نبيل المقدس
أن زيارة المجوس في مهده من قبل الماجوس , ليست اسطورة جميلة , بل لكنها حقيقية , ومن السهل تصديقها , وعلينا أن نؤمن أن يسوع من الأزل نزل إلي هذا العالم ,و لم يتطلع إلي جاه ارضي , وكان الناس ينتظرون الله , والشوق إليه كان يملأ قلوبهم .. وقد تبين لهم أنهم لن يستطيعوا أن يقيموا عصرهم الذهبي بدون الله ... وعندما جاء يسوع , تجمعت أطراف الأرض عند مهده , فكانت هذه هي العلامة الأولي , لسيادة يسوع علي العالم.
هكذا وجد المجوس الذين برعوا في الفلسفة والطب والطموح السياسي , طريقهم إلي بيت لحم بقيادة نجما لامعا مشيرا لهم أن هناك ملكا قد تم ولادته .. ومن القصص الطريفة حسب مفسري هذا الحدث و الذين عاصروا السيد المسيح , أن عدد المجوس كانوا إثني عشر , إلا أن معظم الأراء تقول أنهم ثلاثة إستنادا إلي عدد وانواع الهدايا التي قدموها للطفل. وبالرغم أن الكتاب المقدس لم يذكر عددهم او اسمائهم , لكن بعض الشراح إياهم يقول أن أسمائهم كانت " ملكيور وكان عجوزا أشيب الشعر وهو الذي قدم للطفل هدية الذهب " .. والثاني كان يُدعي كاسبار وكان شابا حليق الذقن وهو مِنْ قدم للطفل هدية اللبان " .. اما الثالث بلشاصر كان قصير القامة .. ذو لحية خفيفة , وهو الذي قدم هدية المر للسيد ."
طبيعي لا نهتم بأسمائهم لأن الأسماء لا تشير إلي اي شيء .. بل الذي يهمنا فقط نوعية الهدايا الثلاثة .. فكل هدية تشير إلي معني محدد تَخِصْ الرب يسوع : -
** الذهب .. هو هدية للملوك .. حيث انه ملك المعادن , لذلك كان الذهب هو الهدية المناسبة ليسوع لأنه وُلد ليكون ملكا . لكنه يمتلك هذا الذهب بالحب لا بالقوة .. يملك علي قلوب الناس لآ من عرش لكن من الصليب. فنحن لا نواجه يسوع مواجهة بالند للند .. بل نذكر دائما أنه ملك , نواجهه بالطاعة والخضوع .. فقبل أن نكون اصدقاء له وأحباء له يجب أن نخضع له .
** اللبان ( البخور ) هو هدية الكاهنوت .. وتعني كلمة " كاهن " هو الشخص الذي يبني الكباري .. أي انه الكوبري أو القنطرة بين الناس والله , وهذا ما فعله يسوع , فقد فتح الطريق للناس , لكي يدخلوا إلي محضر الله أو قدس الأقداس.
** المُـر وهو هدية لإنسان مصيره الموت .. فهو يُستخدم في تحنيط أجساد الموتي .. وهذا يشير أن المسيح قد جاء إلي العالم ليموت " فداءا عنا.
نعم .. لقد جاء يسوع إلي العالم ليموت عن الناس .. وليعطي حياته حني الموت للبشر , كما وعد الله لنا في العهد القديم .
إن هذه الهدايا : الذهب واللبان والمر , قد قُدمت عند مهد المسيح ,, تشير أنه الملك الحقيقي .. ورئيس الكهنة الكامل .. ومخلص البشر من خطيئة أدم التي ورثناها .
ماذا نقدم نحن للمسيح الذي خلصنا من خطيئة أدم ..؟؟ هو لا يريد منك هدية معينة ,, هو يريد نفسك , يريدك ان تفتح قلبك له لكي يدخل في داخلك ويسكن .. طوبي إلي الذين إتخذوه ملكا وكاهنا والهنا ..!
كل سنة وانتم طيبين وتعيشوا لكل سنة تأتي متخذا يسوع إلها لك ..... أمين