الأقباط متحدون - بالأيدى المتسخة لا يمكن للإنسان تنظيف أى شئ
أخر تحديث ٠٥:٢٣ | الأحد ٣ يناير ٢٠١٦ | ٢٤ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٩٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بالأيدى المتسخة لا يمكن للإنسان تنظيف أى شئ

 بالأيدى المتسخة لا يمكن للإنسان تنظيف أى شئ
بالأيدى المتسخة لا يمكن للإنسان تنظيف أى شئ
ترجمة نادر محمد, جوتنجن-ألمانيا
على مدى عشر سنوات قام الفنان والمخرج السورى حازم حموى بتصوير الحياة اليومية والحياة الثقافية فى وطنه. تحدث مع رفقائه وأقاربه من فنانين ومبدعين، غالباً ما قضوا سنوات طويلة فى السجن وكانوا مستعدون للحديث معه بصراحة أمام الكاميرات عن وحشية النظام.
 
"من غرفتى" فيلم شخصى جداً يلقى الضوء على خلفيات الحرب الأهلية وتأثيراتها على الجميع.
 
 رسم الحموى صورة لبلده والتى لم تتخلى عن رغبتها فى الحرية حتى الآن. يتضمن الفيلم بعض الصور ومناظر الكاريكاتير التى رسمها الحموى بنفسه. بمناسبة ما يدور من نقاش حول الإعتداءات على باريس ومرور عام على الهجوم على جريدة شارلى إبدو سوف تعرض قناة ARTE  فيلم الحموى يوم 4 يناير 2016 فى الساعة الثانية عشرة وخمس وعشرون دقيقة بعد منتصف الليل بتوقيت وسط أوروبا  قمنا بعمل الحوار التالى مع الفنان المقيم حالياً فى المنفى فى برلين للتعرف على قصة نشأة الفيلم والأحداث الجارية فى وطنه.
 
ولد حازم الحموى سنة ١٩٨٠ فى دمشق, درس الفنون التشكيلية فى جامعة دمشق والمسرح فى المعهد العالى للفنون الدرامية ثم درس الإخراج على يد المخرج عمر أميرلاى فى المعهد العربى للسينما بعمان بالأردن. ترك حازم سوريا فى شهر أغسطس سنة ٢٠٠٣, فى فرنسا عمل فيلمه "من غرفتى فى سوريا" ثم سافر بعد ذلك إلى برلين حيث مُنح اللجوء السياسى ومنذ ذلك الحين وهو يعيش فى العاصمة الألمانية. من أشهر أقوال الحموى فى فيلم من غرفتى فى سوريا "أظهرت الثورة أن كل جزء هو كل فى حد ذاته وأعطتنا الشعور بالإنتماء, وعلمتنى أن كل فرد مهم للباقين"
 
فى فيلمك تناولت موضوع تأثير الحرب الأهلية فى سوريا على الناس هناك وبخاصة عليك شخصياً كفنان ولكن كيف للإنسان ان يستوعب وجود القمع والعنف والخوف بإستمرار، هل يعتبر الفن مُتنَفَس بالنسبة لك؟ 
حازم الحموى: الفن دائماً بالنسبة لى هو الوسيلة الوحيدة والأهم لكى أصل إلى حالة التوازن ولأجد نفسى وأتطور ذاتى. الفن على المستوى الإجتماعى هو بلا شك أداة للتغيير. الرسم والتصوير يمكن للمرء أن يقوم به بمفرده أو مع من يحب وبهذا يمكن للإنسان ان يتأمل أوينقى روحه.  إخراج فيلم هو على النقيض من ذلك فهو عملية جماعية ونوع أخر من الإبداع الفنى له صعوبات أخرى. أنا أحتاج كلاً من الرسم والإخراج مثل الشهيق والزفير.
 
موضوع رئيسى فى فيلمك هو الحركة السلمية فى داخل سوريا وخارجها ضد النظام والمتطرفين، ماذا بقى من هذه الحركة اليوم؟
الإعتقاد بأنه يمكن حل المشاكل بإستخدام العنف هو ورم سرطانى أصاب جميع الأنظمة الشمولية وينشأ عنه حلقة مفرغة من العنف .كيف يمكن لنا أن نغير الأشياء بدون إستخدام العنف؟ هنا الطريق والهدف. أولاً: لا أعتقد أنه يجب على الإنسان القتال ليحقق السلام، لأن القتال دائماً يكون من أجل السلطة على عكس السلام الذى نصل له من خلال الحوار والتفاوض. فى سوريا أصبح الأمر متأخر لأنه هناك تدور الحرب، والقوى الدولية تريدها ان تستمر لأنهم لم يبيعوا القدر الكافى من السلحة حتى الآن!! السوريون هم أسرى الصراع القديم بين روسيا وأمريكا.  فعلينا أن نٌعَلِم الجيل الجديد أنه بإستخدام العنف لا نستطيع أن نصل إلى حل دائم. ولكى نستطيع أن نتحدث مع بعضنا البعض يجب علينا أن نتعلم وندرس ونعمل. أود أن أقول للقوى الكبرى "نسبة ضئيلة من مجتمعاتكم يمول حياتكم الفارهة بدمنا", فالإقتصاد العالمى يحتاج دائماً لحرب لكى ينموويجب أن يتغير هذا الشيئ.
 
