حمدي رزق | الجمعة ١ يناير ٢٠١٦ -
٠٥:
١٠ م +02:00 EET
حمدي رزق
حمدي رزق
كالشبح يظهر فى توقيتات مريبة، وتحديداً على «الجزيرة» الحقيرة، ليبث سمومه، ثعبان أفعوانى إخوانى اسمه يوسف ندا، مفوض العلاقات الخارجية الإخوانية، تشعر أنه خارج لتوه من جحر مخابراتى يحمل رسائل مشفرة، رسالة بعلم الوصول.
ليس جديداً أن يُحَرِّض على الجيش المصرى، الجيش المصرى صخرة تحطمت عليها إمبراطورية الإخوان فى الشرق، ولكن الجديد والمريب الذى لم يهضمه- حتى الإخوان وحلفاؤهم- وأنكروه واستنكروه.. حديث المصالحة.
«ندا» يبخ سماً فى مياه النيل الطاهرة، يقول زاعماً: «هناك مبادرات تأتى له من مصر، وبالتحديد من الأجهزة الأمنية، تتضمن عودة الإخوان للمشهد السياسى».
هراء إخوانى، ندا يهذى، هذا كلام لا يقوم عليه دليل، ولو يمتلك هذا الدليل لأفصح عن مصدر هذه المبادرات، واسم صاحبها الذى يبادر بخيانة دماء المصريين، مَن ذا الذى يتحمل تبعة هذا الخيار الصعب، ولا الرئيس السيسى يتحمله، الرجل قال: الشعب صاحب القرار فى المصالحة مع الإخوان، والشعب أعلنها صراحة: «لا تصالح».
يختلف المصريون كثيراً فيما بينهم على كل شىء وأى شىء، لكن هناك اتفاقاً جمعياً على رفض المصالحة مع الإخوان، مَن رفع فى وجوهنا السلاح لا مكان له بيننا، يحرم علينا اجتماعه، ثعلب الإخوان العجوز يطلق بالوناً فى الهواء، يختبر منعة الأجهزة الأمنية بعرض مبطن بالغموض.
لصالح مَن هذه المبادرة؟ لصالح الحرس القديم، الذى يبحث عن وسيلة للخلاص من ثورة شباب الإخوان بالعودة إلى حضن الأجهزة الأمنية تكفله، أم لصالح المخابرات الأمريكية، وبإيعاز منها، لإعادة الإخوان إلى المشهد، قبل أن يغادر أوباما البيت الأبيض، يهيئ لإخوانه مستقراً، بعد أن تشتت شملهم.
أظنها محاولة أخيرة للالتفاف على التقرير البريطانى الأخير الذى حاصر الإخوان فى أوروبا، وأحرج أمريكا، ويتقفى أثر جمعيات الإخوان وأموالهم حول العالم، ويقلقل إقامتهم فى العواصم الأوروبية، التى باتت تنظر بعين الشك والريبة للإخوان بعد تقرير لندن، الحاضنة الدولية للإخوان، والراعى التاريخى لإخوان البنا.
الأجهزة الأمنية فى مصر ليست أجهزة أمنية لجماعة سرية، تتحرك بعيداً عن رأس الدولة، والقواعد الشعبية، الأجهزة الأمنية فى مصر ليست مطلقة السراح فى إبرام صفقات قذرة من هذا النوع مع شخصيات ملوثة تاريخياً، وسوابق فى التآمر على الأمن القومى المصرى.
«ندا» هو مَن يقود العمليات السرية الإخوانية فى قلب العواصم الغربية ضد المصالح المصرية، وحركته مرصودة جيداً، وللأسف محمى من الاستخبارات الأمريكية جيداً، يستعملونه كثيراً، والإخوان أطلقوه سابقاً لنسج شبكة العلاقات الدولية الإخوانية العنكبوتية.
حديث المبادرات المفخخة يؤشر على حالة إخوانية يائسة من إمكانية العودة إلى المشهد، ومع تضييقات أوروبية محتمة، يبحث «ندا» عن خروج مشرف لإخوانه فى أوروبا، يزعم- كذباً- بوجود مبادرات، يصطنعها فى خياله المريض، ويروجها بين صفوف شباب الإخوان كحل أخير.
«ندا» يحفظ لإخوانه ماء الوجه بادعاء أنها مبادرات صادرة من القاهرة، عجباً القاهرة التى ذاقت من الإخوان الدم تغازل الإخوان، تستعذب العذاب، مصر بدون الإخوان هذا أفضل جداً.
رقصة استخباراتية أخيرة يؤديها «ندا»، يدعو للتصعيد، طالب دم، على هامش مبادرات موهومة بعودة الإخوان، أنعود أم نقتلكم؟ العودة على أَسِنَّة الرماح، يُذَكِّرك بسيئ الذكر خيرت الشاطر.. يا نحكمكم يا نقتلكم.. لا هتحكمونا ولا تقدروا تقتلونا، للبيت رب يحميه، وللوطن جيش يحميه.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع