عزيزي "سانتا كلوز "
هل تُفضل أن أُناديك بـ "سانتا كلوز" ؟
أنا أعرفك جيدًا، مُنذ كنت صغيرة جدًا أسمع الحكايات عنك، أنك تأتي ليلة العيد وتضع الهدايا الجميلة المُلونة، وعصا السكاكر المعقوفة للأطفال. لست أشعُر بالحرج أنك لا تعرف من يكتب إليك، لأنني لست مشهورة مثلك، لست شخصًا أسطوريًا مثلك، لست طيبة مثلك، وما شجعني أن أكتب إليك أن لديَّ بعض الأمنيات أتعشم أن تُحققها لي.
أنا الآن عمري تسعة أعوام، أحب "بابا" و"ماما" جدًا جدًا، ولا أريد لهم الموت أبدًا.. لا مانع لو صار أبي سمينا بلحية سميكة بيضاء وطويلة مثلك، لا بأس لو فقد عقله حين يتجاوز التسعين من عُمره.. كذلك لا بأس أن تكبُر أمي وتتصرف كما لو كانت طفلة، أنا الآن كبيرة بدرجة كبيرة ومستعدة أن أتحملهما.
ماما تقول إنني يجب أن أمارس الرياضة يوميًا وأتناول غذاءً صحيًا حتى أكون قوية جدًا حين أكبُر، لأن النساء يعملن كثيرًا ويتعبن كثيرًا؛ أليس كافيًا أن جسد المرأة يُنتج أطفالًا!!
لهذا أنا آكل طعامي كُله، وبشهية جيدة ولم يصبني الزُكام سوى مرة واحدة طيلة الشتاء حتى هذه اللحظة. سانتا ..ماما تخشى أن يموت أبيها، وجدتي كذلك تبدو مريضةً جدًا، وأمي حزينة، أرجوك افعل شيئًا. اجعل جدتي بصحةٍ جيدة، وانفخ قليلا من الطمأنينة في الحلوى التي تُحبها ماما حتى يهدأ قلبها قليلًا، وإن كُنت قد تركت قليلا من المال في جيبك الخلفي ولا تحتاجه كثيرًا، فلتعطي حصة منه لـ "بابا" لأنه يتمنى أن يُصلح سيارته!
شكرا لك سانتا
عزيزي سانتا ..
رُبما لم تصلك رسالتي العام الماضي، لا بأس، رُبما أرسلتها أنا متأخرة قليلًا، لعلك تستقبل الرسائل قبل ليلة الميلاد بعدة أشهر حتى تستعد وتشتري كل الهدايا لكل الأطفال، أرجوك لا تتضايق أنك لم تمنحني هدية، لكن أنا في الحقيقة حزينة جدًا، جسد جدي كان ضعيفًا جدًا. لم يحتمل، فقد معظم سوائل جسمه قبل أن يموت. لست أريد منك سوى أن ترعى جدتي!
شكرًا لك سانتا
*********
سانتــا
أنا غاضبة منك جدًا،
لقد اخترت أمنية واحدة في العام الماضي وتقاعست عن تحقيقها، رُغم أنني جددت ثقتي بك، ولم أُكلفك ما لا تُطيق وطلبت منك فقط أن ترعى جدتي. جدتي ماتت. لن أقول لك شيئًا آخر . فقط أنتظر ردك.
********
سانتا ..
لقد صار عُمري الآن ثمانية عشر عامًا، وأريد أن تبث لي برسالة نتناقش فيها حول أمنية هذا العام، أتمنى أن تُساعدني في تحقيقها، فهي مُجرد أمنية ضمن الأمنيات وليست (جوارب ملونة ولا عصا السكاكر المعقوفة)، إنها أكبر من هذا الحجم بقليل، أنا أريد أن أصبح ممثلة بالإذاعة، فهلا منحتني فُرصة حقيقية كيّ أُثرثر للساهرين ببعض الشعر والحكايات الطريفة عن السنوريات، وإرهاصات الغربان، وبدايات العُظماء الذين أضرم الهنود النار في جثثهم بعد موتهم !! أنتظر ردك .
****************
عزيزي سانتا
هل أنا أُراسلك أيضًا على بريدك الإلكتروني، وقد تأكدت أن كثيرين يُراسلونك على نفس البريد. لقد أوشكت السنة على لملمة آخر أوراق الشجرة الحزينة، هذه رسالة تأكيدية أنني "بشر" ولست روبوتا، والآن صرت تعرف أمنياتي كلها، وتعرف لماذا أريدها، إن كنت لا تُوافق أن تمنحني ما أُريد فهذا شأنك، لكن – هذا ليس تهديدًا لكن من باب التذكير – لدي أصدقاء كثيرون، كلهم يُحبونني، ويثقون بي، سأخبرهم عن تصرفاتك الرديئة، والتجاهل المُفرط الذي تتعامل به معي مؤخرًا، ولقد تابعت الإشعارات كُلها، وأنت بالفعل قرأت رسائلي كُلها، لهذا فأنا صرت متشككة جدًا حول رد فعلك في الأيام القادمة.
سأَعِدُك بشيء..
سأترك لك ساحة المدفأة خالية، وسأباشر الكلب بنفسي. سأصب له بعض من دواء الكُحة، كي ينام، لهذا فلن يتسبب في إزعاجك أو إرباكك..
**********
عزيزي سانتا ..
اليوم هو اليوم الأخير في عام الشجرة الحزينة، هل ستأتي، هل تتذكر أمنياتي وسط زحمة الأمنيات؟ هل لازلت تتذكرني أنا شخصيًا ؟
*******
عزيزي سانتا ..
الساعة الآن تجاوزت منتصف الليل بساعةٍ إلا رُبع، ولم أسمع صوت عربتك الطائرة فوق الثلج التي تجرها الغزلان السعيدة، أشعر أنك لن تأتي أبدًا.. أنا الآن أستقبل العام الجديد دون ابتسامتي التي توقعت أنها بالنسبة لك شيئًا بسيطًا، يُمكنك هكذا ببساطةٍ أن تمنحني إياه. لكنك لم تفعل .
لست أثق بك.. لديك سُمعة سيئة عند كثيرين وأنا واحدة منهم.
أنا حزينة جدا ..
لم أحظ بعلاقة حُبٍ واحدة سعيدة طيلة حياتي، لم أُنجب أطفالًا رُغم أنني أُحب الأطفال بشدة، لكنني أكره الشعور القوي بالمسؤولية.. لست أُصدق أبدًا أن الربَّ سادي، ويحرق المخلوقات، الله يُحبنا جميًعا.
أفتقد جدتي طوال اليوم. قاومت البكاء كثيرا.. ضحكت كثيرا جدًا كراقصة ثملة. والآن وأنا أتمدد فوق سريري؛ نازعتني الرغبة لأعترف أنني يجب أن أذرف بعض الدمع المالح كي أتهيأ للنوم
سانتا ..
هل أنت حقيقي وموجود بالفعل ؟
نقلا عن دوت مصر