 
تصوير هذا الفيلم يحتاج إلى الصبر والشجاعة ........... 
الشجاعة والمسئولية يجب أن يسيروا يداً بيد فى سوريا أو فى أى مكان آخر. فبالأيدى المتسخة لا يمكن للإنسان تنظيف أى شئ.عنف النظام والمعارضة المسلحة وجهان لعملة واحدة ومحكوم عليهما بالفشل. فيجب علينا أن ننشئ جيل جديد فى سوريا العنف بالنسبة له ليس وسيلة لحل المشاكل والسيطرة على المجتمع.
 
أين كنت وقت الإعتداءات على جريدة شارلى إبدو، وماذا دار فى رأسك عندما سمعت بالأحداث؟
كنت فى برلين وكان يوم حزين جداً، بعد ساعات قليلة من الحادث ذهب الكثير من سكان برلين إلى بوابة براندنبورج لإدانة الأعمال الإرهابية. ذهبت معهم وأعطيت للناس العديد من الأعمال الفنية. كان أمرصاعق! الرسالة كانت واصحة: الثقافة هى المنتصرة دائماً والعنف هو دائماً وسيلة من لا يفهمون ذلك، فحمل الناس لوحات بها شعارات مثل "لا نخاف" فالخوف ليس له أى علاقة بالخطر إنما هو إسلوب حياة. يمكننا فقط أن نعيش عندما نترك الخوف ولا ندعه يفترسنا, فالفنانون اللذين لقوا حتفهم فى هذا الحادث يعتبروا أيقونات لحرية الرأى, فهم ليسوا مجرد فنانين بل يمثلوا رؤية لا تموت.
 
من أين بالضبط كفنان تريد اليوم البدء بالإصلاح؟
أنا دائما ألاحظ أننا نعيش في عالم خُلِقَ للرجال و ليس للنساء. العنف يتزايد في جميع أنحاء العالم بسبب سيادة أنماط التفكير الذكورى، وهذا هو البحث المستمر عن التحديات. عندما نريد عنف أقل ومزيد من إحترام الطبيعة، يجب علينا إعطاء المرأة المزيد من السُلطة والمكانة. يجب ألا ننسى أن تعليم رجل يعني تعليم فرد، وتعليم مرأة يعنى تعليم عائلة بكاملها.
 
ما هو مشروعك القادم؟
 
مشروعي القادم هو فيلم وثائقي بعنوان " طفولة المكان". صورت لهذا الفيلم نسخة قصيرة سنة ٢٠٠٣عٌرضت لأول مرة في عام ٢٠٠٨ في المهرجان السينمائي الدولي في مدينة اوبنی الفرنسية. في هذا الفيلم أتعامل مع شكل معين من الشعر الغنائى ظهر في مدينة سلمية بوسط سوريا. يعرض الفيلم أن التطرف يستند على فكرة أن الله إما يحب أو يعاقب. أواصل هذة الرحلة مع منتجة الفيلم زينة زهرالدين، التي تعيش في فانكوفر. من خلال حياتي ببرلين ظهرت وجهات نظر جديدة لتطوير المشروع. أود أن أشير إلى إهتمام الشاعر الألمانى جوته بالشعر الصوفي، الذي يرى العلاقة مع الله كقصة حب. وأنا أتطلع قدما للعمل مع الكاتبة والشاعرة الألمانية من أصول لبنانية سلمى عرزونى والتى تهتم بهذه الظاهرة حاليا.
 
ما هو مهم بالنسبة لك للمستقبل؟
في المستقبل سوف أركز على مجالين: أولاً أريد أن أساعد فى تربية جيل جديد من الشباب يمتنع بوعى عن العنف. فعلى سبيل المثال أود أن أقوم برسم كتب للأطفال، علاوة على ذلك أود أن أساعد اللاجئين القادمين بشكل جماعي حاليا والذين منحتهم الحكومة الألمانية حق اللجوء فى عملية الإندماج فى المجتمع، وأريد أيضا نقل ثراء العلم والثقافة الألمانية والأوروبية لهم.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter