانيًا متظاهرًا معظمهم من النساء.
مظاهرات ضد المملكة على أراضيها
أما في موسم الحج عام 1988 فقد اندلعت مظاهرات من الحجاج الإيرانيين، ضد الموقف السعودي إبان الحرب بين العراق، والجمهورية الإسلامية، حيث نددوا بموقف المملكة من بلادهم، ما أسفر عن سقوط ضحايا، طالب بعدها "الخوميني" المواطنين الشيعة بـ"الثأر" لقتلى الحجاج الإيرانيين، عن طريق الإطاحة بالنظام السعودية.
قطع العلاقات الدبلوماسية وعودتها
بعد هذه الحادثة قُطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلا أنها عادت مرة أخرى في عام 1991، ولكن حبل الود بينهما ظل مقطوعا.
حادث تدافع "منى" وعودة التصعيد
بالعودة لمواسم الحج، استغلت إيران حادث تدافع "منى" الذي وقع العام الماضي -2015- وأسفر عن مئات الضحايا من مختلف الدول، بينهم إيرانيين، استغلته الجمهورية الإسلامية الفارسية، للتصعيد ضد المملكة، حيث أعادت هذه الحادثة للواجهة، مطالب الإيرانيين بتسيير مشترك تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي لمناسك الحج.
قطع العلاقات الدبلوماسية
مطلع يناير الجاري، أعلنت المملكة العربية السعودية عن إعدام 47 شخصا، بينهم 45 مواطنا سعوديا -منهم الشيخ نمر النمر القيادي الشيعي- بالإضافة إلى مواطن مصري وأخر تشادي، وعقب الإعلان عن ذلك توعدت إيران برد فعل قاسي ضد المملكة، وأن تدفع "الثمن غاليا"، وبعدها اندلعت المظاهرات في طهران، ومشهد، وتم الاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين، ما أغضب المملكة، ودفعها لإعلان قطع العلاقات بين البلدين، وإمهال البعثة الدبلوماسية الإيرانية 48 ساعة للرحيل من أراضيها.