بيان الرئيس من حافظ سلامة الى الشيخ المحلاوى
بقلم:مجدي جورج
خرج علينا اليوم الجمعة 8 اكتوبر 2010 عدة مئات من السلفيين المتشددين بقيادة الشيخ المحلاوى بمظاهرة من مسجد القائد ابراهيم بالاسكندرية مهاجمين الاقباط ومطالبين بمقاطعتهم اقتصاديا كما هاجموا قداسة البابا وهددوه بالفاظ يعف القلم عن كتابتها ويعف اللسان عن النطق بها وتمت هذه المظاهرة فى ظل حراسة امنية مشددة من مدير امن الاسكندرية ومعه رئيس مباحث المحافظة، وجميع رؤساء مباحث أقسام الشرطة كما جاء فى بعض الصحف .
والعجب العجاب ان هذه التظاهرة وغيرها من التظاهرات التى جرت الاسبوع الماضى وبعد صلوات الجمعة تتم فى حراسة وحماية الامن وكأن الامن فى بلادنا لم يسمع عن البيان الذى اصدره الرئيس مبارك والذى اكد فيه الوحدة الوطنية خط شائك لايجب على احد تخطيه .
فهل عدم تدخل الامن راجع الى :-
ان بيان الرئيس لم يكن حازم بشكل كافى بحيث يجعل القيادات الامنية تتدخل لفض هذه المظاهرات بالقوة خصوصا انها تعلم بموعدها مسبقا وايضا لانها تتم فى الشوارع وباعداد كبيرة فى ظل قوانين تمنع ذلك .؟
ام ان الامن له رؤية تختلف عن رؤية الرئيس؟
ام ان العملية هى عملية توزيع ادوار لا اكثر؟
ام ان شوكة التطرف قد قويت وان قوة الدولة قد اهترئت ولاقبل لها بمواجهة هذا التطرف ؟
ام ان العملية كلها هدفها الضغط على الكنيسة والاقباط حتى لايستجرئ على المطالبة باى حق من حقوقه وعلى الاقباط ان يرضوا دائما بوضعهم وبما تلقيه عليهم الدولة من فتات من وقت لاخر وعليهم الا يفكروا ابدا انهم من الممكن ان يطالبوا بالمساواة التامة مع اسيادهم المسلمين ؟
ام ان سبب عدم تدخل الامن هو كل ماسبق ؟!!!
ياسادة لم تكن قصة كاميليا وكلمات الانبا بيشوى الا مبررات وحجج اخرجت مافى الصدور ومافى القلوب وللاسف فلم يخرج من هذه الصدور وهذه القلوب الا كل حقد دفين اسود سواد الليل الذى ينتظر هذه البلاد اذ لم تعالج الامور بحزم فى مواجهة هؤلاء الرعاع المخربين.
فقد خرجت عليهم كاميليا ببيان واضح تنفى فيه اسلامها وخرج البابا متاسفا على ماحدث نتيجة حديث الانبا بيشوى وكذلك خرج بيان مشترك لقداسة البابا وشيخ الازهر بالمحافظة على وحدتنا الوطنية.
ومع ذلك لم ولن يرضخ هؤلاء يسهولة لانهم لايريدون الا اذلال الاقباط والدليل على ذلك اهانتهم المستمرة لقداسة البابا فهذه الاهانات هى اهانة لكل مسيحى مصرى بل ولكل مسيحيى يعيش فى هذه المنطقة من العالم .
كلمة اخيرة اقولها بكل صراحة (وارجو الا يزايد احد على محبتى للكنيسة وابائها) وهى ان الانبا بيشوى شخصية تصادمية يخسر من الرجال والانفس اكثر مما يكسب فقد هاجم مرات عديدة الكنائس غير الارثوذكسية فى مصر واتهمهم باختطاف ابناء الكنيسة الارثوذكسية وكانه لايعلم ان كثير من الكهنة تهمل فى رعيتها فلا تجد هذه الرعية الا الكنائس الاخرى تلجأ لها .
واظن ان هذا افضل من ان يختطفهم عدو الخير ويبعدهم عن الايمان المسيحى وللاسف طريقة تفكيرالانبا بيشوى هى طريقة فكر كهنة كثيرين فى بلادنا فقد رايت بعينى احد الكهنة يفكر بهذا المنطق فعندما تم اسلمة احدى الفتيات بالخداع وقد كنا وقتها كشباب نغلى ونبحث عن اى حل لاعادتها للايمان فطالبنا من كاهننا هذا التدخل فما كان منه الا ان قال لنا : "...... وراحت" ولكن حينما كان يعلم ان احد الاقباط ترك كنيسته وذهب لكنيسة غير ارثوذكسية فانه كان لا يكل ولا يمل من الذهاب الى عائلته ناصحا مرة ومهددا مرات بضرورة عودته للكنيسة الارثوذكسية .
ياسادة هؤلاء يخالفوا تعاليم السيد المسيح الصريحة التى جاءت فى انجيل مرقس اصحاح تسعة :
عندما قال يوحنا للرب يسوع :"يا معلم راينا واحدا يخرج شياطين باسمك فمنعناه لانه ليس يتبعنا "
فقال يسوع:"لا تمنعوه لانه ليس احد يصنع قوة باسمى ويستطيع سريعا ان يقول على شرا.لان من ليس علينا فهو معنا ."
وكما خسر الانبا بيشوى البروتستانت والكاثوليك وجميع الطوائف المسيحية الاخرى فى مصر هاهو قد خسر الكثير من المسلمين المعتدلين بتصريحه الاخير فى المصرى اليوم والذى قال فيه ان المسلمين ضيوف على الاقباط فى مصر وهنا اخطأ خطئين:
- اولهما لان هذا المجال ليس مجاله وكان من المفروض ان يترك هذا للساسة والكتاب والمؤرخين.
- ثانيهما لان العرب الذين غزوا مصر مع عمرو بن العاص لم يكونوا ابدا ضيوف بل كانوا جنودا غزاة داخلوا مصر باسلحتهم وذلك باعتراف اغلب المؤرخين ولكن هذا حدث منذ حوالى الف واربعمائة عام ونحن كمصريين حاليين لن نعيش اسرى هذا التاريخ فالمصريين المسلميين الذين نعيش معهم الان هم اخوة لنا فى الوطن وهم مواطنين كاملى المواطنة نسعى نحن كاقباط الى ان نكون متساويين معهم فى نفس هذه الحقوق قولا وفعلا .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :