الأقباط متحدون | مَن يمدح الحاكم فى حياته يكون أول من يلعنه عند مماته !!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:٢٥ | الثلاثاء ١٢ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢ بابه ش ١٧٢٧ | العدد ٢١٧٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مَن يمدح الحاكم فى حياته يكون أول من يلعنه عند مماته !!

الثلاثاء ١٢ اكتوبر ٢٠١٠ - ٣٩: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: صبحي فؤاد
فى عام 1984 واثناء زيارة انيس منصور للجالية المصرية فى مدينة ملبورن سمعته يقول واصفا الرئيس الراحل السادات بانه " كان رجلا جاهلا لا يعرف شيئا.
لم يذهلنى ما قاله انيس منصور عن السادات لان هذا حقه فى التعبير عن رايه فى شخصية عامة ولكن ما ادهشنى هو ان كاتبنا الكبير العظيم كان يخصص كثيرا من وقته وجهده وكتاباته لمدح الرئيس والاشادة بانجازاتة التى لم تتحقق على مدار السنوات التى كان فيها مقربا جدا للرجل .
وغير انيس منصور كان هناك ايضا العديد من الكتاب والصحفيين الذين كانوا مقربين من عبد الناصر والسادات فجأة وجدناهم بعد رحيلهما ينقلبون من المدح والنفاق والاشادة وتاليه الحاكم  بمناسبة او غير مناسبة الى النقد غير الموضعى الهدام .
واليوم ونحن نتصفح الصحف المصرية او العربية وعند مشاهدتنا لبرامج التلفزيون والنشرات الاخبارية لانجد شيئا تغير عند العرب .. مدح الحاكم ورفعه الى مرتبة الالهة والرسل والانبياء كان ولا يزال امرا حيويا ورئيسيا لابد منه ومفروغ من امره .. كم كبير لا اول ولا اخر له من النفاق والتزلف والاستمامة لدرجة التضحية بالنفس لارضاء الزعماء والحكام مهما فعلوا .. ومهما ارتكبوا من اخطاء او جرائم فى حق شعوبهم.

هناك صحف ومجلات وبرامج فضائية فى بعض الدول العربية عندما تقرأ ما يكتب على صفحاتها او تستمع وتشاهد برامجها على شاشات الفضائيات لاتحتاج جهدا او شهادة دكتوراة فى الاعلام لكى تدرك ان كل محتوياتها لايهدف لامتاع او تثقيف القارىء او المشاهد وانما فقط يهدف لارضاء اصحاب السلطة والنفوذ.. واحيانا يساورك الشك ان ما يكتب او يذاع ربما يتم املاءه بالتليفون او ارساله عن طريق الفاكس للمسئول الاعلامى لنشره فى الجريدة او عرضه فى المحطة الفضائية !!
مشكلة النفاق ومدح الحاكم بمناسبة او غير مناسبة تجدها فى الغالب قاصرة على الدول العربية نتيجة للجهل وتفشى الامية وغياب الديمقراطية وعدم وعى المواطنيين بحقوقهم السياسية  والقانونية والاهم من كل ذلك عجز الحاكم عن انجاز شىء مفيد لشعبه يجعله دائما يتوق ويتطلع الى النفاق بل ويشجعه ويتقبله بصدر رحب من الاخريين سواء كانوا مساعديين اوصحفيين اوكتاب وغيرهم لكى يشعر بالقوة والسلطه والتميز.
فى الدول الغربية المتقدمة لاوجود للنفاق والرياء على اى مستوى من المستويات ..الكاتب او الصحفى يكتب رأيه بحرية تامة بلا خوف او رعب .. ينتقد الحاكم ويكشف اخطاءه وهو جالسا فوق كرسى السلطة ولكن بعد تركه الحكم  وتحوله الى مواطن عادى مثلى ومثلك لا نجد كلمة نقد واحدة توجه اليه او تكتب ضده.

المشكلة فى الدول العربية ان النفاق ومسح الجوج يوصل صاحبه بسرعة البرق الى اعلى المناصب  والمستويات ..الصراحة والصدق وقول كلمة الحق حتى لو كانت تهدف الى خير ومصلحة الوطن لا توصل  صاحبها الى تحقيق اى شىء ولا يستبعد ان تدخله السجن وتفقده وظيفته وتشرد اسرته .
ولذلك تخلفت الدول العربية عن بقية دول العالم لان الحاكم لا يوجد عنده استعداد لسماع الحقيقة ..ولا يعطى اذنه الا  للمنافقين ومن يمدحه ويشيد به ويكذب عليه ويخفى عنه مايدور داخل بلده .. ولكن لو اصر كل كاتب وصحفى ومفكر واى مواطن عادى على كتابة وقول كلمة الحق والتعبير عن اراءهم بشجاعة وقوة فى حدود الادب والقانون مهما كان الثمن الذى سيدفعونه لما كان فى مقدور الحاكم تجاهلهم ورفض الاستماع لمطالبهم واراءهم .
على اى حال ارجو ان يدرك الحكام الذين لا يقربون سوى المنافقين والمتزلفين اليهم ان هؤلاء الذين ينافقونهم فى حياتهم واثناء تواجدهم فى السلطة هم بكل تأكيد اول من سيلعنوهم وينشرون فضائحهم واسرارهم اذا تخلوا عن السلطة او عند مماتهم .. اما المنافقين وماسحى الجوخ فلا اجد ما اقول لهم سوى اتقوا الله فى اوطانكم حرصا على مصلحة شعوبكم والاجيال القادمة .

استراليا
sobhy@iprimus.com.au




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :