الاثنين ٢٨ ديسمبر ٢٠١٥ -
١٦:
١٠ م +02:00 EET
صورة أرشيفية
كتب : د. ميشيل فهمي
مع باكورة العام الجديد ٢٠١٦ وفي ثالث أيامه ، الأحد ٣ يناير ســـتُعْقدّ جلسة ( الإجراءات ) للبرلمان المصري الجديد ، لإنتخاب رئيس المجلس والوكيلين ........وغالباً سيتم إنتخاب المستشار عدلي منصور رئيساً للمجلس بعد صــدور القرار الجمهوري بتعيين نسبة الــ ٥٪ ، وأداء أعضاء المجلس اليمين الدستورية .. وفي يوم الأحد التالي ١٠ يناير سيتوجه موكب رئيس الجمهورية ، ليقوم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بإفتتاح البرلمان رســـمياً ، وتوجيه خطاب الي المجلس والشعب والعالم بأسره ، أو ما كان يُعْرٓفّ بـ ( خطاب العرش ) ، ومنذ تلك اللحظة تبدأ أعمــــال الدورة الأولي لدور الإنعقاد الأول للبرلمان المصري ، ويُمارس أعضاؤه واجباتهم المُنْتخبين لأجل تنفيذها ، ويكون بذلك قد إكتمل علي ( أرض الواقع ) تنفيذ خطوات خارطـــــة المُسْتقبلّ كما رسمتها الثورة الخالدة لشعب ٣٠ يونيو ، واكتمل علي خريطة ( النظرية ) البناء الديمقراطي " الغائب " عن التنفيذ ، لأن البِنْية الأساسية لتنفيذ الديمقراطية في الحياة السياسية المصرية غير مُــــكْتٓمِلةّ البـــــناء بعد ، بل أستطيع القول بأن بناؤها لم يـــــبدأ حتي الآن .... لأن بنــــــــاء الديمقراطيـة يحتاج الي تمهيد أرضية صالحة ، وتأسيس مُقٓوماتّ ثابتة وخٓلْق عوامل مُساعدة لٍبِدء عمليـــة البناء الديمقراطي .
فَلَو شٓـــبٓهْنا الديمقراطية كشجرة متجذرة في الأرض ومُتعدِدةّ الفروع مُتشابكة الأغصان كثيفة الأوراق لِتُلْــــقيّ بفئّ ظلالها علي الشعب في قيظ معترك الحياة العامة والحياة السياسية خاصة ، نجد أن مصر تفتقد وجود مثل هذه الشجرة ، بل أنها لم تبدأ بزراعتها بعد ، لعدم تمهيد التُربة الصالحة لزراعتها :
فلن تنمو شجرة الديمقراطية في أرض جرداء ( الأُمِيةّ الأبجدية والسياسية ) ،
ولن تنمو شجرة الديمقراطية بلا مياه ترويها ( مُحاربة الفقر ورفع مستوي المعيشة ) ،
ولن تنمو شجرة الديمقراطية بلا مُخٓصِباتّ زراعية لتقويتها ( الأحزاب السياسية القوية ونشر الوعيٌ السياسي ) ... وغير ذلك الكثير ، فأين مصر اليوم من كل هذا ؟ لهذا السبب قلت " البناء الديمقراطي الغائب " ، وقد ظهر ذلك جـلٍياً في نتائج الإنتخابات ، فنتيجة لِمُرشح غــير مؤهل للنيابة ، وناخب أُميّ جاهل بمرشحيه ، ومناخ سياسي مُتٓخٓبطّ وساخط وملئ بالمشاحنات والمشاجرات والتلاسنات بين المرشحين والمُرشحات ، والتي كان يُعْتبر بعضهم قِمٓـمّ في الحياة المصرية بعد ثورة ٣٠ يونيو ، أفرزت الإنتخابات نُواب غـــير جديرين لا بنيابة الشعب ولا بالعمل السياسي البرلماني في مرحلة من أهم المراحل التي يمر بها الوطن !
والأمثلة علي ذلك كثيرة ، فرأينا نواباً تشاحنوا تصارعــوا وتشاجروا لدرجة تمزيق ملابسهم ورداءاتهم الأخلاقية للحصول علي المناصب والمغانم والمكاسب الشخصية لنجاحهم في المجلس ، وحتي قبل أن يبدأ عملهم النيابي الفعلي ، مما كشف عوراتهم أمام المواطن قبل الوطن ، فدللوا علي أنانيتهم ونرجسيتهم وأطماعهم ، وتحولوا الي أعداء للوطن مُشكِكِين في الرئاسة والحكومة وكافة سلطات الأمن كتوفيق عكاشة الذي إن لم يُنْتٓخٓبّ رئيساً للبرلمان يتحول الي عدو للوطن ممُشكِكٓاً في مؤسسات الدولة وفي حمايتها لها ، مُسْتغِلاً قناة والدته ( أنه ) لنشر فكره النرجسي المريض ، لِذَا إضطرت الجهات المختصة بوقف برنامجه الذي يبث منه سمومه ، ولكي توقف هرتلة هذا النائب ، وأيضاً نجد التلميذ النجيب لحازم أبو اسماعيل المدعو حساسين ،ومطالبته بعدم تفد نواب البرلمان ، الي نائبة تطالب بجواز سفر دبلوماسي لزوجها ، وآخر يطالب بسكن مجاني بالقاهرة للنواب المقيمين خارجها ..وأمثالهم كثيرين ، لفهمهم الخاطئ والمغلوط لواجب ( نائب الشعب ) ، خالطين بين هذا المفهوم والمفهوم الحقيقي لـ ( حاكم الشعب ) ، وخلطوا بعدم فهم بين سلطات الحُكْمّ الثلاث :
السلطة التنفيذية - السلطة القضائية - السلطة التشريعية
ولكنهم بثقافتهم وأخلاقهم وتربيتهم وبسلوكياتهم أضافوا لذلك سـلطة رابعة ، هي : سُــــلطة عِقدهم النفسية .
كل هذا في غياب إعلامي شريف !!
لِــْذا .. أُطالب بِشده بإنشاء قناة فضائية تليفزيونية تسمي ( فضائية البرلمان المصري ) لكي يُراقِــــــب الشعب المصري آداء من قام بعض منه بإختيارهم ، وليتم تقييمهم .
وللقراءات بقية .....