د\ماريان جرجس
   كانت الطرق مزدحمه  والمداخل  ممتلئة...كانت  الاعداد  تكاد- من كثرتها –المنافذ تحتقن  وكانت اصوات الابواق من- علوها-لما فوق عنان السماء تخترق ..

كان الجميع منشغلين وكانت الُسترات توشك على النفاذ فى ظل هذا الصقيع...ولكن سرعان ما اصطف الجميع كالبنيان المرصوص وكان لكل منهم خيط-بدقه- مقصوص...

     ولكن هيهات للضجيج ان يأخذ دور البطوله على ذلك المسرح المهيب  فاخترقه صوت عظيم اجش عجيب ! مناديا بكل القوات والاعداد الاصطفاف  والانتظام  وكأنه كان رئيسا اعلى  او قائدا متخذا من نقطه المنتصف موقعا استراتجيا  وبيده اوراق كثيره  تاره ينظر للورقه وتاره يشير باصبعه لفريق  او سرب ..

ولكن لا ينفض ان يخلو تلك التجمعات من الاحاديث الحواريه الجانبيه فتهامس اثنان بسرب المنتصف

احداهما للاخر قائلا:- ولكنى قصير جدا ! والشعله بيدى تكاد تلامس قدمى اليمنى !

فرد الاخر وادار دفه الحوار الهامس للأول :- نحن لا نحترق ياصغيرى مثلهم ولا نتألم فلا تقلق

ولكنه لم يصدقه فاعربت اسارير وجهه عن القلق الذى كثر بداخل نفسه وظل يجادل ويحاور الشعله حتى لا يتلامس معها ....

     وعاد صوت القائد يعلو    فاشار باصبعه الى الشمال وقال بنغمه وصوت اجش :-   هنا سرب بيت صفاقا

واشار الى جهه اخرى  قائلا:- هنا السرب القادم من جهه اريحا والاخر  القادم من جهه الجليل والاخير القادم من جهه بيت جالا..

واستكمل مفصلا للجميع:- ((وبالتقاء كل سرب من الاربعه  يتكون السرب الرئيسى فى المنتصف والذى سيحاوط  مكان الحدث فى شكل دائرى..

  وحينها عاد يتهامس ذات القامه القصيره ليتسائل مع رفيقه

ما هو ذلك الحدث الذى يقول عنه؟؟؟؟
 
ولكن سرعه الاحداث لم تمهله ان يعرف الاجابه  فبدأت القوات فى التحرك بالفعل وجاء هو فى ذيل واحد من الاربعه اسراب ليكون من السرب الرئيس فى المنتصف ويشاهد ذلك الحدث الذى طالما ظل يتسائل عنه وبدأت الاحداث تنعكس فى مقلتيه  الذى ظلا محدقتين  وجناحيه الاثنين  متأكأن على بعضهما البعض  ...

     ولكن من شده انهماكه فى الحدث الذى كان يملأ قلب المزود بمدينه بيت لحم ..اوقع شعلته فى الارض والتى تسببت فى ترك علامه مزمنه بالارض بعد ان صرخ بصوت يملأه الرعب ويتبعه السكون حيث ادرك ان الصباؤوت-كما اكد له صديقه –مخلوقات نورانيه لن تتأذى ..

   ولكنه بقى يتسائل ويتسائل ويتسائل  ويقول له:- انا لا ادرى ماذا يحدث ولما ولكن ارى وكأن سيدتنا غير مندهشه  ؟ حقا؟ اليس هذا بامر غير معتاد؟   كما ارى ابو الطفل مرتبكا جدا ! اليس بالطبيعى ان يكون فرحا كحال السماء كلها ؟  واراهم هم (واشار باصبعه على الجمع المتجمهر للاحصاء )  وكأنهم منشغلين بامور اخرى ! 

فرد رفيقه وقال له :سيدتنا  غير مندهشه لانها تعلم بان الامر غير معتاد ولكنه معتاد على الله ولكنها من اتضاعها لن تبوح لنفسها انها هى التى اٌختيرت كى تشهد هذا الحدث بل تكون ام الصبى !   وايضا ربما ان من قداستها ومكانتها عن الله تعلم انه جاء ليفرح قلوب هؤلاء الذين –كالعاده لايبالون- ومنشغلون بامور اخرى طوال الوقت ولكن قلبها ينفطر من الان لما قد تشعر به اذا تألم ابنها لاجلهم... اما ابو الصبى فهو لابد انه لازال لايستطيع ان يفصل بين رهبه الموقف وايمانه وايمان اجداده الذين انتقلوا على رجاء وصول الصبى  وبين شكوكه البشريه ..ولكن ان  جلسنا نتحدث هنا لن نجثو مع الفريق المجوسى وسنغضب الرئاسات والكراسى..!!!!

وبالفعل انتلقا الاثنان...ومرت على الارض قصصا اكثر والتفت الشمس حول الارض الاف المرات ..تٌرى هل تتعبد الشمس حول الارض مسرح كل الاحداث ام تتعبد الارض حول الشمس سر اسرار  كل حياه على ظهر الارض وبقت مدينه بيت لحم...مدينه بيت لحم ! الشهيره يقصدها الكثير جاءها رهبان وقمامصه وكهنه من اقاصى المسكونه وفى ذات نهار..قصدها راهب من الفرنسيسكان من ايطاليا الذين اشتهروا فى القرن الخامس عشر  يزور المعالم الاثريه بها ومعه عروق اللؤلؤ الذىن اشتهروا بنحته  حتى ارهقه الارهاق والاجهاد وجلس يرشف قليلا من الماء فى النهار الحار متسائلا  عن سر انشغال الناس فى امور كثيره و المعارك والحروب فى تلك الارض التى حملت يوما ما رساله الخلاص للجنس البشرى؟ ترى ما يكون اهم من التأمل فى رساله الخلاص هنا اكثر واكثر   متملقا المكان بعينيه يمينا وشمالا حتى ارتجفت يده فسقط كاس الماء الذى بيده هو وعرق اللؤلؤ على الارض وعندما تلامست انامله الارض لياخذ عرق الؤلؤ لنصف منحوت والغير مكتمل وجد علامه غريبه بالارض تبدو عليها اثار الزمن وظل ينظر لها حتى راى ما بها من رسمه ارتسمت عليها  بالطبيعيه فاعجبته واخذ يكمل نحت العرق كمثلها ....