فقدت مصر منذ أسبوع رائداً من كبار رواد صناعة الدواء فى مصر، وأنا لن أتحدث عن إنجازاته المهنية فى الدواء، وفى رفع مستوى المهنة، وخدمة الاقتصاد المصرى، ولكننى سوف أتحدث عن الراحل مكرم الإنسان، الذى وُلد وتربَّى، وخرج من صعيد مصر، والذى لم ينسَ أهله ولا ناسه، وعاش طيلة حياته يخدم الفقراء ويرعى مصالحهم ويقدم لهم كل ما يستطيع حتى آخر لحظة من عمره. هو رجل الأعمال الكبير الذى عرف معنى الديمقراطية الاجتماعية فطبَّقها على كل من يعمل معه، فالجميع يأخذ حقه، ويقدم للجميع الرعاية، الصغير قبل الكبير.
مكرم كان رجلاً وطنياً بمعنى الكلمة، كان يحب مصر ويعشق ترابها، ويعمل من أجلها ومن أجل رفعتها. دخل عالم السياسة كمؤسس للحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى إيماناً منه بأن مصر لا بد أن تتغير إلى الأمام، لقد آمن بالناس وأحب الوطن، ولم يكن يرضى أبداً بالظلم أو القهر. كان مكرم قبطياً متديناً ملتزماً بتعاليم كنيسته الأرثوذكسية، ولكنه كان إنساناً رائعاً لم يفرق بين مسلم أو مسيحى، وكان يحترم الإنسان، ويقدِّره على قدر عطائه وقدراته دون النظر إلى دينه، وكان من أكثر الناس تسامحاً فى كل شىء، وكان إنساناً بسيطاً شديد التواضع ذا أدب جم.
عرفت مكرم عن قرب فى السنوات الخمس الأخيرة، وحقيقة عرفت معنى الإنسان المصرى الحقيقى الصادق، ابن المصرى القديم الذى يعرف كيف يبنى الحضارة ويتصرف كإنسان فى كل مكان وزمان.
تحية إلى روح رجل عظيم أحببته كما أحبَّه آلاف المصريين.
نقلا عن المصري اليوم