الأحد ٢٧ ديسمبر ٢٠١٥ -
٠١:
٠٨ م +02:00 EET
بقلم : عايدة نصيف
أن قضية التعليم فى اعتقادى لايمكن أن تناقش ولا تحل بعيدا عن مناقشة أسلوب حياتنا ، ولابد الانتقال من المنظور الضيق للمشكلات التعليمية الى المنظور الاوسع لمشكلاتنا الاجتماعية فى تلك اللحظة التاريخية التى نحياها ونقابل من خلالها تحديات وتهديدات سياسية واجتماعية وثقافية وسياسية ايضا
فالتعليم يشكل الصورة الذهنية لأى مجتمع ، وكل مشكلة حقيقية فى التعليم ترتد فى نهاية الأمر الى مشكلة رئيسية فى المجتمع ، وأن رسم وتوصيف صورة لحالة التعليم هو رسم دقيق وتوصيف لصورة المجتمع ، ومن ثم مناقشة قضية التعليم من جميع جوانبها الفنية المتعلقة بالعملية التعليمية يجب أن تتم فى وضع التعليم فى الأطار الاجتماعى العام
ونطرح السؤال : كيف نصلح التعليم ؟ ولكن هذا السؤال يجب أن يضع بجواره أسئلة أخرى مثل : ما الهدف الذى نرسمه لحياة المجتمع ؟ وما نوع المجتمع الذى نريد أن نراه فى المستقبل فى ظل السيولة الاخلاقية المنتشرة الان ؟ وانا هنا اتسأل عن مستقبل مصر ومستقبل الشباب ومستقبل تاريخ عظيم ؟
أن بناء الهيكل التعليمى يرتكز على قاعدة واسعة الأ وهى التعليم الابتدائى وينتهى الى قمة ضيقة الأوهى التعليم الجامعى والمشكلة تكمن فى الفاقد التعليمى بين عدم الاقبال فى مناطق الريف الفقيرة فى القاعدة ، وبين التزاحم الشديد والتنافس العنيف على الالتحاق بالجامعة ، ولن نفهم ولن تحل هاتان القضيتان الأ بالرجوع الى أصولهما فى القيم السائدة فى المجتمع
ولنقف عند أشكالية التنافس الشديد على الجامعات ،نجدها انعكاس لقيم تحتقر العمل اليدوى أو المهن ذات الطابع العملى ، وتعبر عن تطلعات اجتماعية اصبحت غير موجودة الان ،ولكنها مرسخة فى الأذهان ، وأطرح السؤال ألم يكن المجتمع هو بذاته الذى شجع بصورة كبيرة لسيادة هذه القيم فى مرحلة سابقة حين أتاح للجامعى قيم الأرتقاء ما لم يتاح للعامل الفنى ، وحين عمل على تحويل المعاهد الفنية الى كليات جامعية ، ايمانا وضمانا لارتفاع قيمة التعليم الجامعى بالمقارنة بأنواع التعليم الأخرى ، ووجدنا أنفسنا الأن فى ظروف تحتاج الى تخريج كوادر حقيقة من تعليم فنى ،ليصبح مجتمعنا مع حجم التغيرات المطروحة مجتمع منتج وليس مستهلك ومستورد فقط
فأسلوب التفكير والتقييم السائد لدى الأفراد انعاكسا لأسلوب اوسع منه نطاقا ، كانت تعمل الدولة فى عهودا سابقة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على نشره فى المجتمع
ولنقف وقفة جادة الان الى الدعوة الى تعليم يواكب التغير ويواكب متطلبات المجتمع
وبل وننتقل من الهيكل التعليمى الى العملية التعليمية ....فى مقالى القادم أن شاء الله