الأقباط متحدون - رضا وجنينة شو
أخر تحديث ٠٧:٢٢ | الأحد ٢٧ ديسمبر ٢٠١٥ | ١٧ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٨٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رضا وجنينة "شو"

محمود بسيوني
لا تفزع ولا تستغرب عزيزي المواطن من اربع ظواهر متكررة يقوم بها سياسيين ومسئولين حكوميين بعد 25 يناير 2011 ، الاولى تبدل المواقف او "التلون" ، الثانية الشو الإعلامي لصناعة شعبية وهمية ، الثالثة الكلام عن الفساد بلا دليل في اطار مزايدات او رغبة في تسخين ، الرابعة "|أخد حته من التورتة " والا الثورة في انتظاركم .

لا يختلف في ذلك أي سياسي من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ، الوطني القديم او الاخوانى المتخفي ، المهم نصيبي ، حين يتولى المنصب تعمل السوشيال الميديا التابعة له على تسويقه بانه الرجل الذى سيحارب الفساد ، ممثل القوى المدنية والشباب ، صوت الثورة ، وحينما يخطئ ويقترب موعد رحيلة يبدأ في التسخين وتبدأ نفس اللجان في الترويج ان السبب حربه على الفساد تحت عنوان مثير هو انهم يسكتون صوت الحق ، وتنتشر فيديوهات من نوعية الرجل المصلى ، الورع التقى ، البار بوالدية وهو تكنيك سياسي يمهد لعودة قريبة اذا ما تبدلت الاحوال او ما يمكن ان يطلق علية عصام شرف "ستايل" ..رئيس وزراء الميدان ..الذى انهى علية الميدان بعد اربعة اشهر .

اجمالا يمكن ان نضع الشو الإعلامي كعنوان لمرحلة ارتباك الادارة وخلط الاوراق ، فالملعب ممتلئ بالهواة ، وشعب التواصل الاجتماعي يتعجل النتائج ، ظنا ان هناك من يحمل عصا سحرية او ان "الشو" يكفى للتغطية على مسئول فاشل او متأمر أو متآخون .

دعنا نعترف ان الرأي العام في مصر متأرجح ، قد يستجيب للمحتالين عليه بفيديوهات النصب ، وقد يبنى افتراضات واوهام عن كفائه مسئول دون ان يكون متأكدا من حقيقته و قد يستجيب لمحاولات تسخين قبل دعوات اخوانية للتظاهر في 25 يناير القادم ، والتي يمكن اعتبارها مظاهرات الفرصة الاخيرة للعودة الى السلطة قبل طي صفحتهم مع رحيل الرئيس الأمريكي باراك اوباما الداعم لهم ، ولذلك فالمحاولات عديدة ومتكررة وتصريحات التسخين والحشد والشو واحاديث شو البطولات لن تتوقف خلال الايام القليلة القادمة .

لنبدأ بمحافظ الشرقية رضا عبد السلام والذى أثار كثير من اللغط في وسائل الاعلام حول اقالته ، الرجل تولى المسئولية قبل سبعة اشهر  7 شهور و كان بارعا في التعامل مع الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ، كان رجل الشو الاول ، فهو اول محافظ يفتتح محل كوافير على اعتبار انه يريد تشجيع المشروعات الصغيرة ! ثم كان اماما للناس في الصلاة ، ثم جلس بجوار والدته ليتحدث عن اصله المتواضع ، ويوبخ عسكري يقود سيارة ضابط في المخالف ، وبعدها يذهب الى سنتر دروس خصوصية ليغلقه ..للوهلة الاولى قد تنبهر بهذا الاداء ، لكنه كان ضجيجا بلا طحين.. وكان السؤال من يضع الكاميرا في طريق المحافظ ولماذا ، وهل عملك الجاد يحتاج لكاميرات تسجله ، ثم لماذا ظهرت موضوعات مكافحتك للفساد عقب رحيلك ، اين هي من الشو المستمر منذ توليك المحافظة ..هل هذا هو نموذج المسئول الذى تحتاجه مصر خلال هذه المرحلة .

الا ان رضا وحركة المحافظين اثارت مرة اخرى صراع من نوع غريب على مصر وظهر بشكل مبالغ فيه ، وهو صراع تولى المناصب العليا بين المدنيين والعسكريين ، وهو امر تحاول تقارير محلية ودولية ترسيخه في مصر ، لتكمل الصورة حكم العسكر المزعوم ، ولا يخفى عل احد كم الاهمال والتسيب الذى شهدته المحليات خلال سنوات التجارب الاخيرة ، ولذلك أكثر ما نحتاج اليه الان هو القيادة المتمرسة على الحزم والانضباط  القادمة من المؤسسة العسكرية ، وكان التكليف الاول لهم من الرئيس هو محاربة الفساد اينما وجد .

على خط التسخين والصراع مع الدولة يأتي المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات الذى اعلن عن حجم الفساد في مصر وصل الى 600 مليار جنية وصمت ، وكان السؤال من سرق هذه الاموال التي تقترب من رقم الموازنة العامة للدولة كلها والتي يذهب 80 % منها الى الموظفين ، وكيف تم ذلك ، ثم لماذا خرج جنينة ليقول هذه التصريحات لمراسلي الصحف ، بعد أيام قليلة من تعيين نائبين له ، هل ينتقم بذلك لنفسه  ، خاصة وانه في تصريحات سابقة تحدث على ان معلومات الجهاز أمن قومي ، ولا يجب ان تخرج من دائرة العلاقة بين الجهاز والرئيس .

خلال فتره رئاسته وقت حكم الاخوان حاول ان ينال من اجهزة الامن ، فتحدث عن جهاز المخابرات ، في نفس التوقيت الذى تحدث فيه ابو العلا ماضي عن البلطجية التابعين للجهاز ، وفسرت تصريحاته وقتها انها تأكيد لما قالة ابو العلا ماضي وكرره بعده مرسى .

وعقب 30 يونيو صدرت تصريحات كثيرة دون ان نرى على ارض الواقع ما تأثيرها ، وكانه يمسك على النظام شيئا ما ، وحينما تصاعدت حده الاتهامات اليه بانه ينتمى للإخوان ، خرج في اكثر من مكان ليدافع عن نفسه ويؤكد انه ليس كذلك .

وحتى يتم غلق الملف أمر الرئيس عبد الفتاح السيسي ، بتشكيل لجنة برئاسة رئيس هيئة الرقابة الإدارية وعضوية ممثلين عن وزارات التخطيط والمالية والداخلية والعدل، ونائب رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، لتقصي الحقائق ودراسة ما جاء في هذه التصريحات. على أن تعد اللجنة "تقريرا عاجلا للعرض على الرئيس، وإطلاع الرأي العام على نتائج أعمالها في إطار من الشفافية الكاملة".

هل ظن جنينة ان تصريحاته ستمر دون توقف ، هل اعتقدت لجان الاخوان انها وجدت فرية جديدة تثير بها الفتنه اسمها سرقة فساد ب600 مليار على غرار ما حدث مع مبارك في يناير حول كذبه ال70 مليار أو يثبت كلامه وتستعيد اجهزة الدولة المليارات المنهوبة او يكتشف الرأي العام انها مجرد محاولة لصنع بطولة مفتعله في اطار هوس الشو ..ولكنها اخذت هذه المرة على محمل الجد من اجل الحساب العسير


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter