يعتبر العالم كله ومصر خاصة أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت وسيلةً قويةً وفعالةً في ثورة الخامس والعشرين من يناير، عام 2011، وعلى الرغم من أن البعض يرى تراجع دور هذه الوسائل في الفترة الأخيرة، إلا أنها لم تفقد بريقها وسطوتها خلال العام الماضي، ورُغم بعض السلبيات التي يروج لها في بعض الأحيان إلا أنها مازالت مؤثرة بشكل كبير حيث استطاعت الإطاحة بمسؤولين حكوميين، وإيقاف برنامج تلفزيوني ذا شهرة واسعة جدًا.

 

ثار رواد مواقع التواصل الاجتماعي على تصريحات وزير العدل السابق المستشار محفوظ صابر، وما هي إلا ساعات الليل فقط، حتى أًجبر على تقديم استقالته من منصبه، وشددت رئاسة الوزراء على أن الحكومة "تحترم كل شرائح المجتمع.. وتقدر الأيدي العاملة".

 

كان "صابر قد قال في تصريحات إعلامية إن "ابن عامل النظافة لا يمكن أن يتولى منصب القاضي"، لتعقب هذه الجملة ثورة غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبة بإقالته من منصب وزارة "العدل" المنوط بها تطبيق العدالة على الجميع، وقد أعلن المهندس إبراهيم محلب -رئيس الوزراء أنذاك- مطلع شهر مايو قبول استقالة الوزير.

مواقع التواصل الاجتماعي أدت دورا رآه الكثيرون سلبيا في قصة زواج الفنان سعيد طرابيك، منتصف شهر أغسطس الماضي، حيث شهدت جدلًا واسعًا بين مؤيد ومعارض لزواج الفنان الذي يتعدى السبعين عاما من شابة صغيرة، فيما أكد الكثيرون أنها حرية خاصة للفنان، الأمر الذي رد عليه الزوجان بأنهما يعيشان قصة حب لم تكن وليدة اللحظة، فعلاقة سارة بالفنان الكبير كانت فى بدايتها علاقة عمل، ثم تطورت إلى أن تكللت بالزواج. 

 

مطلع شهر سبتمبر الماضي، سخر المصريون من الثورة اللبنانية، والتي ظهرت فيها فتيات وسيدات لبنانيات جميلات، وجاءت التعليقات تقول: "ماعندكوش رجالة"، "ثورة بالمايوه"، "هو انتو نازلين ثورة ولّا حاجة"، "هى دى الثورات ولّا بلاش"، "يا عينى على الغفر اللى عندنا"، الأمر الذي أثاء سخطا واستياءا لدى الشعب اللبناني، وردت إحدى اللبنانيات على ذلك في مقطع فيديو انتقدت فيه الشباب المصري. 

من خلال حملة شعواء على مواقع التواصل الاجتماعي للتضامن مع "فتاة المول" ضد الإعلامية ريهام سعيد، مقدمة برنامج "صبايا الخير" على شاشة قناة النهار، انسحب المعلنون من البرنامج، لتعلن القناة بعدها بأيام وقف عرض البرنامج وإحالة الإعلامية للتحقيق. 

 

استضافت "سعيد" فتاة تعرضت للتحرش في أحد المولات الشهيرة، عُرفت إعلاميا باسم "فتاة المول"، وهاجمتها خلال الحلقة، ثم عرضت صورًا خاصة للفتاة، وفي خطوة سريعة ومفاجئة، تفاعل الرأي العام المصري وثار بقوة ضد الإعلامية، وطالب بوقفها ووقف برنامجها، ومقاطعة منتجات الشركات الراعية في حملة حصدت 80 ألف توقيع خلال ساعات الأمر الذي أجبر هذه الشركات على الانسحاب من رعاية البرنامج. 

 

تداول عدد كبير جدا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور ما فعلته الأمطار في محافظة الإسكندرية، أواخر شهر أكتوبر الماضي، وصارت حديث الساعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ليتصاعد الغضب على المحافظ، الدكتور هاني المسيري، ويتخطى الاستياء حدود محافظة عروس البحر المتوسط، ويجبر الدولة على إقالة المحافظ، على الرغم من تفهمها جيدا سوء البنية التحتية.