الأقباط متحدون - هل تتدخل أمريكا حال نشوب صراع عسكري حول سد النهضة؟!
أخر تحديث ٠٥:١٣ | الجمعة ١ يناير ٢٠١٦ | ٢٢ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٩٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

هل تتدخل أمريكا حال نشوب صراع عسكري حول سد النهضة؟!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

التقيت قبل ما يقارب عاما ونصف العام وبالتحديد في مايو عام ٢٠١٤، مع الجنرال الأمريكي كارتر هام، القائد السابق للقوات الأمريكية في إفريقيا، وعلى هامش المؤتمر الذي تنظمه مؤسسة "المشروع الأمني الأمريكي" مؤسسة غير حزبية، والتي تهدف في الأساس لتبادل الأفكار في قضايا الأمن القومي وتقريب وجهات النظر بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في أمريكا.

سألته علي هامش المؤتمر وبشكل مباشر، هل سوف تتدخل الولايات المتحدة عسكريا، حال نشوب صراع بشأن سد النهضة بإثيوبيا؟ الموضوع كان يشغلني في حينها أكثر بكثير من مسألة الإخوان في مصر، أو المعزول مرسي، لأَنِّي مهموم جدا بملف المياه ومستقبل مصر في هذا الإطار.

وكان رد الرجل كالتالي: ( إن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتدخل عسكريا حال نشوب أي صراع في إفريقيا نتيجة بناء إثيوبيا لما يعرف بسد النهضة، وأكد أن سد النهضة هو تحد إفريقي داخلي وما نقوم به هو نصح الأطراف المختلفة بالتعاون).

وقال لي (إن المنطق الذي يحكم الفلسفة الأمريكية بشأن إفريقيا هو أن التحديات الإفريقية هي تحديات إفريقية وليست تحديات أمريكية، وأضاف "هام" أنه حسب فهمه فإن الخارجية الأمريكية تعمل في هذا الملف لتقريب وجهات النظر لتجنب صراع محتمل).

وأكد قائد القوات الأمريكية السابق في إفريقيا سابقا لي وبشكل مباشر أيضا ( إن الولايات المتحدة الأمريكية تتفهم جيدا ملف المياه وخصوصا في مصر ومنطقة شمال إفريقيا).

كانت هذه كلها جمل في الصميم، سردها الرجل بشكل واضح، لكن ما يهمني الآن هو قراءة ما بين السطور، الرجل قال إن هناك صراعا محتملا، وهذا أمر لا شك فيه، حيث إن صبر مصر قد ينفد في حال حدوث أزمة حقيقية في المياه يشعر بها المواطن المصري الذي ضاقت به الحياة بشكل عام.

إن أسطورة الحرب القادمة هي حرب مياه وأصبحت حقيقة، وهو ما يحدث الآن، كما أن معلومة "مصر هبة النيل"، أمر حقيقى درسناه جميعا في مدارس التعليم المجاني في مصر، والعبث بهذا المصطلح هو تدمير لأجيال كاملة معنويا ومنهم كاتب هذه السطور.

دعوني أعود إلى أمرين غاية في الخطورة، الأول ومرة أخرى هو الصراع المحتمل، وهذا صحيح جدا، فمن دبر لمصر هذا الصراع المحتمل؟ وهل مصر وهي من ناحية الإعراب النحوي "مفعول به" كانت في غفلة من الزمن عندما حدث ذلك، لن أخوض كثيرا في هذا الأمر لكن هناك شيئا عظيما يُدبر لهذ الوطن.

الأمر الثاني، هو تفهم الولايات المتحدة لأهمية ملف المياه وخصوصا لمصر، لن أتحدث كثيرا في هذا الشأن، أليس من الأولى أن تستوعب مصر أهمية هذا قبل أي دولة أخرى؟!

إنه المستور أو الكشف عن المستور، فقط الوقت نفسه سوف يثبت ما أقول، ونشرب نحن من منابع اتفاقيات دول حوض النيل، المهمومة والمأزمة داخليا، بشكل أسوأ وأخطر مما نتخيل. بالتعبير المصري العامي ( اضرب الآخر من فين يوجعه)، فهل تضرب مصر من حيث يؤلمها.

إنه أمر جد خطير ولن تتحدث فيه الولايات المتحدة الأمريكية، فهنيئا لنا ولإفريقيا بأزمة حقيقية، وهنيئا لوكالات الأنباء العالمية بأخبار جديدة (طازة) من الأخبار التي تشبع المشاهد، الذي لم يسأم من أخبار التشريد والحروب في الشرق الأوسط.
دوت مصر


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع