بقلم يوسف سيدهم
قراءة في ملف الأمور المسكوت عنها(567)
تطور جديد حدث في مجال محاصرة الإرهاب العالمي وشن الحرب عليه بأمل استئصاله حيث أعلن ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني-أخيرا وبعد تلكؤ يربو علي العام ونصف العام أثار كثيرا من التوجسات-فحوي التقرير السري الذي كان قد سبق وكلف الأجهزة الأمنية البريطانية بعمله في أبريل2014 بشأن مراجعة كل ما يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين بما في ذلك نشأتها وعقيدتها الفكرية وسجل أنشطتها وتنظيماتها في بريطانيا وخارجها.
التقرير الذي طال انتظاره أعلن عنه في17ديسمبر الجاري من خلال بيان كاميرون حول تقييم حكومته للتقرير وأهم استنتاجاتها المستخلصة منه والسياسات التي تنوي الحكومة اتخاذها عاجلا ومستقبلا لوضع جماعة الإخوان المسلمين تحت المنظار والحد من أنشطتها المرتبطة بالعنف والإرهاب.
ولمن تعتريه أية شكوك عن علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالعنف والإرهاب -سواء كان أصلها المصري أو فروعها العربية والفلسطينية علاوة علي فروعها في أوربا وعلي الأخص في بريطانيا المتهمة بتوفير ملاذ آمن للجماعة علي أراضيها-أذكركم بتقرير صدر في أبريل الماضي عن مكتب القانون الجنائي الدولي في لندن وجاء بعنوان:الإخوان أصل الإرهاب وتناولته الصحافة المصرية في حينه وكتبت أنا مستعرضا إياه بالتفصيل آنذاك…وهو يسجل أن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها في مصر في عشرينيات القرن الماضي يرتبط بالتنظيم السري المسلح الذي يشكل الذراع العسكري لها والذي بات الملهم لكل التنظيمات والجماعات الإرهابية حول العالم من القاعدة وداعش إلي أنصار بيت المقدس في غزة وبوكو حرام في نيجيريا وجماعة الشباب في الصومال وغيرها…وقد اختتمت ذلك العرض مسجلا أن التقرير وإن كان لايحمل جديدا للمصريين أو لأقطاب الإخوان المسلمين الذين انشقوا عنهم وتولوا فضحهم وكشف استراتيجياتهم المدمرة لمصر,إلا أنه يكتسب أهمية خاصة لصدوره عن مكتب القانون الجنائي الدولي بلندن,لعله يدق ناقوس إنذار للقوي العالمية والحكومات الغربية الحاضنة لجماعة الإخوان المسلمين.
وأعود لبيان ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني لأسلط الضوء علي أهم ما جاء في تقرير مراجعة جماعة الإخوان المسلمين وخطة الحكومة البريطانية فيما يلي:
**في أبريل 2014 طلب رئيس الوزراء البريطاني إجراء مراجعة داخلية بشأن جماعة الإخوان المسلمين بما في ذلك نشأتها وعقيدتها الفكرية وسجل أدائها وتنظيمها ونشاطها في المملكة المتحدة وخارجها.
**أجري هذه المراجعة اثنان من أكبر المسئولين البريطانيين وأكثرهم خبرة بالموضوع:سير جون جنكينز الذي كان يشغل حتي وقت قريب منصب السفير البريطاني في السعودية وتشارلز فار المدير العام لمكتب الآمن ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية البريطانية…وتم الانتهاء من إعداد التقرير في يوليو2014 ومنذ ذلك التاريخ عكفت الحكومة البريطانية علي إعداد الاستجابة السياسية له كما واصلت تقييم التطورات المتصلة بجماعة الإخوان في مصر ومناطق أخري من خلالوحدة تحليل التطرف الجديدة لديها.
**تجربة وصول جماعة الإخوان المسلمين للسلطة في مصر بين عامي2011-2013 لم تبذل فيها الجماعة مايكفي من الجهود لإبداء اعتدالها السياسي أو التزامها بالقيم الديمقراطية,وفشلت في إقناع الشعب المصري بكفاءتها أو حسن نواياها وتركت علامات استفهام كثيرة بشأن ما يعنيه فشلها هذا بالنسبة لمستقبلها.
**أسست جماعة الإخوان المسلمين المصرية منذ خمسينيات القرن الماضي شبكة دولية في العالم الإسلامي وخارجه وأصبحت أوروبا قاعدة مهمة لانطلاق شبكتها العالمية بدعم مالي وسياسي من دول الخليج…وقد أتاح الانتشار العالمي للجماعة منذ ذلك الحين وحتي الوقت الحالي سبيلا لها لإعادة جمع صفوفها والتعافي من إخفاقاتها في مصر وغيرها.
**البيان التأسيسي لحركة حماس يوثق أن الحركة هي الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين,وظل دعم حركة حماس وتمويلها خلال السنوات العشر الأخيرة يمثل أولوية هامة بالنسبة للجماعة في مصر ولشبكة الجماعة دوليا.
**البعثة الإسلامية في المملكة المتحدة ماتزال تزعم بشكل علني أنه من المحال أن يعيش مسلم مؤمن تحت نظام حكم غير إسلامي وتبشر بالنصر القادم للإسلام علي الشيوعية والمادية العلمانية والديمقراطية الرأسمالية…وتظهر تلك الأفكار والدعوات في أبشع صورها في مناطق تمركز وتركز المسلمين المتطرفين حيث تكثر الممارسات التي تدعو لتكفير المجتمع ودعوات تطبيق الشريعة الإسلامية عوضا عن القانون المدني….كما تواصل رابطة مسلمي بريطانيا معارضة البرامج التي تقترحها الحكومات البريطانية المتعاقبة بشأن منع الإرهاب.
**التواصل الرسمي البريطاني مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر لم ينتج عنه تغيير ملحوظ في تفكير الجماعة,بل إن البيانات المرتبطة بالإخوان والصادرة عنهم في منتصف عام2014 تحرض علي العنف بشكل متعمد.
**جوانب العقيدة الفكرية والاستراتيجيات التي يتبناها الإخوان المسلمين في المملكة المتحدة وفي خارجها تتنافي مع القيم البريطانية ومع المصالح الوطنية والأمن القومي للمملكة…وبناء عليه ستعمل الحكومة البريطانية علي إبقاء آراء وأنشطة الإخوان المسلمين قيد المراجعة لمعرفة ما إذا كانت تستوفي معايير حظرها.
نقلا عن وطنى